فصل: سنة تسع وتسعين وثلاثمائة فيها رجع الركب العراقي خوفًا من ابن الجراح الطائي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة تسع وتسعين وثلاثمائة فيها رجع الركب العراقي خوفًا من ابن الجراح الطائي فدخلوا بغداد قبل العيد وأما ركب البصرة فأخذه بنو زغب الهلاليون قال ابن الجوزي في منتظمه‏:‏ يأخذون للركب ما قيمته ألف ألف دينار‏.‏

وفيها توفي أحمد بن أبي عمران أبو الفضل الهروي الزاهد القدوة نزيل مكة روى عن محمد بن أحمد بن محبوب المروزيّ وخيثمة الأطربلسي وطائفة وصحب محمد بن داود الرّقي روى عنه خلق كثير من الحجاج‏.‏

وأبو العباس البصير أحمد بن محمد بن الحسين الرازي الأعمى الحافظ روى عن عبد الرحمن بن أبي حاتم واستملى عليه وسمع بنيسابور من أبي حامد بن بلال وطائفة‏.‏

وكان من أركان والنامي الشاعر البليغ أبو العباس أحمد بن محمد كان تلو المتنبي في الرتبة عند سيف الدولة وكان مقدّمًا في اللغة وله مع المتنبي معارضات ووقائع وطال عمره وصار شيخ الأدب بالشام روى عن علي ابن سليمان الأخفش والصُّولي وعاش تسعين سنة‏.‏

وأبو الرقعمق الشاعر صاحب المجون والنوادر أبو حامد أحمد بن محمد النطاكي دخل مصر ومدح المعزّ وأولاده والوزير ابن كلِّس‏.‏

وخلف بن أحمد بن محمد بن اللّيث البخاري صاحب بخارى ةابن صاحبها كان عالمًا جليلًا مفضلًا على العلماء وطبقته‏.‏

ومات شهيدًا في الحبس ببلاد الهند‏.‏

وأبو الحسن طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي ثم المصري شيخ الديار المصرية في القراءات ومصنف التذكرة رحل إلى البصرة وقرأ بها على صاحب أبي العباس الأشناني‏.‏

وبمصر على أبيه وأبي عدي عبد العزيز وغيره واحد‏.‏

وأبو مسلم الكاتب محمد بن أحمد بن علي البغدادي بمصر في ذي القعدة كان آخر من روى عن البغوي وابن صاعد وابن أبي داود وروى كتاب السبعة لابن مجاهد عنه وسمع بالجزيرة والشام والقيروان وكان سماعه صحيحًا من البغوي في جزء واحد وما عداه مفسود‏.‏

وابن أبي زمنين الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى المرِّي الأندلس الألبيري نزيل قرطبة وشيخها ومفتيها وصاحب التصانيف الكثيرة في الفقه والحديث والزهد سمع من سعيد بن فحلون ومحمد بن معاوية القرشي وطائفة وكان راسخًا في العلم مفننًا في الآداب مقتفيًا لآثار السلف صاحب عبادة وإنابة وتقوى عاش خمسًا وسبعين سنة وتوفي في ربيع الآخر‏.‏

ومن كتبه ‏[‏اختصار المدونة‏]‏ ليس لأحد مثله‏.‏

سنة أربعمائة فيها أقبل الحاكم - قاتله الله - على التألُّه والدين وأمر بإنشاء دار العلم بمصر وأحضر فيها الفقهاء والمحدّثين وعمر الجامع الحاكمي بالقاهرة وكثر الدعاء له فبقي كذلك ثلاث سنين ثم أخذ يقتل أهل العلم وأغلق تلك الدار ومنع من فعل الكثير من الخير‏.‏

وفيها توفي ابن خرشيذ قوله أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ابن محمد بن خرشيذ قوله الأصبهاني التاجر في المحرم وله ثلاث وتسعون سنة دخل بغداد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وسمع من ابن زياد النيسابوري وابن عقدة والمحاملي وكان أسند من بقي بأصبهان رحمه الله‏.‏

وأبو مسعود الدمشقي إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ مؤلف ‏[‏أطراف الصحيحين‏]‏ روى عن عبد الله بن محمد بن السقّا وأبي بكر المقرئ وطبقتهما وكان عارفًا بهذا الشأن ومات كهلًا فلم ينتشر حديثه توفي في رجب‏.‏

