فصل: سنة أربع وستين وخمس مائة فيها سار أسد الدين مسيره الثالث إلى مصر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة أربع وستين وخمس مائة فيها سار أسد الدين مسيره الثالث إلى مصر‏.‏

وذلك أن الفرنج قصدت الديار المصرية وملكوا بلبيس و استباحوها‏.‏

ثم حاصروا القاهرة‏.‏

وأخذوا كل ما كان خارج السور‏.‏

فبذل شاور لملك الفرنج مري ألف ألف دينار يعجل له بعضها‏.‏

فأجاب‏.‏

فحمل إليه مائة ألف دينار وكاتب نور الدين واستصرخ به وسود كتابه وجعل في طيه ذوائب نساء القصر‏.‏

وواصل كتبه يستحثه‏.‏

وكان بحلب فساق إليه أسد من حمص‏.‏

فأخذ بجمع العساكر ثم توجه في عسكر لجب فيقال كانوا سبعين ألفًا من بين فارس وراجل‏.‏

فتقهقر الفرنج ودخل القاهرة في ربيع الآخر وجلس في دست الملك وخلع عليه العاضد خلع السلطنة وعهد إليه بوزارته وقبض على شاور فأرسل إليه العاضد بطلب رأس شاور فقطع وأرسل إليه‏.‏

فلم ينشب أسد الدين أن مات بعد شهرين‏.‏

فقلد العاضد منصبه ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن نجم الدين ولقبه بالملك الناصر‏.‏

ثم ثار عليه السودان فحاربهم وظفر بهم وقتل منهم خلقًا عظيمًا‏.‏

وفيها توفي أبق الملك المظفر مجير الدين‏.‏

صاحب دمشق قبل نور الدين وابن صاحبها جمال الدين محمد بن تاج الملوك بوري التركي ثم الدمشقي‏.‏

ولد ببعلبك في إمرة أبيه عليها وولي دمشق بعد أبيه خمس عشرة سنة وملكوه وهو دون البلوغ‏.‏

وكان المدبر لدولته أنر فلما مات أنر انبسطت يد أبق ودبر الأمور الوزير الرئيس أبو الفوارس المسيب بن علي الصوفي ثم غضب عليه وأبعده إلى صرخد واستوزر أخاه أبا البيان حيدرة مدة ثم أقدم عطاء ابن حفاظ من بعلبك وقدمه على العسكر وقتل حيدرة ثم قتل عطاء ولما انفصل عن دمشق توجه إلى بالس ثم إلى بغداد‏.‏

قأقطعه المقتفي خبزًا وأكرم مورده‏.‏

وشاور بن مجير بن نزار الهوازني السعدي أبو شجاع‏.‏

ولاه ابن رزبك إمرة الصعيد‏.‏

فتمكن‏.‏

وكان شهمًا شجاعًا مقدامًا داهية‏.‏

فحشد وجمع وتوثب على مملكة الديار المصرية وظفر بالعادل رزيك بن الصالح طلائع ابن رزيك وزير العاضد فقتله ووزر بعده‏.‏

فلما خرج عليه ضرغام فر إلى الشام فأكرمه نور الدين وأعانه على عوده إلى منصبه‏.‏

فاستعان بالفرنج على رفع أسد الدين عنه‏.‏

وجرت له أمور طويلة‏.‏

وفي الآجر وثبت عليه جرد بك النوري فقتله في جمادى الأولى لأن أسد الدين تمارض فعاده شاور فقتلوه‏.‏

وشيركوه بن شاذي بن مروان الملك المنصور أسد الدين‏.‏

قد ذكرنا من أخباره‏.‏

توفي بالقاهرة فجأة في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة ثم نقل إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فدفن بها‏.‏

وكان بطلًا شجاعًا شديد البأس ممن يضرب بشجاعته المثل‏.‏

له صيت بعيد‏.‏

توفي شهيدًا بخانوق عظبم قتله في ليلة وكان كثيرًا ما يعتريه‏.‏

وورثه ولده الملك القاهر ناصر الدين محمد صاحب حمص‏.‏

وأبومحمد عبد الخالق بن أسدالدمشقي الحنفي المحدث مدرس الصادرية والمعينية‏.‏

روى عن عبد الكريم بن حمزة وإسماعيل بن السمرقندي وطبقتهما‏.‏

ورحل إلى بغداد وإصبهان وخرج لنفسه المعجم توفي في المحرم‏.‏

وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن هذيل البلنسي شيخ المقرئين بالأندلس‏.‏

