فصل: دومة الجندل:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتوح البلدان (نسخة منقحة)



.تبالة وجرش:

190- حدثني بكر بن الهيثم عن عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري قال: أسلم أهل تبالة وجرش عن غير قتال.
فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما أسلموا عليه، وجعل على كل حالم ممن بهما من أهل الكتاب دينارا، واشترط عليهم ضيافة المسلمين، وولى أبا سفيان بن حرب جرش.

.تبوك وأيلة وأذرح ومقنا والجرباء:

191- قالوا: توجه رسول الله صلى الله على وسلم إلى تبوك من أرض الشام، لغزو من انتهى إليه أنه قد تجمع له من الروم وعاملة ولخم وجذام وغيرهم، وذلك في سنة تسع من الهجرة، لم يلق كيدا.
فأقام بتبوك أياما، فصالحه أهلها على الجزية.
وأتاه وهو بها يحنه بن رؤبة صاحب أيلة، فصالحه على أن جعل له على كل حالم بأرضه في السنة دينارا. فبلغ ذلك ثلاثمائة دينار.
واشترط عليهم قرى من مر بهم من المسلمين، وكتب لهم كتابا بأن يحفظوا ويمنعوا.
192- فحدثني محمد بن سعد قال: حدثنا الواقدي عن خالد بن ربيعة، عن طلحة الايلى أن عمر بن عبد العزيز كان لا يزداد من أهل أيلة على ثلاثمائة دينار شيئا.
وصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل أذرح على مائة دينار في كل رجب.
وصالح أهل الجرباء على الجزية وكتب لهم كتابا.
وصالح أهل منا على ربع عروكهم- والعروك خشب يصطاد عليه-
وربع كراعهم وحلقهم وعلى ربع ثمارهم، وكانوا يهودا.
وأخبرني بعض أهل مصر أنه رأى كتابهم بعينه في جلد أحمر دارس الخط، فنسخه وأملى على نسخته.
«بسم الله الرحمن الرحيم.
من محمد رسول الله إلى بني حبيبة وأهل مقنا.
سلم أنتم.
فإنه أنزل على أنكم راجعون إلى قريتكم، فإذا جاءكم كتابي هذا فإنكم آمنون، ولكم ذمة الله وذمة رسوله.
وإن رسول الله قد غفر لكم ذنوبكم وكل دم أتبعتم به، لا شريك لكم في قريتكم إلا رسول الله أو رسول رسول الله، وإنه لا ظلم عليكم ولا عدوان.
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيركم مما يجير منه نفسه، فإن لرسول الله بزتكم ورقيقكم والكراع والحلقة إلا ما عفا عنه رسول الله أو رسول رسول الله.
وإن عليكم بعد ذلك ربع ما أخرجت نخيلكم، وربع ما صادت عرككم، وربع ما اعتزلت نساؤكم.
وإنكم قد برئتم بعد ذلكم ورفعكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل جزية وسخرة.
فإن سمعتم وأطعتم فعلى رسول الله أن يكرم كريمكم ويعفو عن مسيئكم، ومن ائتمر في بنى حبيبة وأهل مقنا من المسلمين خيرا فهو خير له، ومن أطلعهم بشر فهو شر له.
وليس عليكم أمير إلا من أنفسكم أو من أهل بيت رسول الله صلى الله على وسلم»
.
وكتب علي بن أبو طالب في سنة تسع.

.دومة الجندل:

193- قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي إلى أكيدر بن عبد الملك الكندي ثم السكوني بدومة الجندل فأخذه أسيرا، وقتل أخاه وسلبه قباء ديباج منسوجا بالذهب، وقدم بأكيدر على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وكتب له ولاهل دومة كتابا نسخته: «هذا كتاب من محمد رسول الله لاكيدر حين أجاب إلى الإسلام وخلع الانداد والاصنام ولاهل دومة.
إن لنا الضاحية من الضحل، والبور، والمعامي، وأغفال الأرض، والحلقة والسلاح، والحافر والحصن، ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور.
لا تعدل سارحتكم، ولا تعد فاردتكم، ولا يحظر عليكم النبات، تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقها.
عليكم بذلك عهد الله والميثاق ولكم به الصدق والوفاء.
شهد الله ومن حضر من المسلمين»
.
الضاحى البارز، والضحل الماء القليل، والبور الأرض التي لم تستخرج ولم تعتمل، والمعامي الأرض المجهولة، والاغفال التي لا آثار فيها، والحلقة الدروع، والحافر الخيل والبرازين والبغال والحمير، والحصن حصنهم، والضامنة النخيل الذي معهم في الحصن، والمعين الماء الظاهر الدائم.
وقوله: لا تعدل ماشيتكم أي لا نصدقها إلا في مراعيها ومواضعها لا نحشرها، وقوله: لا تعد فاردتكم يقول: لا تضم الفاردة إلى غيرها ثم يصدق الجميع فيجمع بين متفرق.
194- وحدثني العباس بن هشام الكلبي عن أبيه.
عن جده قال: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر، فقدم به عليه فأسلم، فكتب له كتابا.
فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم منع الصدقة ونقض العهد وخرج من دومة الجندل فلحق بالحيرة، وابتنى بها بناء سماه دومة بدومة الجندل.
وأسلم حريث بن عبد الملك أخوه على ما في يده فسلم ذلك له.
فقام سويد بن شبيب الكلبي: لا يأمنن قوم عثار جدودهم ** كما زال من خبت ظعائن أكدرا قال: وتزوج يزيد بن معاوية ابنة حريث أخي أكيدر.

قال العباس: وأخبرني أبى عن عوانة بن الحكم أن أبا بكر كتب إلى خالد ابن الوليد وهو بعين التمر يأمره أن يسير إلى أكيدر.
فسار إليه فقتله وفتح دومة.
وكان قد خرج منها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عاد إليها، فلما قتله خالد مضى إلى الشام.
195- وقال الواقدي: لما شخص خالد من العراق يريد الشام مر بدومة الجندل ففتحها وأصاب سبايا، فكان فيمن سبا منها ليلى بنت الجودى الغساني.
ويقال إنها أصيبت في حاضر من غسان، أصابتها خيل له.
وابنة الجودى هي التي كان عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق هويها وقال فيها: تذكرت ليلى والسماوة بيننا ** وما لابنة الجودى ليلى وماليا فصارت له فتزوجها، وغلبت عليه حتى أعرض عن من سواها من نسائه.

ثم إنها اشتكت شكوى شديدة، فتغيرت فقلاها، فقيل له: متعها وردها إلى أهلها.
ففعل.
وقال الواقدي: كان النبي صلى الله عليه وسلم غزا دومة الجندل في سنة خمس فلم يلق كيدا، ووجه خالد بن الوليد إلى أكيدر في شوال سنة تسع بعد إسلام خالد بن الوليد بعشرين شهرا.
196- وسمعت بعض أهل الحيرة يذكر أن أكيدر وإخوته كانوا ينزلون دومة الحيرة.
وكانوا يزورون أخوالهم من كلب فيتغربون عندهم.
فإنهم لمعهم وقد خرجوا للصيد إذ رفعت لهم مدينة متهدمة لم يبق إلا بعض حيطانها، وكانت مبنية بالجندل.
فأعادوا بناءها وغرسوا فيها الزيتون وغيره، وسموها دومة الحيرة.
197- وحدثني عمرو بن محمد الناقد عن عبد الله بن وهب المصري عن يونس الايلى، عن الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد بن المغيرة إلى أهل دومة الجندل.
وكانوا من عباد الكوفة.
فأسر أكيدر رأسهم فقاضاه على الجزية.

.صلح نجران:

