فصل: سنة سبع وأربعمائة فيها سقطت القبة العظيمة التي على صخرة بيت المقدس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة سبع وأربعمائة فيها سقطت القبة العظيمة التي على صخرة بيت المقدس‏.‏

وفيها هاجت فتنة مهولة بواسط بين الشَّيعة والسنّة‏.‏

ونهبت دور الشيعة وأحرقت وهربوا وقصدوا علي بن مزيد واستنصروا به‏.‏

وفيها توفي أبو بكر الشيرازي أحمد بن عبد الرحمن الحافظ مصنّف كتاب‏:‏ ‏[‏الألقاب‏]‏ كان أحد من عني بهذا الشأن وأكثر الترحال في البلدان ووصل إلى بلاد الترك وسمع من الطَّبراني وطبقته‏.‏

قال عبد الرحمن ابن مندة‏:‏ مات في شوال‏.‏

وعبد الملك بن أبي عثمان أبو سعيد النيسابوري الواعظ القدوة المعروف بالخركوشي صنّف كتاب ‏[‏الزهد‏]‏ وكتاب ‏[‏دلائل النبوة‏]‏ وغير ذلك‏.‏

قال الحاكم‏:‏ لم أرَ أجمع منه علمًا

وتواضعًا وإرشادًا إلى الله زاده الله توفيقًا وأسعدنا بأيامه‏.‏

روى عن حامد الرفّا وطبقته وتوفي في جمادى الأولى‏.‏

ومحمد بن أحمد بن شاكر القطّان أبو عبد الله البصري مؤلف ‏[‏فضائل الشافعي‏]‏ في المحرم روى عن عبد الله بن جعفر بن الورد وطائفة‏.‏

وأبو الحسين المحاملي محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبِّي البغدادي الفقيه الشافعي الفرضي شيخ سليم الرازي‏.‏

روى عن إسماعيل الصفّار وطائفة‏.‏

والوزير فخر الملك أبو غالب بن الصيرفي الذي صنف ‏[‏الفخري‏]‏ في الجبر والمقابلة باسمه وكان جوادًا ممدّحًا كبير القدر كامل السؤدد قتله مخدومه سلطان الدولة صاحب العراق ظلمًا وله ثلاث وخمسون سنة‏.‏

وقد كانت بغداد انغمرت بعدله وحسن سياسته وكان أبوه صيرفيًّا بواسط‏.‏

سنة ثمان وأربعمائة فيها وقعت فتنة عظيمة بين السنّة والشيعة وتفاقمت وقتل طائفة من الفريقين وعجز صاحب الشرطة عنهم وقاتلوه فأطلق النيران في سوق نهر الدجاج‏.‏

وفيها استتاب القادر بالله - وكان صاحب ستة - طائفة من المعتزلة والرافضة وأخذ خطوطهم بالتوبة وبعث إلى السلطان محمود بن سبكتكين يأمره ببثّ السنة بخراسان ففعل ذلك وبالغ وقتل جماعة ونفى خلقًا كثيرًا من المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والجهمية والمشبّهة وأمر بلعنهم على المنبر‏.‏

وفيها قتل الدُّرزي وقطِّع لكونه ادعى ربوبية الحاكم‏.‏

وفيها توفي ابن ثرثال أبو الحسن أحمد بن عبد العزيز بن أحمد التميمي البغدادي في ذي القعدة بمصر وله إحدى وتسعون سنة‏.‏

روى عن المحاملي ومحمد بن مخلد‏.‏

وله جزء واحد رواه عنه الصوري والحبّال‏.‏

وابن البيِّع أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البغدادي المؤدِّب صاحب المحاملي‏.‏

وثّقه الخطيب ومات في رجب‏.‏

واليزدي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني محدِّث أصبهان‏.‏

روى عن محمد بن الحسين القطان والأصم وطبقتهما‏.‏

وتوفي في رجب‏.‏

وأبو الفضل الخزاعي محمد بن جعفر بن عبد الكريم الجرجاني المقرئ مصنف كتاب ‏[‏الواضح‏]‏ وكان كثير التطواف في طلب القراءات أخذ عن الحسن بن سعيد المطوِّعي وطبقته وكان غير وأبو عمر البسطامي محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم الفقيه الشافعي قاضي نيسابور وشيخ الشافعية بها رحل وسمع الكثير ودرّس المذهب وأملى عن الطَّبراني وطبقته توفي في ذي القعدة‏.‏