ولد سنة إحدى وسبعين وأربع مائة‏.‏

وقرأ القراءات على أبي داود ولازمه أكثر من عشر سنين‏.‏

وكان زوج أمه فأكثر عنه‏.‏

وهو أثبت الناس فيه‏.‏

وروى الصحيحين وسنن أبي داود وغير ذلك‏.‏قال ابن الأبار‏:‏ كان منقطع القرين في الفضل والزهد والورع مع العدالة والتواضع والإعراض عن الدنيا والتقلل منها صوامًا قوامًا كثير الصدقة‏.‏

انتهت إليه الرئاسة في صناعة الإقراء عامة عمره لعلو روايته وإمامته في التجويد والإتقان‏.‏

حدث عن جلة لا يحصون‏.‏

توفي في رجب‏.‏

والقاضي زكي الدين أبو الحسن علي ابن القاضي المنتخب أبي المعالي محمد بن يحيى القرشين قاضي دمشق هو وأبوه وجده‏.‏

استعفى من القضاء فأعفي‏.‏

وسار يحج من بغداد وعاد إليها فتوفي بها وله سبع وخمسون سنة‏.‏

وأبو الفتح بن البطي الحاجب محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان البغدادي مسند العراق وله سبع وثمانون سنة‏.‏

أجاز له أبو نصر الزينبي وتفرد بذلك وبالرواية عن البانياسي وعاصم بن الحسن وعلي بن محمد بن محمد الأنباري والحميدي وخلق‏.‏

وكان دينًا عفيفًا محبًا للرواية صحيح الأصول‏.‏

توفي في جمادى الأولى‏.‏

وأبو عبد الله الفارقي الزاهد محمد بن عبد الملك نزيل بغداد‏.‏

كان يعظ ويذكر من غير كلفة‏.‏

وللناس فيه اعتقاد عظيم‏.‏

وكان صاحب أحوال ومجاهدات وكرامات ومقامات‏.‏

عاش ثمانين سنة‏.‏

ومعمربن عبد الواحد الحافظ أبو أحمد بن الفاخر القرشي العبشمي الإصبهاني المعدل‏.‏

عاش سبعين سنة وسمع من أبي الفتح الحداد وأبي المحاسن الروياني وخلق‏.‏

وببغداد من ابن الحصين وعني بالحديث وجمعه‏.‏

وعظ بإصبهان وآمل وقدم بغداد مرات فسمع أولاده‏.‏

توفي في ذي القعدة بطريق الحجاز وكان ذا قبول ووجاهة‏.‏

سنة خمس وستين وخمس مائة فيها جاءت الزلزلة العظمى بالشام‏.‏

أطنب في وصفها العماد الكاتب وأبو المظفر بن الجوزي وغيرهما حتى قال بعضهم‏:‏ هلك بحلب تحت الهدم ثمانون ألفًا‏.‏

وفيها حاصرت الفرنج دمياط خمسين يومًا ثم ترحلوا لأن نور الدين وصلاح الدين أجلبا عليهم وعلى بلادهم برًا وبحرًا‏.‏

فعن صلاح الدين قال‏:‏ ما رأيت أكرم من العاضد‏.‏

أخرج إلي في هذه المرة ألف ألف دينار سوى الثياب وغيرها‏.‏

وفيها حاصر نور الدين سنجار ثم أخذها بالأمان‏.‏

وتوجه إلى الموصل فبنى بها جامعًا ورتب أمورها‏.‏

ثم رجع فنازل الكرك ونصب عليها منجنيقين‏.‏

ثم رحل عنها لحرب نجدة الفرنج فانهزموا منه‏.‏

وفيها توفي أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي ثم البغدادي أحد العلماء المعدلين والفضلاء والمحدثين‏.‏

سمع قاضي المارستان وطبقته وقرأالقراءات على سبط الخياط‏.‏

وعني بالحديث أتم عناية‏.‏

وكان يقتفي أثر ابن ناصر ويمشي خلفه‏.‏

وقد لازمه مدة واستملى عليه‏.‏

توفي في شعبان وله خمس وأربعون سنة‏.‏

قال الشيخ الموفق‏:‏ كان إمامًا في السنة ثقة حافظًا مليح القراءة للحديث‏.‏

وأبو بكر بن النقور عبد الله بن محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد البغدادي البزاز‏.‏