وأبو نعيم الإسفراييني عبد الملك بن الحسن راوي المسند الصحيح عن خال أبيه أبي عوانة الحافظ وكان صالحًا ثقة ولد في ربيع الأول سنة عشر وثلاثمائة واعتنى به أبو عوانة وأسمعه كتابه وعمّر وازدحم عليه الطلبة وأحضروه إلى نيسابور‏.‏

سنة إحدى وأربعمائة فيها أقام صاحب الموصل الدعوة ببلده للحاكم أحد خلفاء الباطنيّة لأن ر سل الحاكم تكرّرت إلى صاحب الموصل قرواش بن مقلَّد فأفسدوه ثم سار قرواش إلى الكوفة فأقام بها الخطبة للحاكم وبالمدائن وأمر خطيب الأنبار بذلك فهرب وأبدى قرواش بن مقلَّد صفحة الخلاف وعاش وأفسد فقلق القادر بالله وأرسل إلى الملك بهاء الدولة مع ابن الباقلاني المتكلم فقال‏:‏ قد كاتبنا أبا علي إلى عميد الجيوش في ذلك ورسمنا بأن ينفق في العسكر مائة ألف دينار وإن دعت الحاجة إلى مجيئنا قدمنا‏.‏

ثم إن قرواش بن مقلَّد خاف الغلبة فأرسل يعتذر وأعاد الخطبة العباسية ولم يحج ّ ركب العراق لفساد الوقت‏.‏

وفيها توفي عميد الجيوش أبو علي الحسين بن أبي جعفر وله إحدى وخمسون سنة كان أبوه من حجّاب عضد الدولة فخدم أبو علي بهاء الدولة وترقرقت حاله فولاه بهاء الدولة نائبًا عنه بالعراق فأحسن سياستها وحمدت أيامه وبقي عليها ثمانية أعوام وسبعة أشهر فأبطل عاشوراء الرافضة وأباد الحرامية والشطار وقد جاء في عدله وهيبته حكايات‏.‏

وأبو عمر بن المكوى أحمد بن عبد الملك الإشبيلي المالكي انتهت إليه رئاسة العلم بالأندلس في زمانه مع الورع والصيانة دعي إلى القضاء بقرطبة مرتين فامتنع وصنّف كتاب ‏[‏الاستيعاب‏]‏ في مذهب مالك في عشر مجلدات توفي فجأة عن سبع وسبعين سنة‏.‏

وأبو عمر بن الجسور أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الأموي مولاهم القرطبي‏.‏

روى عن قاسم بن أصبغ وخلق ومات في ذي القعدة وهو أكبر شيخ لابن حزم‏.‏

وأبو عبيد الهروي أحمد بن محمد المؤدب صاحب الغريبين أخذ عن الأزهري وغيره توفي في رجب‏.‏

وأبو بكر الحنّائي عبد الله بن محمد بن هلال البغدادي الأديب نزيل دمشق روى عن يعقوب الجصّاص وجماعةو وكان ثقة‏.‏

وعبد العزيز بن محمد بن النُّعمان بن محمد بن منصور قاضي القضاة للعبيدين وابن قاضيهم

وحفيد قاضيهم‏.‏

قتله الحاكم وقتل معه قائد القّواد حسين ابن القائد جوهر وبعث من حمل إليه برأس قاضي طرابلس أبي الحسين علي بن عبد الواحد البرّي لكونه سلم عزاز‏.‏

إلى متولّي حلب‏.‏

وأبو الفتح البستي علي بن محمد الكاتب شاعر وقته وأديب ناحيته‏.‏

وأبو الحسن العلوي الحسني النيسابوري محمد بن الحسين بن داود شيخ الأشراف سمع أبا حامد بن الشرقي ومحمد بن إسماعيل المروزي صاحب علي بن حجر وطبقتهما‏.‏

وكان سيّدًا نبيلًا صالحًا‏.‏

قال الحاكم‏:‏ عقدت له مجلس الإملاء وانتقيت له ألف حديث وكان يعدّ في مجلسه ألف محبرة توفي فجأة في جمادى الآخرة رحمه الله‏.‏

وأبو علي الخالدي الذهلي منور بن عبد الله الهروي‏.‏

روى عن أبي سعيد بن الأعرابي وطائفة قال أبو سعد الإدريسي‏:‏ كذَّاب روى عنه أبو قادم الغنودي وعبد الرحمن بن عبيد وكان ابن ميمون والحديث والصحيح أنه مات سرًا‏.‏