سنة تسع وأربعمائة فيها توفي أبو الحسين بن المتيم أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد البغدادي الواعظ في جمادى الآخرة‏.‏

له جزء شهور‏.‏

روى عن المحاملي وجماعة‏.‏

وابن الصَّلت الأهوازي أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وسمع من المحاملي وابن عقدة وجماعة‏.‏

وهو ثقة‏.‏

وعبد الله بن يوسف بن مامويه الشيخ أبو محمد المعروف بالأصبهاني وإنما هو أردستاني نزل نيسابور وكان من كبار الصوفية وثقات المحدثين الرحّالة روى عن أبي سعيد بن الأعرابي ومحمد بن الحسين القطّان وجماعة‏.‏

توفي في رمضان وله أربع وتسعون سنة‏.‏

وعبد الغني بن سعيد بن علي الحافظ الكبير النسابة أبو محمد الأزدي المصري صاحب التصانيف في سابع صفر وله سبع وسبعون سنة‏.‏

روى عن عثمان بن محمد السمرقندي وإسماعيل بن الجراب وطبقتهما‏.‏

ورحل إل الشام فسمع من الميانجي وطبقته‏.‏

وكان الدَّراقطني يفخم أمره ويرفع ذكره ويقول‏:‏ كأنه شعلة نار‏.‏

وقال منصور الطوسي‏:‏ خرجنا نودع الدارقطني بمصر فبكينا فقال‏:‏ تبكون وعندكم عبد الغني وفيه الخلف‏.‏

وقال البرقاني‏:‏ ما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني‏.‏

والقاسم بن أبي المنذر الخطيب أبو طلحة القزويني‏.‏

راوي سنن ابن ماجة عن أبي الحسن القطان عنه‏.‏

توفي في هذا العام أو في الذي بعده‏.‏

سنة عشرة وأربعمائة فيها افتتح ابن سبكتكين الهند وقهر عبّاد البد وأسلم نحو من عشرين ألفًا وقتل من الكفار نحو خمسين ألفًا وهدم مدينة الأصنام‏.‏

وبلغ الخمس من الرقيق فقط ثلاثة وخمسين ألفًا واستولى على عدّة قلاع وحصون ومما حصل من الورق عشرون ألف ألف درهم إلى أمثال ذلك‏.‏

وكان جيشه ثلاثين ألف فارس سوى الرجّالة والمطوِّعة‏.‏

وفيها توفي أحمد بن موسى بن مردويه أبو بكر الحافظ الأصبهاني صاحب التفسير والتاريخ والتصنيف لست بقين من رمضان وقد قارب التسعين سمع بأصبهان والعراق‏.‏

وروى عن أبي سهل ابن زياد القطّان وطبقته‏.‏

وعبد الرحمن بن عمر بن نصر أبو القاسم الشيباني الدمشقي المؤدب في رجب روى عن خيثمة وطبقته واتهموه في لقي أبي إسحاق ابن أبي ثابت ويذكر عنه الاعتزال‏.‏

وابن بالويه المزكَّي أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري آخر من روى عن محمد بن الحسين القطّان‏.‏

وكان ثقة نبيلًا وجيهًا توفي فجأة في شعبان وكان يملي في داره‏.‏

وابن بابك الشاعر المشهور واسمه عبد الصمد بن منصور بن بابك ديوانه في ثلاث مجلدات‏.‏

وقد قال له الصاحب إسماعيل بن عبَّاد‏:‏ أنت ابن بابك فقال له‏:‏ ابن بابك‏.‏

فأعجبه قوله كثيرًا‏.‏

وابو عمر بن مهدي عبد الواحد بن محمد بن عبد الله الفارسي ثم البغدادي البزاز آخر أصحاب المحاملي وابن مخلد وابن عقدة‏.‏

قال الخطيب‏:‏ ثقة‏.‏

توفي في رجب وله اثنتان وتسعون سنة‏.‏

والقاضي أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي الهروي شيخ الشافعية بهراة ومسند البلد رحل وسمع ببغداد من أحمد بنىعثمان الأدمي وبالكوفة من ابن دحيم وطائفة توفي

وأبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي الفقيه الشافعي عالم نيسابور ومسندها‏.‏

ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة وسمع سنة خمس وعشرين من أبي حامد بن بلال ومحمد بن الحسين القطّان وعبد الله بن يعقوب الكرماني وخلق‏.‏