ثقة محدث من أولاد الشيوخ‏.‏

سمع العلاف وأبا الحسين بن الطيوري وطائفة‏.‏

وطلب بنفسه مع الدبن والورع والتحري توفي في شعبان وله اثنتان وثمانون سنة‏.‏

وأبو المكارم عبد الواحد بن أ بي طاهر محمد بن مسلم بن هلال الأزدي المعدل‏.‏

أحضره أبوه أبو طاهر محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال عند عبد الكريم الكفرطابي‏.‏

وهو في الرابعة في جزء خيثمة‏.‏

ثم سمع من النسيب وغيره‏.‏

وكان رئيسًا جليلًا كثير العبادة والبر‏.‏

اسمه عبد الواحد‏.‏

توفي في جمادى الآخرة‏.‏

وأجاز له الفقيه نصر‏.‏

وفورجة أبو القاسم محمود بن عبد الكريم الإصبهاني التاجر‏.‏

روى عن أبي بكر بن ماجه وسليمان الحافظ وأبي عبد الله الثقفي وغيرهم‏.‏

توفي بإصبهان في صفر وبه ختم جزء لوين‏.‏

ومودود السلطان قطب الدين الأعرج صاحب الموصل وابن صاحبها أتابك زنكي‏.‏

تملك بعد أخيه سيف الدين غازي فعدل وأحسن السيرة‏.‏

توفي في شوال عن نيف وأربعين سنة‏.‏

وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة وكان محببًا إلى الرعية‏.‏

سنة ست وستين وخمس مائة فيها استخلف المتضيء أبو محمد الحسن بعد موت أبيه ونادى برفع الظلم والمكوس‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ أظهر من العدل والكرم مالم نره من الأعمار‏.‏

واحتجب عن أكثر الناس فلم يركب إلا مع الخدم‏.‏

ولم يدخل عليه غير قايماز‏.‏

وفيها سار نور الدين وأبطل عن الجزيرة مكوسًا وضرائب كثيرة‏.‏

وفيها أخذت الخزر مدينة دوين من بلاد أرمنية‏.‏

وقتلوا من المسلمين نحوًا من ثلاثين ألفًا‏.‏

وفيها مات الوزير أبوجعفر بن البلدي لأن المستضيء استوزر أبا الفرج محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء‏.‏

فانتقم من ابن البلدي وقتله وألقي في دجلة‏.‏

وأبو زرعة طاهر بن الحافظ محمد بن طاهر المقدسي ثم الهمذاني‏.‏

ولد بالري سنة إحدى وثمانين وأربع مائة وسمع بها من المقومي وبالدون من عبد الرحمن بن محمد الدوني وبهمذان من عبدوس وبالكرج من السلارمكي وبساوة من الكامخي وروى الكثير وكان رجلًا جيدًا عريًا من العلم‏.‏

توفي بهمذان في ربيع وأبو مسعود الحاجي عبد الرحيم بن أبي الوفاء علي بن أحمد الإصبهاني الحافظ المعدل‏.‏

سمع من جده غانم البرجي ورحل فسمع بنيسابور من الشيروي وببغداد من ابن الحصين‏.‏

توفي في شوال في عشر الثمانين‏.‏

وأبو عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة المرسي نزيل شاطبة مكثر عن أبي علي الصدفي وإليه صارت عامة أصوله‏.‏

وسمع أيضًا من أبي محمد بن عتاب‏.‏

وجمع فسمع من ابن غزال ورزين العبدري‏.‏

قال ابن الأبار‏:‏ كان عارفًا يالأثر مشاركًا في التفسير حافظًا للفروع بصيرًا باللغة والكلام فصيحًا مفوهًا مع الوقار والسمت والصيام والخشوع ولي قضاء شاطبة وحدث وصنف‏.‏

ومات في أول العام وله سبعون سنة‏.‏

ويحيى بن ثابت بن بندار أبوالقاسم البغدادي البقال‏.‏

سمع من طراد والنعالي وجماعة‏.‏

توفي في ربيع الأول وقد نيف على الثمانين‏.‏

والمستنجد بالله أبو المظفر بوسف بن المقتدي لأمر الله محمد بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي العباسي‏.‏