سنة اثنتين وأربعمائة فيها أذن فخر الملك أبو غالب الذي وليّ العراق بعد عميد الجيوش بعمل المأتم يوم عاشوراء‏.‏

وفيها كتب محضر ببغداد في قدح النسب الذي تدّعيه خلفاء مصر والقدح في عقائدهم وأنهم زنادقة وأنهم منسوبون إلى ديصان بن سعيد الخرَّمي إخوان الكافرين شهادة يتقرَّب بها إلى الله شهدوا جميعًا أن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار‏.‏

إلى أن قال‏:‏ فانه لما صار - يعني المهدي - إلى المغرب وتسمى بعبيد الله وتلقّب بالمهدي وهو مع من تقدّمه من سلفه الأنجاس أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد عليّ رضي الله عنه ولا يعلمون أن أحدًا من الطالبيين توقّف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج إنهم أدعياء وقد كان هذا الإنكار شائعًا بالحرمين وأن هذا الناجم بمصر وسلفه كفّار وفسّاق لمذهب الثَّنويّة والمجوسية معتقدون قد عطّلوا الحدود وأباحوا الفروج وسفكوا الدماء وسبُّوا الأنبياء ولعنوا السَّلف وادّعوا الربوبية وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة وكتب خلقٌ في المحضر منهم‏:‏ الشريف المرتضي وأخوه الشريف الرضي وجماعة من كبار العلوية والقاضي أبو محمد بن الأكفاني والإمام أبو حامد الإسفراييني والإمام أبو الحسين القدوري وخلق‏.‏

وفيها عمل يوم الغدير ويوم الغار لكن بسكينة‏.‏

وفيها توفي الوزير أحمد بن سعيد بن حزم أبو عمر الأندلس والد العلامة أبي محمد كان كاتبًا

وأبو الحسين السوسنجردي أحمد بن عبد الله بن الخضر البغدادي المعدَّل‏.‏

روى عن ابن البختري وجماعة وكان ثقةً صاحب سنة‏.‏

وقاضي الجماعة أبو المطرّف عبد الرحمن بن محمد بن فطيس الأندلسي القرطبي صاحب التصانيف في ذي القعدة وله أربع وخمسون سنة سمع من أحمد ب عون الله وطبقته‏.‏

وكان من جهابذة المحدثين وحفاظهم جمع ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس وكان يملي من حفظه وقيل‏:‏ إن كتبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسميّة ولي القضاء والخطابة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة وعزل بعد تسعة أشهر وله كتاب‏:‏ ‏[‏أسباب النزول‏]‏ في مائة جزء وكتاب فضائل الصحابة والتابعين في مائتي جزء وخمسين جزءًا وقد ولي الوزارة أيضًا‏.‏

وعثمان الباقلاني أبو عمرو البغدادي الزاهد وكان عابدًا أهل بغداد في زمانه رحمه الله‏.‏

وأبو الحسن السامرِّي الرفّاء علي بن أحمد صالح ثقة‏.‏

روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي‏.‏

وأبو الحسن الدَّاراني علي بن دادو القطّان المقرئ حدّث عن خيثمة وقرأ علي ابن النضر الأخرم وولي إمامة جامع دمشق‏.‏

قال رشا بن نظيف‏:‏ لم ألق مثله حذقًا وإتقانًا في رواية ابن عامر وهو الذي طلع كبراء دمشق وطلبوه لإمامة الجامع فوثب أهل داريا بالسلاح ومانعوهم

وقالوا لا ندع لكم إمامنا حتى يقدم أبو محمد بن أبي نصر فقالوا‏:‏ أما ترضون أن يسمع الناس في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام فقالوا‏:‏ رضينا فقدّمت له بغلة القاضي فأبى وركب حماره وسكن في المنارة الشرقية وكان لا يأخذ على الصلاة ولا اٌراء أجرًا ويقتات من أرضٍ له رحمه الله تعالى‏.‏

وأبو الفتح فارس بن أحمد الحمصي المقرئ الضرير أحد أعلام القرآن أقرأ بمصر عن عبد الباقي ابن السقا والسامري وجماعة وصنّف ‏[‏المنشأ في القراءات‏]‏ وعاش ثمانيًا وستين سنة‏.‏