وأملى ودرَّس وكان قانعًا متعففًا له مصنف في علم الشروط توفي في شعبان وقد روى عنه الحاكم مع تقدُّمه‏.‏

وهبة الله بن سلامة أبو القاسم البغدادي المفسر مؤلف كتاب‏:‏ ‏[‏الناسخ والمنسوخ‏]‏‏.‏ وهو جدّ رزق الله التميمي لأمه كان من أحفظ الأئمة للتفسير وكان ضريرًا له حلقة بجامع المنصور‏.‏

سنة إحدى عشرة وأربعمائة فيها كان الغلاء المفرط بالعراق حتى أكلوا الكلاب والحمر‏.‏

وفيها أبو نصر النرسي أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون البغدادي الصدوق العبد الصالح‏.‏

روى عن ابن البختري وعلي بن إدريس الستوري‏.‏

والحاكم بأمر الله أبو علي منصور بن عبد العزيز بن نزار بن المعزّ العبيدي صاحب مصر والشام والحجاز والمغرب فقد في شوال وله ست وثلاثون سنة جهزت أخته ست الملك عليه من قتله وكان شيطانًا مريدًا خبيث النفس متلوَّن الاعتقاد سمحًا جوادًا سفاكًا للدماء قتل خلقًا كثيرًا من كبراء دولته صبرًا وأمر بشتم الصحابة وكتبه على أبواب المساجد وأمر بقتل الكلاب حتى لم يبق بمملكته منها إلا القليل وأبطل الفقَّاع والملوخيّة والسمك الذي لا فلوس له وأتى بمن باع ذلك سرً فقتلهم ونهى عن بيع الرطب ثم جمع منه شيئًا عظيمًا فأحرقه وأباد أكثر الكروم وشدّد في الخمر وألزم أهل الذمّة بحمل الصُّلبان والقرامي في أعناقهم كما تقدم وأمرهم بلبس العمائم السود وهدم الكنائس ونهى عن تقبيل الأرض له ديانة منه وأمر بالسلام فقط وبعث إليه باديس عامله على المغرب ينكر عليه فأخذ في استمالته وحمل في كمّه الدفاتر ولزم التفقُّه وأمر الفقهاء ببثّ مذهب مالك واتخذ له مالكيين يفقهانه ثم ذبهما صبرًا ثم نفى المنجمين من بلاده وحرَّم على النساء الخروج فما زلن ممنوعات سبع سنين وسبعة أشهر حتى قتل ثم تزهَد وتألَّه ولبس الصوف وبقي يركب حمارًا ويمرُّ وحده في الأسواق ويقيم الحسبة بنفسه ويقال إنه أراد أن يدّعي الإلهية كفرعون وشرع في ذلك فخوّفه خواص دولته من زوال دولته فانتهى وكان المسلمون والذمَّة في ويل وبلاء شديد معه حتى إنه أوحش أخنه بمراسلات قبيحة وأنها تزني بطليب بن دوّاس القائد وكان خائفًا من الحاكم فاتفقت معه على قتل الحاكم وسيرته طويلة عجيبة‏.‏

وأقامت أخته بعده ولده الظاهر علي بن منصور وقتلت ابن دواس وسائر من اطلع على سرّها وأعدمت جيفة الحاكم ولم يجدوا إلاَّ جبّته الصوف بالدماء وضربات السكاكين وحماره معرقبًا‏.‏

والقاضي أبو القاسم الحسن بن الحسين بن المنذر البغدادي قاضي ميافارقين ببغداد في شعبان وله ثمانون سنة وكان صدوقًا علامة بالفرائض روى عن ابن البختري وإسماعيل الصفار وجماعة‏.‏

وأبو القاسم الخزاعي عليّ بن أحمد بن محمد البلخي راوي مسند الهيثم بن كليب الشاشي عنه وقد روى عنه جماعة كثيرة وحدَّث ببلخ وبخارى وسمرقند ومات في صفر ببخارى عن بضع وثمانين سنة‏.‏

سنة اثنتي عشرة وأربعمائة توفي أبو سعد الماليني أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الهروي الصوفي الحافظ‏.‏

قال الخطيب‏:‏ كان ثقة متقنًا صالحًا‏.‏

وقال غيره‏:‏ سمع بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر وحدَّث عن أبي أحمد بن عدي وإسماعيل بن محمد وطبقتهما‏.‏