خطب له أبوه بولاية العهد سنة سبع وأربعين واستخلف سنة خمس وخمسين‏.‏

وعاش ثمانيًا وأربعين سنة‏.‏

وأمه طاوس الكرجية أدركت دولته‏.‏

وله شعر وسط‏.‏

وكان موصوفًا بالعدل والديانة‏.‏

أبطل المكوس وقام كل القيام على المفسدين‏.‏

توفي في ثامن ربيع الآخر‏.‏

حبس في حمام‏.‏

وابن الخلال القاضي الأديب موفق الدين يوسف بن محمد المصري صاحب ديوان الانشاء‏.‏

توفي في جمادى الآخرة وقد شاخ‏.‏

وولي بعده القاضي الفاضل‏.‏

سنة سبع وستين وخمس مائة في أولها تجاسر صلاح الدين وقطع خطبة العاضد العبيدي وخطب للمستضيء أمير المؤمنين‏.‏

فأعقب ذلك موت العاضد يوم عاشوراء‏.‏

فجلس صلاح الدين للعزاء وبالغ في الحزن والبكاء‏.‏

وتسلم القصر وماحوى‏.‏

واحتيط على آل القصر في مكان أفراد لهم‏.‏

وقرر لهم ما يكفيهم‏.‏

ووصل إلى بغداد أبو سعد بن أبي عصرون رسولًابذلك‏.‏

فغلقت بغداد فرحًا وعملت القباب‏.‏

وكانت خطبة بني العباس قد قطعت من مصر من مائتي سنة وتسع سنين بخطبة بني عبيد‏.‏

فقدم صندل المقتفوي بالخلع لنور الدين ولصلاح الدين‏.‏

فلبس نور الدين الخلعة وهي فرجية وجبة وقباء وطوق ذهب وزنه ألف دينار وحصان بسرجه وسيفان ولواء وحصان آخر بحيث كتب بين يديه وقلد السيفين إشارة إلى الجمع له بين مصر والشام‏.‏

وفيها سار نور الدين لحصار الكرك وطلب صلاح الدين فبعث يعتذر فلم يقبل عذره‏.‏

وهم بالدخول إلىمصر وعزل صلاح الدين عنها‏.‏

وبلغ صلاح الدين ذلك فجمع خواصه ووالده وخاله شهاب الدين الحارمي وجماعة أمراء وأطلعهم على أمره واستشارهم‏.‏

فقال ابن أخيه تقي الدين عمر‏:‏ إذا جاء قاتلناه‏.‏

فتابعه غيره‏.‏

فشتمهم أبوه نجم الدين أيوب واحتد وزبرهم وقال لابنه‏:‏ أنا أبوك وهذا خالك‏.‏

أفي هؤلاء من يريد لك من الخير مثلنا فقال‏:‏ لا‏.‏

قال والله لو رأيت أناوهذا نور الدين لم يمكنا إلا أن ننزل ونقبل الأرض‏.‏

ولو أمرنا بضرب عنقك لفعلنا‏.‏

فما ظنك بغيرنا‏.‏

وهذه البلاد لنور الدين‏.‏

ولو أراد عزلك فأي حاجة له في المجيء بل يطلبك بكتاب‏.‏

وتفرقوا وكتب غير واحد من الأمراء بما تم فلما خلا نجم الدين بابنه قال‏:‏ أنت جاهل تجمع هذا الجمع وتطلعهم على سرك‏.‏

فلو قصدك نور الدين لم تر معك منهم أحدًا‏.‏

فاكتب إليه واخضع له ففعل‏.‏

وفيها توفي أبو علي بن الرحبي أحمد بن محمد الحريمي العطار‏.‏

روى عن النعالي وجماعة‏.‏

ومات في صفر عن خمس وثمانين سنة‏.‏

والعلامة أبو محمد بن الخشاب عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد البغدادي النحوي المحدث‏.‏

ولد سنة اثنين وتسعين وأربع مائة‏.‏

وسمع من علي بن الحسين الربعي وأبي النرسي‏.‏

ثم طلب بنفسه وأكثر عن ابن الحصين وطبقته‏.‏

وقرأ الكثير وكتبه بخطه المليح المتقن‏.‏

وأخذ العربية عن أبي السعادات بن الشجري وابن الجواليقي وأتقن العربية واللغة والهندسة وغير ذلك‏.‏

وصنف التصانيف‏.‏

وكان إليه المنتهى في حسن القراءة وسرعتها وفصاحتها مع الفهم والعذوبة‏.‏

وانتهت إليه الإمامة في النحو‏.‏

وكان ظريفًا مزاحًا قذرًا وسخ الثياب يستقي في جرة مكسورة‏.‏

وما تأهل قط ولا تسرى‏.‏

توفي في رمضان‏.‏

وأبو محمد عبد الله بن منصور بن الموصلي البغدادي المعدل‏.‏

سمع من النعالي وتفرد بديوان المتنبي عن أبي البركات الوكيل وعاش ثمانين سنة‏.‏

والعاضد لدين الله أبو محمد عبد الله بن يوسف بن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد المستنصر بن الظاهر بن الحاكم العبيدي المصري الرافضي خاتمة خلفاء الباطنية‏.‏