وابن جميع أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الغسّاني الصيداوي صاحب ‏[‏المعجم‏]‏ المرويّ‏.‏

رحل وكتب الكثير بالشام والعراق ومصر وفارس‏.‏

روى عن أبي روق الهزَّاني والمحاملي وطبقتهما ومات في رجب وله سبع وتسعون سنة وسرد الصوم وله ثماني عشرة سنة إلى أن مات‏.‏

وثّقه الخطيب‏.‏

وابن النجّار أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي الكوفي النحوي المقرئ آخر من حدَّث في الدنيا عن محمد بن الحسين الأشناني وابن دريد قال العتيقي هو ثقة توفي بالكوفة في جمادى الأولى‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ كان مولده في سنة ثلاث وثلاثمائة في المحرم‏.‏

وابن اللّبان الفرضي العلامة أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن البصري روى سنن أبي داود عن ابن داسة وسمعها منه القاضي أبو الطيّب الطبري‏.‏

قال الخطيب انتهى إليه علم الفرائض‏.‏

وصنّف فيها كتبًا ومات في ربيع الأول‏.‏

وأبو عبد الله الجعفي محمد بن عبد الله بن الحسين الكوفي القاضي المعروف بالهرواني أحد الأئمة الأعلام في مذهب أبي حنيفة روى عن محمد بن القاسم المحاربي وجماعة‏.‏

قال الخطيب‏:‏ قال من عاصره بالكوفة‏:‏ لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى وقته أحد أفقه منه‏.‏

وقال لي العتيقي‏:‏ ما رأيت مثله بالكوفة‏.‏

قلت‏:‏ ولد سنة خمس وثلاثمائة وقد قرأ عليه غلام الهراس‏.‏

وأبو علي منتجب الدولة لولو السمراوي ولي نيابة دمشق للحاكم وعزل بعد ستة أشهر ولما همّوا بالقبض عليه من دار العقيقي وكان نازلًا بها عبأ أصحابه ووقع القتال بالبلد بين الفريقين إلى العتمة وقتل جماعة ثم طلع لولو من سطح واختفى فنودي عليه في البلد‏:‏ من جاء به فله ألف دينار فدلّ عليه رجل وحبس فجاء أمر الحاكم بقتله فقتل‏.‏

وابن وجه الجنة أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود القرطبي الخزاز شيخ ابن حزم روى عن قاسم بن أصبغ وطائفة وكان عدلًا صالحًا‏.‏

فيها أخذ الركب العراقي وتسمى نوبة واقصة نزل فليتة الخفاجي - قبحه الله - في ستمائة بواقصة فغوّر المياه وطرح الحنظل في الآبار فلما جاء الركب إلى العقبة حبسهم ومنهم العبور إلا بخمسين ألف دينار فخافوا وضعفوا وعطشوا فهجم الملعون عليهم فلم يكن عدهم منعة وسلّموا أنفسهم فاحتوى على الجمال بالأحمال واستاقها وهلك الركب إلا القليل فقيل إنه هلك خمسة عشر ألف إنسان فأمر فخر الملك الوزير علي بن مزيد فصار فأدركهم بناحية البصرة فظفر بهم وقتل طائفة كبيرة وأسر والد فليتة والأشتر وأربعة عشر رجلًا ووجدوا أموال الناس قد تمزقت فانتزع ما أمكنه فعطشوا الأسرى على جانب دجلة يرون الماء ولا يسقون حتى هلكوا‏.‏

وفيها توفي أبو القاسم إسماعيل بن الحسن الصرصري البغدادي سمع أبا عبد الله المحاملي وابن عقدة‏.‏

قال البرقاني‏:‏ ثقة صدوق وفيها ولي على أبو حامد الإسفراييني‏.‏

وبهاء الدولة السلطان أبو نصر بن السلطان عضد الدولة بن ركن الدولة بن بزيه الدَّيلمي صاحب العراق وفارس توفي بأرَّجان في جمادى الأولى وله اثنتان وأربعون سنة وكانت أيامه بضعًا وعشرين سنة ومات بعلَّة الصرع وولي بعده ابنه سلطان الدولة فبقي في الملك اثني عشر عامًا‏.‏