وكتب الكتب الطوال وأكثر التطواف إلى أن مات‏.‏

توفي بمصر في سابع عشر شوال‏.‏

والحسين بن عمر بن برهان الغزال أبو عبد الله بن أبي الجرّاح المرزباني المروزي راوي جامع التِّرمذي عن المحبوبي سكن هراة وروى بها الكتاب قال أبو سعد السمعاني‏:‏ وهو ثقة صالح توفي - إن شاء الله - سنة اثنتي عشرة‏.‏

غنجار الحافظ صاحب تاريخ بخارى محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل أبو عبد الله البخاري روى عن خلف الخيام وطبقته‏.‏

وابن رزقويه الحافظ أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البغدادي البزار‏.‏

روى عن ابن البختري ومحمد بن يحيى الطائي وطبقتهما‏.‏

قال الخطيب‏:‏ كان كثير السماع والكتابة حسن الاعتقاد مديمًا للتلاوة أملى بجامع المدينة مدة سنين وكفّ بصره بأخرة ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ أرسل بعض الوزراء إلى ابن رزقويه بمال فردّه تورعًا‏.‏

وأبو الفتح بن أبي الفوارس محمد بن أحمد بن محمد بن فارس البغدادي الحافظ المصنف في ذي القعدة وله أربع وسبعون سنة‏.‏

سمع من جعفر الخلدي وطبقته قال الخطيب‏:‏ كان ذا حفظ ومعرفة وأمانة مشهورًا بالصلاح والانتخاب على المشايخ وكان يملي في جامع الرُّصافة‏.‏

وأبو عبد الرحمن السُّلميّ محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري الصوفي الحافظ شيخ الصوفية‏.‏

صحب جدّه‏:‏ أبا عمرو بن نجيد وسمع الأصم وطبقته وصنّف التفسير والتاريخ وغير ذلك وبلغت تصانيفه مائة‏.‏

قال محمد بن يوسف النيسابوري القطّان‏:‏ كان يضع للصوفية‏.‏

وقال الخطيب‏:‏ قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل وكان مع ذلك مجردا صاحب حديث وله بنيسابور دويرة للصوفية توفي في شعبان‏.‏

وصريع الدِّلاء قتيل الغواشي واسمه محمد بن عبد الواحد البصري الشاعر الماجن صاحب المقصورة المشهورة‏:‏ قلقل أحشائي تباريح الجوى وقد أجاد في قوله فيها‏:‏ من فاته العلم وأخطأه الغنى فذاك والكلب على حدّ سوا ومنير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخشاب أبو العباس المصري المعدَّل شيخ الخلعي‏.‏

روى عن علي ابن عبد الله بن أبي مطر وجماعة‏.‏

قال الحبّال‏:‏ ‏[‏كان ثقة لا يجوز عليه تدليس‏]‏‏.‏

توفي في ذي القعدة‏.‏

فيها تقدم بعض الباطنية من المصريين فضرب الأسود بدبوس فقتلوه في الحال‏.‏

قال محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي‏:‏ قام فضرب الحجر ثلاث ضربات وقال‏:‏ إلى متى يعبد هذا الحجر ولا محمد ولا علي أفيمنعني محمد مما أفعله فإني اليوم أهدم أكثر هذا البيت فاتقاه أكثر الحاضرين وكاد أن يفلت وكان أحمر أشقر جسيمًا طويلًا وكان على باب المسجد عشرة فوارس ينصرونه فاحتسب رجل ورماه بخنجر ثم تكاثروا عليه فهلك وأحرق وقتل جماعة ممن اتهم بمعاونته واختبط الوفد ومال الناس على ركب المصريين بالنهب وتخشَّن وجه الحجر وتساقط منه شظايا يسيرة وتشقق وظهر مكسّره أسمر يضرب إلى الصفرة محببًا مثل حب الخشخاش معمر فعجن بالمسك واللَّك الفتات وحشيت الشقوق وطليت فهو يبين لمن يتأمله‏.‏

وفيها توفي بشيراز سلطان الدولة أبو شجاع بن بهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة الديلمي صاحب العراق وفارس ولي السلطنة وهو صبي بعد أبيه وأرسل إليه القادر بالله خلع الملك إلى شيراز وقد قدم إلى بغداد في وسط مملكته ورجع وكانت دولته ضعيفة متماسكة وعاش اثنتين وعشرين سنة وخمسة أشهر‏.‏