ولد في أول سنة ست وأربعين وخمس منة وأقامه الصالح ابن رزيك بعد هلاك الفائز‏.‏

وفي أيامه قدم حسين بن نزار بن المستنصر العبيدي في جموع من المغرب‏.‏

فلما قرب غدر به أصحابه وقبضوا عليه وحملوه إلى العاضد فذبحه صبرًا‏.‏

ورد أن موت العاضد كان بإسهال مفرط‏.‏

وقيل مات غمًا لما سمع بقطع خطبته‏.‏

وقيل بل كان له خاتم مسموم فامتصه وخسر نفسه‏.‏

وعاش إحدى وعشرين سنة‏.‏

وأبو الحسن بن النعمةعلي بن عبد الله بن خلف الأنصاري الأندلسي المريي ثم البلنسي‏.‏

أحد الأعلام‏.‏

توفي في رمضان وهو في عشر الثمانين‏.‏

روى عن أبي علي بن سكرة وطبقته‏.‏

وتصدر ببلنسية لإقراء القراءات والفقه والحديث والنحو‏.‏

قال ابن الأبار‏:‏ كان عالمًا حافظًا للفقه والتفاسير ومعاني الآثار مقدمًا في علم اللسان فصيحًا مفوهًا ورعًا فاضلًا معظمًا دمث الأخلاق‏.‏

انتهت إليه رئاسة الإقراء والفتوى وصنف كتابًا كبيرًا في شرح سنن النسائي بلغ فيه الغاية‏.‏

وكان خاتمة العلماء بشرق الأندلس‏.‏

والقاسم بن الفضل بن عبد الواحد بن الفضل أبو المطهر الإصبهاني الصيدلاني‏.‏

روى عن رزق الله التميمي والقاسم بن الفضل الثقفي‏.‏

توفي في جمادى الأولى وقد نيف على التسعين‏.‏

وأبو المظفر محمد بن أسعد بن الحكيم العراقي الحنفي الواعظ‏.‏

كان له القبول التام في الوعظ بدمشق‏.‏

ودرس بالطرخانية والصادرية والمعينية‏.‏

سمع أبا علي بن نبهان وجماعة‏.‏

وروى المقامات عن الحريري‏.‏

وصنف لها شرحًا وصنف تفسير القرآن عاش نيفًا وثمانين سنة‏.‏

وأبو عبد الله بن الفرس محمد بن عبد الرحيم الأنصاري الخزرجي الغرناطي‏.‏

تفقه على أبيه وقرأ عليه القراءات وسمع أبا بكر بن عطية وسمع بقرطبة من أبي محمد بن عتاب وطبقته‏.‏

وصار رأسًا في الفقه وفي الحديث وفي القراءات‏.‏

توفي في شوال ببلنسية وله ست وستون سنة‏.‏

وأبو حامد البروي الطوسي الفقيه الشافعي محمد بنن محمد تلميذ محمد ابن يحيى وصاحب التعليقة المشهورة في الخلاف‏.‏

كان إليه المنتهى في معرفة الكلام والنظر والبلاغة والجدل بارعًا في معرفة مذهب الأشعري‏.‏

قدم بغداد وشغب على الحنابلة وأثار الفتنة ووعظ بالنظامية وبعد صيته‏.‏

فأصبح ميتًا فيقال إن الحنابلة أهدوا له مع امرأة صحن حلو مسمومة وقيل إن البروي قال‏:‏ لو كان لي أمر لوضعت على الحنابلة الجزية‏.‏

وأبو المكارم الباذرائي المبارك بن محمد المعمر الرجل الصالح‏.‏

روى عن ابن البطر والطريثيثي‏.‏

توفي في جمادى الآخرة‏.‏

ويحيى بن سعدون الإمام أبو بكر الأزدي القرطبي المقرئ النحوي نزيل الموصل وشيخها‏.‏

قرأ القراءات على جماعة منهم ابن الفحام بالاسكندرية‏.‏

وسمع بقرطبة من أبي محمد بن عتاب وبمصر من أبي صادق المديني وببغداد من ابن الحصين‏.‏