والحسن بن حامد أبو عبد الله البغدادي شيخ الحنابلة قال القاضي أبو يعلي‏:‏ كان ابن حامد مدرّس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه وله المصنفات العظيمة منها الكتاب الجامع نحو أربعمائة جزء في اختلاف العلماء وكان معظَّمًا مقدّمًا عند الدولة والعامة‏.‏

وقال غيره‏:‏ روى عن النجاد وغيره وتفقّه على أبي بكر عبد العزيز وكان قانعًا يأكل من النَّسخ ويكثر الحجّ فلما كان في هذا العام حجّ وعدم فيمن عدم إذ أخذ الركب‏.‏

والقاضي أبو عبد الله الحليمي الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الفقيه الشافعي صاحب التصانيف أخذ عن أبي علي القفّال والشاشي وسمع من محمد بن أحمد بن خنب وجماعة‏.‏

وهو صاحب وجه في المذهب توفي في ربيع الأول وله مخمس وستون سنة وكان إمامًا متقنًا‏.‏

وأبو علي الروذباري الحسين بن محمد الطوسي راوي السنن عن ابن داسة توفي في ربيع الأول أكثر عنه البيهقي ولي الحاكم وجده حسن‏.‏

وأبو الوليد بن الفرضي عبد الله بن محمد بن يوسف القرطبي الحافظ مؤلف تاريخ الأندلس‏.‏

قال ابن عبد البرّ‏:‏ كان فقيهًا عالمًا في جميع فنون العلم في الحديث والرجال قتلته البربر في داره‏.‏

وقال أبو مروان بن حيان‏:‏ وممن قتل يوم فتح قرطبة‏:‏ الفقيه الأديب الفصيح ابن الفرضي وواروه من غير غسل ولا كفن ولا صلاة ولم ير مثله بقرطبة في سعة الرواية وحفظ الحديث والافتنان في العلوم والأدب البارع ولي قضاء بلنسية و كان حسن البلاغة والخط‏.‏

قلت عاش اثنتين وخمسين سنة‏.‏

وأبو الحسن القابسي علي بن محمد بن خلف المعافري القيرواني الفقيه شيخ المالكية أخذ عن ابن مسرور الدباغ وفي الرِّحلة عن حمزة الكناني وطائفة وصنّف تصانيف فائقة في الأصول والفروع وكان مع تقدمه في العلوم صالحًا تقيًا ورعًا حافظًا للحديث وعلله منقطع القرين وكان ضريرًا‏.‏

وابن الباقلاني القاضي أبو بكر محمد بن الطيّب بن محمد بن جعفر البصري المالكي الأصولي المتكلم صاحب المصنّفات وأوحد وقته في فنه روى عن أبي بكر القطيعي و أخذ علم النظر عن أبي عبد الله بن مجاهد الطائي صاحب الأشعري و كانت له بجامع المنصور حلقة عظيمة‏.‏

قال الخطيب‏:‏ كان ورده في الليل عشرين ترويحة في الحضر والسفر فإذا فرغ منها كتب خمسًا وثلاثين ورقة من تصنيفه‏.‏

توفي في ذي القعدة ببغداد‏.‏

وأبو بكر الخوارزمي محمد بن موسى شيخ الحنفية ومن انتهت إليه رئاسة المذهب في

قال البرقاني‏:‏ يقول سمعته يقول‏:‏ ديننا دين العجائز ولسنا من الكلام في شيء‏.‏

وقال القاضي الصَّيمري‏:‏ ما شاهد الناس مثل شيخنا أبي بكر الخوارزمي من حسن الفتوى وحسن التدريس دعي إلى القضاء مرارًا فامتنع وتوفي في جمادى الأولى‏.‏

وأبو رماد الرَّمادي شاعر الأندلس يوسف بن هارون القرطبي الأديب أخذ عن أبي علي القالي وغيره وكان فقيرًا معدمًا ومنهم من يلقبه بأبي حنيش‏.‏

سنة أربع وأربعمائة فيها توفي أبو الفضل السليماني الحافظ وهو أحمد بن علي بن عمرو البيكندي البخاري محدّث تلك الديار طوَّف وسمع الكثير وحدّث عن عليّ بن إسحاق المادرائي والأصمّ وطبقتهما وجمع وصنّف وتوفي في ذي القعدة وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏

وأبو الطيّب الصعلوكي سهل بن الإمام أبي سهل محمد بن سليمان العجلي النيسابوري الشافعي مفتي خراسان روى عن الأصم وجماعة‏.‏