وصدقة بن محمد بن أحمد بن محمد أبو القاسم بن الدلم القرشي الدمشقي الثقة الأمين محدث دمشق ومسندها‏.‏

روى عن أبي سعيد بن الأعرابي وأبي الطّيّب بن عبادل وطائفة ومات في

وأبو المطرِّف القنازعي القيه عبد الرحمن بن مروان القرطبي المالكي‏.‏

ولد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وسمع من أبي عيسى الليثي وطبقته وقرأ القراءات على جماعة منهم‏:‏ علي بن محمد الأنطاكي‏.‏

ورحل فأكثر عن الحسن بن رشيق وعن أبي محمد بن أبي زيد ورجع فأقبل على الزهد والانقباض ونشر العلم والإقراء والعبادة والأوراد والمطالعة والتصنيف فشرح الموطّأ وصنّف كتابًا في الشروط وكان أقرأ من بقي بالأندلس‏.‏

وعبد العزيز بن جعفر بن خواستي أبو القا سم الفارسي ثم البغدادي المقرئ المحدّث مسند أهل الأندلس في زمانه ولد سنة عشرين وثلاثمائة وسمع من إسماعيل الصفّار وابن داسة وطبقتهما وقرأ الروايات على أبي بكر النقّاش وعبد الواحد بن أبي هاشم وكان تاجرًا توفي في ربيع الأول وقد أكثر عنه أبو عمرو الدَّاني‏.‏

وعلي بن هلال أبو الحسن بن البواب صاحب الخط المنسوب كتب على محمد بن أسد وأخذ العربية عن ابن جني وكان في شبيبة مزوّقًا دهانًا في السقف ثم صار يذهِّب الختم وغيرها وبرع في ذلك ثم عني بالكتابة ففاق فيها الأوائل والأواخر ووعظ وعبَّر الرؤيا وقال النظم والنثر ونادم فخر الملك أبا غالب الوزير ولم يعرف الناس قدر خطّه إلا بعد موته لأنه كتب ورقة إلى كبير يشفع فيها في مساعدة إنسان بشيء لا يساوي دينارين وقد بسط القول فيها فلما كان بعد موته بمدة بيعت تلك الورقة بسبعة عشر دينارًا‏.‏

قال الخطيب‏:‏ كان رجلًا ديّنًا لا أعلمه روى شيئًا‏.‏

وقال ابن خيرون‏:‏ كان من أهل السنّة رحمه الله تعالى وتوفي في جمادى الأول‏.‏

والجارودي أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الهروي الحافظ في شوال‏.‏

روى عن حامد الرفّا والطبراني وابن نجيد وطبقتهما‏.‏

وكان شيخ الإسلام إذا روى نه قال حدّثنا إمام أهل المشرق أبو الفضل الجارودي‏.‏

وقال أبو النصر الفامي‏:‏ كان عديم النظير في العلم خصوصًا في علم الحفظ والتحديث وفي التقلل من الدنيا والاكتفاء بالقوت وحيدًا في الورع رحمه الله‏.‏

والشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان البغدادي الكرخي ويعرف أيضًا‏:‏ بابن المعلِّم عالم الشيعة وإمام الرافضة وصاحب التصانيف الكثيرة‏.‏

قال ابن أبي طيّ في تاريخه - تاريخ الأمة - هو شيخ مشائخ الطائفة ولسان الإمامية ورئيس الكلام والفقه والجدل وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة العظيمة في الدولة البويهية‏.‏

قال‏:‏ وكان كثير الصدقات عظيم الخشوع كثير الصلاة والصوم خشن اللباس‏.‏

وقال غيره‏:‏ كان عضد الدولة ربما زار الشيخ المفيد‏.‏

وكان شيخًا ربعة نحيفًا أسمر عاش ستًا وسبعين سنة وله أكثر من مئتي مصنف كانت جنازته مشهودة وشيّعه ثمانون ألفًا من الرافضة والشيعة والخوارج وأراح الله منه وكان موته في رمضان رحمه الله‏.‏

سنة أربع عشرة وأربعمائة فيها سار السلطان مشرِّف الدولة أبو علي بن السلطان بهاء الدولة إلى بغداد وتلقاه القادر بالله‏.‏

وفيها جاء كتاب محمود بن سبكتكين ملك المشرق بأنه أوغل في بلاد الهند فأتى لقلعة عظيمة فأخذها بالأمان وضرب عليهم الخراج‏.‏