وقد أخذ عن الزمخشري وبرع في العربية والقراءات وتصدر فيهما مدة‏.‏

وكان ثقة ثبتًا صاحب عبادة وورع وتبحر في العلوم‏.‏

توفي يوم الفطر عن اثنتين وثمانيم سنة‏.‏

سنة ثمان وستين وخمس مائة فيها دخل قراقوش مملوك تقي الدين عمر بن شاهنشاه ابن أخي السلطان صلاح الدين المغرب فنازل طرابلس المغرب مدة وافتتحها وكانت للفرنج‏.‏

وفيها التقى مليح بن لاون الأرمني فهزمهم وكان نور الدين قد استخدم ابن لاون وأقطعه سيس وظهر له نصحه وكان الكلب شديد النصح لنور الدين معينًا له على الفرنج‏.‏

ولما ليم نور الدين على إقطاعه سيس قال‏:‏ أستعين به وأريح عسكري وأجعله سدًا بيننا وبين صاحب القسطنطينية‏.‏

وفبها سار نور الدين فافتتح بهنسا ومرعش ثم دخل الموصل ودان له صاحب الروم قلج أرسلان‏.‏

وفيها توفي أبو الفضل أحمدبن محمد بن شنيف الدارقزي المقرئ أسند من بقي في القراءات‏.‏

لكنه لم يكن ماهرًا بها‏.‏

قرأ على ابن سوار وثابت ابن بندار‏.‏

وعاش ستًا وتسعين سنة‏.‏

وأرسلان خوارزم شاه بن اتسز خوارزم شاه بن محمد نوشتكين‏.‏

رد من قتال الخطا فمرض ومات فتملك بعده ابنه محمود فغضب ابنه الأكبر خوارزم شاه علاء الدين تكش وقصد ملك الخطا فبعث معه جيشًا‏.‏

فهرب محمود واستولى هو على خوارزم‏.‏

فالتجأ محمود إلى صاحب نيسابور المؤيد فنجده والتقيا فانهزم هؤلاء وأسر المؤيد وذبح بين يدي تكش صبرًا وقتل أم أخيه‏.‏

وذهب محمود إلى غياث الدين صاحب الغور فأكرمه‏.‏

وألذكر ملك أذربيجان وهمذان‏.‏

كان عاقلًا جيد السيرة واسع الممالك عدد عسكره خمسون ألفًا‏.‏

وكان ابن امرأته أرسلان شاه بن طغرل السلجوقي هو السلطان وألذكر أتابكة لكنه كان من تحت حكمه‏.‏

وولى بعده ابنه محمد البهلوان‏.‏

وأيوب بن شاذي الأمير نجم الدين الدويني والد الملوك‏:‏ صلاح الدين وسيف الدين وشمس الدولة وسيف الإسلام وشاهنشاه وتاج الملوك بوري وست الشام وربيعة خاتون‏.‏

وأخو الملك أسد الدين شب به فرسه فحمل إلى داره ومات بعد أيام في ذي الحجة‏.‏

وكان يلقب بالأجل الأفضل‏.‏

دفن عند أخيه ثم نقلا سنة تسع وسبعين إلى المدينة النبوية‏.‏

وأول ما ولى نجم الدين ولاية قلعة تكريت بعد أبيه لصاحبها الخادم بهروز نائب بغداد ثم غضب بهروز عليه بسبب أخيه أسد الدين‏.‏

فقصدا أتابك زنكي فاستخدمهما‏.‏

فلما ولي بعلبك استناب عليها نجم الدين فعمر بها الخانقاه‏.‏

وكان دينًا عاقلًا كريمًا‏.‏

والمؤيد أبي به بن عبد الله السنجري صاحب نيسابور‏.‏

قتل في هذا العام‏.‏

وجعفر بن عبد الله ابن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني أبو منصور‏.‏