قال الحاكم‏:‏ هو أنظر من رأينا تخرّج به جماعة‏.‏

وأبو الفرج النَّهرواني مقرئ بغداد عبد الملك بن بكران أخذ القراءات عن زيد بن أبي بلال وعبد الواحد بن أبي هاشم وطائفة وسمع من أبي بكر النجّاد وجماعة وصنّف في القراءات وتصدّر مدّة يحيى بن عبد الرحمن بن واقد القاضي القرطبي الأرج فيسر المعسر‏.‏

سنة خمس وأربعمائة فيها منع الحاكم بمصر النساء من الخروج من بيوتهنّ أبدًا ومن دخول الحمامات وأبطل صنعة الخفاف لهن وقتل عدة نسوة خالفهن أمره وغرّق جماعة عجائز‏.‏

وفيها توفي أبو الحسن العبقسي أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس المكّي العطّار مسند الحجاز في وقته وله ثلاث وتسعون سنة تفرَّد بالسماع من محمد بن إبراهيم الديبلي وغيره‏.‏

وأبو علي بن حكمان الحسن بن الحسين الهمذاني الفقيه الشافعي نزيل بغداد روى عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاب وجعفر الخلدي وطبقتهما وعني بالحديث والفقه ضعَّفه الأزهري وأبو الحسن‏.‏

والمجبِّر أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصَّلت البغدادي روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي وأبي بكر بن الأنباري وجماعة كثيرة ضعّفه البرقاني وغيره وتوفي في رجب وله إحدى وتسعون سنة‏.‏

وبكر بن شاذان أبو القاسم البغدادي الواعظ الزاهد‏.‏

قرأ على زيد ابن أبي بلال الكوفي وجماعة‏.‏

وحدّث عن ابن قانع وجماعة‏.‏

قال الخطيب‏:‏ كان عبدًا صالحًا ثقةً‏.‏

توفي في شوال‏.‏

قلت‏:‏ قرأ عليه جماعة‏.‏

وأبو محمد بن الأكفاني قاضي القضاة عبد الله بن محمد الأسدي البغدادي حدّث عن المحاملي وابن عقدة وخلق‏.‏

قال أبو إسحاق إبراهيم ابن أحمد الطبري‏:‏ من قال إن أحدًا أنفق على أهل العلم مائة ألف دينار فقد كذب غير أبي محمد بن الأكفاني‏.‏

قلت‏:‏ ولي القضاء بالعراق سنة ست وتسعين وعاش تسعًا وثمانين سنة‏.‏

والإدريسي الحافظ أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الاستراباذي نزيل سمرقند ومحدثها ومؤرخها سمع الأصمّ فمن بعد وألّف الأبواب والشيوخ‏.‏

وأبو نصر بن نباتة عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نباتة أحد شعراء العصر ببغداد ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ومدح الملوك والوزراء وله ديوان كبير‏.‏

قال رئيس الرؤساء‏:‏ ما شاهد ابن نباتة الشاعر أشعر منه وكان يعاب بكبر فيه‏.‏

وأبو القاسم عبد الواحد بن الحسين شيخ الشافعية بالبصرة وهو صاحب وجه في المذهب وعليه تفقه أقضى القضاة الماوردي ولا أعلم متى توفي‏.‏

وأبو بكر بن أبي الحديد محدث دمشق محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد السُّلمي الدمشقي المعدَّل‏.‏

روى عن أبي الدَّحداح أحمد بن محمد وأبي بكر الخرائطي وطائفة‏.‏

وكان ثقة نبيلًا جليل القدر عاش ستًّا وتسعين سنة‏.‏

والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبِّي الطهمان النيسابوري الحافظ الكبير ويعرف أيضًا بابن البيِّع ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة واعتنى به أبوه فسمّع في صغره ثم هو بنفسه وكتب عن نحو ألفي شيخ وحدّث عن الأصمّ وعثمان بن السمك وطبقتهما وقرأ القراءات على جماعة وبرع في معرفة الحديث وفنونه وصنّف التصانيف الكثيرة وانتهت إليه رئاسة الفن بخراسان لا بل في الدنيا وكان فيه تشيُّع وحطّ على معاوية‏.‏

وهو ثقة حجة‏.‏

توفي في صفر‏.‏

وابن كجّ القاضي أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج الدِّينوريّ صاحب الإمام أبي الحسن بن القطّان‏.‏