وفيها توفي أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر البجلي الرازي ثم الدمشقي الحافظ ابن الحافظ أبي الحسين في ثالث المحرم وله أربع وثمانون سنة روى عن خيثمة وأبي علي الحصائري وطبقتهما قال الكناني‏:‏ كان ثقة لم أر أحفظ منه في حديث الشاميين وقال أبو علي الأهوازي‏:‏ ما رأيت مثله في معناه‏.‏

وقال أبو بكر الحداد ما رأينا مثل تمام في الحفظ والخير‏.‏

والغضائري أبو عبد الله الحسين بين الحسن بن محمد بن جليس المخزومي البغدادي روى عن والحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي العدل‏.‏

روى عن خال أبيه خيثمة وطائفة بدمشق ومصر‏.‏

وابن فتحويه الحسين بن محمد بن الحسين الثقفي الدينوري أبو عبد الله بنسابور في ربيع الأخر وكان ثقة مصنفًا روى عن أبي بكر بن السني عيسى بن حامد الرخجي وطبقتهما وحصل له حشمة ومال‏.‏

وابن جهضم أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمداني شيخ الصوفية بالحرم ومؤلف كتاب بهجة الأسرار في التصوف‏.‏

روى عن أبي سلمة القطان وأحمد بن عثمان الأدمي وعلي بن أبي العقب وطبقتهم وأكثر الناس عنه وطال عمره‏.‏

قال أبو الفضل ابن خيرون‏:‏ قبل إنه كان يكذب وقال غيره‏:‏ اتهموه بوضع الحديث‏.‏

وابن ماشاذه الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن ميلة الأصفهاني الفقيه الفرضي الزاهد روي عن أبي عمرو أحمد بن محمد بن حكيم وأبي علي المصاحفي وعبد الله بن جعفر بن فارس وطائفة وأملى عدة مجالس قال أبو نعيم وبه ختم كتاب الحلية‏:‏ وختم التحقيق في طريقة الصوفية بأبي الحسن لما أولاه الله من فنون العلم والسخاء والفتوة وكان عارفًا بالله فقيهًا عاملًا له الحظ الجزيل من الأدب‏.‏

وقال أبو نعيم أيضًا‏:‏ كانت لا تأخذه في الله لومة لائم وأبو عمر الهاشمي القاسم بن جعفر بن عبد الواحد العباسي البصري من ولد الأمير جعفر بن سليمان‏.‏

ولد اثنتين وعشرين وثلاثمائة وسمع من اللؤلؤي سنن أبي داود ومن أبي العباس الأثرم وعلي ابن إسحاق المادرائي وطائفة‏.‏

قال الخطيب‏:‏ كان ثقة أمينًا ولي قضاء البصرة ومات بها في ذي القعدة‏.‏

وأبو سعيد النقّاش محمد بن علي عمرو بن مهدي الأصبهاني الحنبلي الحافظ صاحب التصانيف في رمضان‏.‏

روى عن ابن فارس وإبراهيم الهجيمي وأبي بكر الشافعي وطبقتهم وكان ثقة صالحًا‏.‏

وأبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان الحفّار ببغداد في صفر وله اثنتان وتسعون سنة‏.‏

روى عن ابن عيّش القطان وابن البختري وطائفة‏.‏

قال الخطيب‏:‏ صدوق كتبنا عنه‏.‏

والمزكِّي أبو زكريا بن إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري شيخ العدالة ببلده وكان صالحًا زاهدًا ورعًا صاحب حديث كأبيه أبي إسحاق المزكِّي روى عن الأصمّ وأقرانه ولقي ببغداد النجّاد وطبقته‏.‏

وأملى عدة مجالس‏.‏

ومات في ذي الحجة‏.‏

فيها توفي أبو الحسن المحاملي شيخ الشافعية أحمد بن محمد ابن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي تفقّه على والده أبي الحسين وعلى الشيخ أبي حامد الإسفرييني ورحل به أبوه فأسمعه بالكوفة من ابن أبي السريّ البكائي ومات في ربيع الآخر عن سبع وأربعينن سنة وكان عديم النظير في الذكاء والفطنة صنّف عدة كتب‏.‏

قال الشيخ أبو حامد‏:‏ هو اليوم أحفظ مني‏:‏ وأحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى أبو العباس الإشبيلي المعدَّل بمصر في صفر سمع عثمان بن محمد السمرقندي وأبا الفوارس بن الصابوني وطبقتهما بمصر والشام انتقى عليه أبو نصر السجزيّ‏.‏