روى عن أبي مسلم السمناني وابن الطيوري‏.‏

توفي في جمادى الآخرة‏.‏

وملك النجاة أبو نزار الحسن بن صافي البغدادي‏.‏

كان نحويًا بارعًا وأصوليًا متكلمًا وفصيحًا متقعرًا كثير العجب والتيه‏.‏

قدم دمسق واشتغل بها وصنف في الفقه والنحو والكلام‏.‏

وعاش وأبو جعفر الصيدلاني محمد بن الحسن الإصبهاني له أجازة من بيبي الهرثمية‏.‏

تفرد بها وسمع من شيخ الإسلام وطبقته بهراة ومن سليمان الحافظ وطبقته بإصبهان‏.‏

توفي في ذي القعدة‏.‏

سنة تسع وستين وخمسمائة فيها توفي نور الدين وثارت الفرنج‏.‏

ونزلوا على بانياس فصالحهم أمراء دمشق وبذلوا لهم مالًا وأسارى‏.‏

فبعث صلاح الدين يوبخهم‏.‏

وفيها وعظ الشهاب الطوسي ببغداد فقال‏:‏ ابن ملجم لم يكفر بقتل علي‏.‏

فرجموه بالآجر‏.‏

وهاشت الشيعة فلولا الغلمان لقتل‏.‏

وأحرقوا منبره وهيئوا له للميعاد الآخر قوارير النفط ليحرقوه‏.‏

ولأمه نقيب النقباء فأساء الأدب‏.‏

فنفوه من الحضرة فدخل إلى مصر وارتفع بها شأنه وعظم‏.‏

وفيها توفي النقيب أوعبد الله أحمد بن علي بن المعمر الحسيني الأديب نقيب الطالبيين‏.‏

روى عن أبي الحسين بن الطيوري وجماعة‏.‏

وتوفي في جمادى الأولى‏.‏

وأبو إسحاق بن قرقول إبراهيم بن يوسف الوهراني الحمزي‏.‏

وحمزة اسم قريته‏.‏

سمع الكثير وعاش أربعًا وستين سنة‏.‏

وكان من أهل المغرب فقيهًا مناظرًا متفننًا حافظًا للحديث بصيرًا والحافظ أبو العلاء العطار الحسن بن أحمد الهمذاني المقرئ الأستاذ شيخ همذان وقارئها وحافظها‏.‏

رحل وحمل القراءات والحديث عن الحداد‏.‏

وقرأ بواسط على القلا نسي وببغداد على جماعة وسمع من ابن بيان وطبقته وبخراسان القراوي وطبقته‏.‏

قال الحافظ عبد القادر‏:‏ شيخنا أبو العلاء‏.‏

أشهر من أن يعرف بل يتعذر وجود مثله في أعصار كثيرة‏.‏

وأول سماعه من الدوني في سنة خمس وتسعين وأربع مائة‏.‏

برع على حفاظ زمانه في حفظ ما يتعلق بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير‏.‏

وله التصانيف في الحديث والقراءات والرقائق‏.‏

وله في ذلك مجلدات كبيرة منها كتاب زاد المسافر خمسون مجلدًا‏.‏

قال‏:‏ وكان إمامًا في العربية‏.‏

سمعت أن من جملة ما حفظ في اللغة كتاب الجمهرة‏.‏

وخرج له تلامذة في العربية أئمة‏.‏

منهم إنسان كان يحفظ كتاب الغريبين للهروي‏.‏

ثم أخذ عبد القادر يصف مناقب أبي العلاء ودينه وكرمه وجلالته وأنه أخرج جميع ماورثه وكان أبوه تاجرًا وأنه سافر مرات ماشيًا يحمل كتبه على ظهره ويبيت في المساجد ويأكل خبز الدخن إلى أن نشر الله ذكره في الآفاق‏.‏

وقال ابن النجار‏:‏ هو إمام في علوم القراءات والحديث والأدب والزهد والتمسك بالأثر‏.‏

توفي في جمادى الأولى‏.‏

وأبو محمد الدهان سعيد بن المبارك البغدادي النحوي ناصح الدين‏.‏

صاحب التصانيف الكثيرة‏.‏

ألف شرحًا للإفصاح في ثلاث وأربعين مجلدة وسكن الموصل وأضر بأخرة‏.‏

وكان سيبويه زمانه‏.‏

تصدر للاشتعال خمسين سنة وعاش بضعًا وسبعين سنة‏.‏

وعبد النبي بن المهدي اليمني الذي تغلب على اليمن ويلقب بالمهدي‏.‏

وكان أبوه أيضًا قد استولى على اليمن فظلم وغشم وذبح الأطفال‏.‏

وكان باطنيًا من دعاة المصريين‏.‏

فهلك سنة ست وستين‏.‏

وقام بعده الولد فاستباح الحرائر وتمرد على الله فقتله شمس الدولة كما ذكرنا‏.‏

وأبو الحسن علي بن أحمد بن حنين الكناني القرطبي نزيل فارس‏.‏

سمع الموطأ من أبي عبد الله بن الطلاع‏.‏

وقرأ القراءات عن أبي الحسن العبسي وسمع من حازم بن محمد والكبار‏.‏

وحج سنة خمس مائة ولقي الكبار وعمر دهرًا ولد سنة ست وسبعين وأربع مائة‏.‏

وتصدر للإقراء مدة‏.‏

والفقيه عمارة بن علي بن زيدان أبو محمد الحكمي المذ حجي التميمي الشافعي القاضي نجم الدين نزيل مصر وشاعر العصر‏.‏