198- حدثني بكر بن الهيثم قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن يونس بن يزيد الايلى، عن الزهري قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم السيد والعاقب وافدا أهل نجران اليمن فسألاه الصلح.
فصالحهما عن أهل نجران على ألفي حلة في صفر وألف حلة في رجب، ثمن كل حلة أوقية، والاوقية وزن أربعين درهما.
فإن أدوا حلة بما فوق الاوقية حسب لهم فضل ذلك، وإن أدوها بما دون الاوقية أخذ منهم النقصان، وعلى أن يؤخذ منهم ما أعطوا من سلاح أو خيل أو ركاب أو عرض من العروض بقيمته قصاصا من الحلل، وعلى أن يضيفوا رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا فما دونه ولا يحبسوهم فوق شهر، وعلى أن عليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا إن كان باليمن كيد، وأن ما هلك من تلك العارية فالرسل ضامنون له حتى يردوه، وجعل لهم ذمة الله وعهده، وأن لا يفتنوا عن دينهم ومراتبهم فيه، ولا يحشروا ولا يعشروا.
واشترط عليهم أن لا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به.
199- حدثني الحسين بن الأسود حدثنا وكيع قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: جاء راهبا نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فعرض عليهما الإسلام فقالا: إنا قد أسلمنا قبلك.
فقال: كذبتما.
يمنعكما من الإسلام ثلاث: أكلكما الخنزير، وعبادتكما الصليب، وقولكما لله ولد.
قالا: فمن أبو عيسى؟- قال الحسن: وكان صلى الله عليه وسلم لا يعجل حتى يأمره ربه- فأنزل الله تعالى: {ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} إلى قوله: {الكاذبين}.
فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما، ثم دعاهما إلى المباهلة وأخذ بيد فاطمة والحسن والحسين.
فقال أحدهما لصاحبه: اصعد الجبل ولا تباهله، فإنك إن باهلته بوءت باللعنة.
قال: فما ترى؟ قال: أرى أن نعطيه الخراج ولا نباهله.
200- حدثني الحسين قال: حدثني يحيى بن آدم قال: أخذت نسخة كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل نجران من كتاب رجل عن الحسن بن صالح رحمه الله وهي: «بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا ما كتب النبي رسول الله محمد لنجران إذ كان له عليهم حكمة في كل ثمرة وصفراء وبيضاء وسوداء ورقيق، فأفضل عليهم وترك ذلك ألفي حلة حلل الاواقى.
في كل رجب ألف حلة وفى كل صفر ألف حلة.
كل حلة أوقية، وما زادت حلل الخراج أو نقصت عن الاواقى فبالحساب، وما قضوا من درع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بالحساب، وعلى نجران مثواة رسلي شهرا فدونه، ولا يحبس رسلي فوق شهر، وعليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا، إذا كان كيد باليمن ذو مغدرة- أي إذا كان كيد بغدر منهم- وما هلك مما أعاروا رسلي من خيل أو ركاب فهم ضمن حتى يردوه إليهم.
ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم، وملتهم، وأرضهم، وأموالهم، وغائبهم، وشاهدهم، وغيرهم، وبعثهم، وأمثلتهم (، لا يغير ما كانوا عليه ولا يغير حق من حقوقهم وأمثلتهم، لا يفتن أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا واقه من وقاهيته، على ما تحت أيديهم من قليل أو كثير، وليس عليهم رهق ولا دم جاهلية، ولا يحشرون ولا يعشرون، ولا يطأ أرضهم جيش، من سأل منهم حقا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين بنجران، ومن أكل منهم ربا من ذي قبل فذمتي منه بريئة، ولا يؤخذ منهم رجل بظلم آخر، ولهم على ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمة محمد النبي أبدا حتى يأتي أمر الله، ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم، غير مكلفين شيئا بظلم»
.
شهد أبو سفيان ابن حرب وغيلان بن عمرو ومالك بن عوف من بنى نصر والاقرع ابن حابس الحنظلي والمغيرة وكتب.
وقال يحيى بن آدم: وقد رأيت كتابا في أيدي النجرانيين كانت نسخته شبيهة بهذه النسخة وفى أسفله (وكتب علي بن أبو طالب) ولا أدرى ما أقول فيه.
201- قالوا: ولما استخلف أبو بكر الصديق رضي الله عنه حملهم على ذلك.
فكتب لهم كتابا على نحو كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصابوا الربا وكثروا.
فخافهم على الإسلام فأجلاهم وكتب لهم: (أما بعد فمن وقعوا به من أهل الشام والعراق فليوسعهم من حرث الأرض، وما اعتملوا من شيء فهو لهم مكان أرضهم باليمن).
فتفرقوا.