والقاضي عبد الجبار بن أحمد أبو الحسن الهمذاني الاسد آبادي المعتزلي صاحب التصانيف عمَّر دهرًا في غير السنَّة‏.‏

وروى عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطّان والجلاب وعبد الله بن جعفر بن فارس‏.‏

والعيسوي أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي العباسي البغدادي قاضي مدينة المنصور مات في رجب وحدّث عن أبي جعفر بن البختري وطائفة‏.‏

وأبو الحسين بن بشران علي بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد الأموي البغدادي المعدّل سمع ابن البختري وطبقته‏.‏

قال الخطيب‏:‏ كان صدوقًا ثبتًا تامّ المروءة ظاهر الديانة ولد في

وأبو الحسين لقطان محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطّان الأزرق البغدادي الثقة ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة توفي في رمضان‏.‏

روى عن إسماعيل الصفّار ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب وطبقتهما وكان مكثرًا‏.‏

ومحد بن سفيان أبو عبد الله القيرواني صاحب كتاب‏:‏ ‏[‏الهادي‏]‏ في القراءات‏.‏

تفقه على أبي الحسن القابسي ورحل فأخذ القراءات عن أبي الطيّب بن غلبون وغيره‏.‏

قال أبو عمرو الداني‏:‏ كان ذا فهمٍ وحفظ وعفاف‏.‏

سنة ست عشرة وأربعمائة فيها انتشر العيّارون ببغداد وخرقوا الهيبة وواصلوا العملات والقتل‏.‏

وفيها مات السلطان مشرّف الدولة ونهبت خزائنه وتسلطن جلال الدولة أبو طاهر ولد بهاء الدولة بن عضد الدولة وهو يومئذ بالبصرة فخلع على وزيره علم الدين شرف الملك أبي سعيد بن ماكولا‏.‏

ثم إن الجند عدلوا إلى الملك أبي كاليجار ونوهوا باسمه وكان وليّ عهد أبيه سلطان الدولة فخطب لهذا ببغداد واختبط الناس وأخذت العيارون الناس نهارًا جهارًا وكانوا يمشون بالليل بالشمع والمشاعل ويكبسون البين ويأخذون صاحبه يعذبونه إلى أن يقرّ لهم بذخائره وأحرقوا دار الشريف المرتضي‏.‏

ولم يخرج ركبٌ من بغداد‏.‏

وفيها توفي الحصيب بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن الحصيب أبو الخير القاضي المصري حدّث عن أبيه وعثمان بن السمرقندي وطائفة‏.‏

وأبو محمد بن النحاس عبد الرحمن بن عمر المصري البزار في عاشر صفر وكان مسند الديار المصرية ومحدّثها عاش بضعًا وتسعين سنة وسمع بمكة من ابن الأعرابي وبمصر من أبي الطاهر المديني وعلي بن عبد الله بن أبي مطر وطبقتهما‏.‏

وأول سماعه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة‏.‏

وأبو الحسن التِّهامي علي بن محمد الشاعر له ديوان مشهور دخل مصر بكتب من حسّان بن مفرج فظفروا به وقتلوه سرًا في جمادى الأولى‏.‏

وأبو بكر القطّان محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله الطائي الدارني المعروف أيضًا‏:‏ بابن الخلاّل‏.‏

صالح ثقة‏.‏

روى عن خيثمة وجماعة كثيرة‏.‏

وأبو عبد الله بن الحذّاء القرطبي محمد بن يحيى التميمي المالكي المحدّث عاش ثمانين سنة‏.‏

وروى عن أبي عيسى الليثي وأحمد بن ثابت وطبقتهما وحجّ فأخذ عن أبي القاسم عبد الرحمن الجوهري وأبي بكر المهندس وطبقتهما‏.‏

وتفقه على أبي محمد الأصيلي وألف في تعبير الرؤيا كتاب ‏[‏البشرى‏]‏ في عشرة أسفار وولي قضاء إشبيلية وغيرها‏.‏

ومشرِّف الدولة السلطان أبو علي بن السلطان بهاء الدولة ابن السلطان عضد الدولة الدَّيلمي ولي مملكة بغداد وكان يرجع إلى دين وتصوف وحياء عاش ثلاثًا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وكان مدة ملكه خمسة أعوام وخطب بعده لجلال الدولة بن بويه ثم نودي بعد أيام بشعار أبي كاليجار‏.‏