صنّف التصانيف وكان بعض الفقهاء يفضله على أبي حامد الإسفراييني وكان يضرب به المثل في حفظ مذهب الشافعي وكان أيضًا محتشمًا جوادًا ممدّحًا وهو صاحب وجه‏.‏

وقد قال له هه‏:‏ يا أستاذ الاسم لأبي حامد والعلم لك قال‏:‏ ذاك رفعته بغداد وحطتني الدِّينور قتل ليلة السابع والعشرين من رمضان رحمه الله تعالى‏.‏

فيها توفي الشيخ أبو حامد الإسفراييني أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الفقيه شيخ العراق وإمام الشافعية ومن انتهت إليه رئاسة المذهب‏.‏

قدم بغداد صبيًا وتفقه على ابن المرزبان وأبي القاسم الداركي وصنّف التصانيف وطبّق الأرض بالأصحاب وتعليقته في نحو خمسين مجلدًا وكان يحضر درسه سبعمائة فقيه‏.‏

توفي في شوال وله اثنتان وستون سنة‏.‏

وقد حدّث عن أبي أحمد بن عديّ وجماعة‏.‏

والملك باديس بن المنصور بن بلَّكين بن زيري الصِّنهاجي المغربي متولّي أفريقية نصير الدولة واي للحاكم وعاش بضعًا وثلاثين سنة وكان ملكًا حازمًا شديد البأس إذا هزّ رمحًا كسره ومات فجأة وقام بعده ولده المعزّ‏.‏

وأبو علي الدقّاق الحسن بن علي النيسابوري الزاهد العارف شيخ الصوفية توفي في ذي الحجة‏.‏

وقد روى عن أبي عمرو بن حمدان وغيره‏.‏

وأبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري المفسّر صنّف في علوم القرآن والآداب وله كتاب ‏[‏عقلاء المجانين‏]‏ سمع من الأصم وجماعة‏.‏

وتوفي في ذي الحجة‏.‏

وأبو يعلى المهلَّبي حمزة بن عبد العزيز بن محمد النيسابوري الطبيب روى عن محمد بن أحمد

بن ددويه صاحب البخاري وأبي حامد ابن بلال وجماعة‏.‏

وتفرّد بالسماع من غير واحد توفي يوم النَّحر عن سنّ عالية‏.‏

وأبو أحمد الفرضي عبيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي مسلم المقرئ شيخ بغداد‏.‏

قرأ على أحمد بن بويان وسمع من يوسف بن البهلول الأزرق والمحاملي‏.‏

قال الخطيب‏:‏ كان ثقة ديّنا ورعًا‏.‏

وقال العتيقي‏:‏ ما رأينا في معناه مثله‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ إمام من الأئمة‏.‏

قلت‏:‏ عاش اثنتين وثمانين سنة‏.‏

وأبو الهيثم عتبة بن خيثمة بن محمد بن حاتم التميمي النيسابوري شيخ الحنفية بخراسان كان عديم النظير في الفقه والفتوى‏.‏

نفقه على أبي الحسين قاضي الحرمين وأبي العباس التبان وسمع لما حجّ من أبي بكر الشافعي وجماعة‏.‏

وولي قضاء نيسابور تسع سنين روى عنه ابن خلف‏.‏

وابن فورك الإمام المتكلم أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني المتكلم صاحب التصانيف في الأصول والعلم‏.‏

روى مسند الطيالسي عن أبي محمد بن فارس وتصدّر للإفادة بنيسابور وكان ذا زهد وعبادة وتوسّع في الأدب والكلام والوعظ والنحو‏.‏

والشريف الرَّضي نقيب العلويين أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد الحسيني الموسوي البغدادي الشيعي الشاعر المفلق الذي يقال إنه أشعر قريش ولد تسع وخمسين وثلاثمائة وابتدأ بنظم الشعر وله تسع سنين وكان مفرط الذكاء له ديوان في أربعة مجلدات وقيل إنه أحضر في مجلس أبي سعيد السِّيرافي‏.‏

فسأله ما علامة النصب في عمر فقال‏:‏ بغض عليّ فعجبوا من حدة ذهنه ومات أبوه في سنة أربعمائة أو بعدها وقد نيَّف على التسعين وأما أخوه الشريف المرتضي فتأخر‏.‏