فنزل بعضهم الشام، ونزل بعضهم النجرانية بناحية الكوفة، وبهم سميت.
ودخل يهود نجران مع النصارى في الصلح، وكانوا كالاتباع لهم.
فلما استخلف عثمان بن عفان كتب إلى الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهو عامله على الكوفة: (أما بعد فإن العاقب والاسقف وسراة نجران أتونى بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرونى شرط عمر.
وقد سألت عثمان بن حنيف عن ذلك فأنبأني أنه كان بحث عن أمرهم فوجده ضارا للدهاقين لردعهم عن أرضهم.
وإني قد وضعت عنهم من جزيتهم مائتي حلة لوجه الله، وعقبى لهم من أرضهم.
وإني أوصيك بهم فإنهم قوم لهم ذمة).
202- وسمعت بعض العلماء يذكر أن عمر كتب لهم: (أما بعد، فمن وقعوا به من أهل الشام والعراق فليوسعهم من حرث الأرض).
وسمعت بعضهم يقول: من جريب الأرض.
203- وحدثني عبد الأعلي بن حماد النرسي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن حكيم، عن عمر بن عبد العزيز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: لا يبقين دينان في أرض العرب.
فلما استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه أجلى أهل نجران إلى النجرانية، واشترى عقاراتهم وأموالهم.
204- وحدثني العباس بن هشام الكلبي عن أبيه، عن جده قال: سميت نجران اليمن بنجران بن زيد بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان.
205- وحدثني الحسين بن الأسود قال: حدثنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: كان أهل نجران قد بلغوا أربعين ألفا، فتحاسدوا بينهم، فأتوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: أجلنا.
وكان عمر قد خافهم على المسلمين، فاغتنمها فأجلاهم.
فندموا بعد ذلك وأتوه فقالوا: أقلنا.
فأبى ذلك.
فلما قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتوه فقالوا: ننشدك خطك بيمينك، وشفاعتك لنا عند نبيك، إلا أقلتنا.
فقال: إن عمر كان رشيد الأمر وأنا أكره خلافه.
206- وحدثني أبو مسعود الكوفي قال: حدثني محمد بن مروان والهيثم بن عدي، عن الكلبي أن صاحب النجرانية بالكوفة كان يبعث رسله إلى جميع من بالشام والنواحى من أهل نجران فيجبونهم مالا يقسمه عليهم لاقامة الحلل.
فلما ولى معاوية أو يزيد بن معاوية شكوا إليه تفرقهم وموت من مات وإسلام من أسلم منهم، وأحضروه كتاب عثمان بن عفان بما حطهم من الحلل، وقالوا: إنما ازددنا نقصانا وضعفا.
فوضع عنهم مائتي حلة تتمة أربعمائة حلة.
فلما ولى الحجاج بن يوسف العراق وخرج ابن الأشعث عليه اتهم الدهاقين بموالاته واتهمهم معهم، فردهم إلى ألف وثمان مائة حلة، وأخذهم بحلل وشى.
فلما ولى عمر بن عبد العزيز شكوا إليه فناءهم ونقصانهم، وإلحاح الاعراب بالغارة عليهم، وتحميلهم إياهم المؤن المجحفة بهم، وظلم الحجاج إياهم.
فأمر فأحصوا، فوجدوا على العشر من عدتهم الأولى، فقال: أرى هذا الصلح جزية على رؤوسهم وليس هو بصلح عن أرضيهم، وجزية الميت والمسلم ساقطة.
فألزمهم مائتي حلة قيمتها ثمانية آلاف درهم.
فلما ولى يوسف بن عمر العراق في أيام الوليد بن يزيد ردهم إلى أمرهم الأول عصبية للحجاج.
فلما استخلف أمير المؤمنين أبو العباس رحمه الله عمدوا إلى طريقه يوم ظهر بالكوفة، فألقوا فيه الريحان ونثروا عليه وهو منصرف إلى منزله من المسجد.
فأعجبه ذلك من فعلهم، ثم إنهم رفعوا إليه في أمرهم وأعلموه قلتهم وما كان من عمر بن عبد العزيز ويوسف بن عمر، وقالوا: إن لنا نسبا في أخوالك بنى الحارث بن كعب، وتكلم فيهم عبد الله بن الربيع الحارثي، وصدقهم الحجاج بن أرطاة فيما ادعوا، فردهم أبو العباس، صلوات الله عليه، إلى مائتي حلة قيمتها ثمانية آلاف درهم.
قال أبو مسعود: فلما استخلف الرشيد هارون أمير المؤمنين وشخص إلى الكوفة يريد الحج، رفعوا إليه في أمرهم، وشكوا تعنت العمال إياهم.
فأمر فكتب لهم كتاب بالمائتى حلة قد رأيته.
وأمر أن يعفوا من معاملة العمال، وأن يكون مؤداهم بيت المال بالحضرة.
207- حدثنا عمرو الناقد قال: أخبرنا عبد الله بن وهب المصري عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري قال: أنزلت في كفار قريش والعرب: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله} وأنزلت في أهل الكتاب: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق، إلى قوله صاغرون} فكان أول من أعطى الجزية من أهل الكتاب أهل نجران فيما علمنا، وكانوا نصارى، ثم أعطى أهل أيلة وأذرح وأهل أذرعات الجزية في غزوة تبوك.