قال ابن خانكان‏:‏ كان شديد التعصب للسنة أديبًا ماهرًا لم يزل ماشي الحال في دولة المصريين إلى أن ملك صلاح الدين فمدحه ثم أنه شرع في أمور وأخذ في اتفاق مع الرؤساء في التعصب للعبيديين وإعادة دولتهم‏.‏

فنقل أمرهم وكانوا ثمانية إلى صلاح الدين فشنقهم في رمضان‏.‏

قلت مات في الكهولة‏.‏

والسلطان نور الدين الملك العادل أبو القاسم محمود بن أتابك زنكي ابن أقسنقر التركي‏.‏

تملك حلب بعد أبيه ثم أخذ دمشق فملكها عشرين سنة‏.‏

وكان مولده في شوال سنة إحدى عشرة وخمس مائة‏.‏

وكان أجل ملوك زمانه وأعدلهم وأدينهم وأكثرهم جهادًا وأسعدهم في دنياه وآخرته‏.‏

هزم الفرنج غير مرة وأخافهم وجرعهم المر‏.‏

وفي الجملة محاسنه أبين من الشمس وأحسن من القمر‏.‏

وكان أسمر طويلًا مليحًا تركي اللحية نقي الخد شديد المهابة حسن التواضع طاهر اللسان كامل العقل والرأي سليمًا من التكبر خائفًا من الله قل أن يوجد في الصلحاء الكبار مثله فضلًا عن الملوك‏.‏

ختم الله له بالشهادة ونوله الحسنى إن شاء الله وزيادة فمات بالخوانيق في حادي عشر شوال‏.‏

وعهد بالملك إلى ولده الصالح إسماعيل وعمره إحدى عشرة سنة‏.‏

وهبة الله بن كامل المصري التنوخي قاضي القضاة وداعي الدعاة أبو القاسم قاضي الخليفة العاضد‏.‏

كان أحد الثمانية الذين سعوا في إعادة دولة بني عبيد‏.‏فشنقهم الملك صلاح الدين رحمه الله‏.‏سنة سبعين وخمس مائة

فيها قدم صلاح الدين فأخذ دمشق ولا ضربة ولا طعنة‏.‏

وسار الصالح إسماعيل في حاشيته إلى حلب ثم سار صلاح الدين فحاصر حمص بالمجانيق ثم سار فأخذ حماة في جمادى الآخرة ثم سار فحاصر حلب وأساء العشيرة في حق آل نور الدين‏.‏

ثم رد وتسلم حمص ثم عطف إلى بعلبك فتسلمها ثم كر فالتقى عز الدين مسعود بن مودود ابن صاحب الموصل وأخو صاحبها‏.‏

فانهزم المواصلة على قرون حماة أسوأ هزيمة‏.‏

ثم وقع الصلح‏.‏

واستناب بدمشق أخاه سيف الإسلام‏.‏

وكان بمصر أخوه العادل‏.‏

وفيها توفي أحمدبن المبارك المرقعاتي‏.‏

روى عن جده لأمه ثابت بن بندار‏.‏

وكان يبسط المرقعة للشيخ عبد القادر على الكرسي‏.‏

توفي في صفر‏.‏

وخديجة بنت أحمد بن الحسن النهرواني‏.‏

روت عن أبي عبد الله النعالي‏.‏

وكانت صالحة‏.‏

توفيت في رمضان‏.‏

وشملة التركماني‏.‏

تملك بلاد فارس وجدد قلاعًا وحارب الملوك ونهب المسلمين‏.‏

وكان يخطب للخليفة‏.‏

التقاه البهلوان بن إلدكز ومعه عسكرمن التركمان لهم ثأر على شملة فانهزم جيشه وأصابه سهم فأسر ومات‏.‏

وكان ظالمًا جبارًا فرح الناس بمصرعه‏.‏

وكانت أيامه عشرين سنة‏.‏

وقايماز الملك قطب الدين المستنجدي‏.‏

عظم في دولة مولاه وصار مقدم الجيش في دولة المستضيء واستبد بالأمور إلى أن هم بالخروج فسار بعسكره نحو الموصل‏.‏

فمات في ذي الحجة وكان فيه كرم وقلة ظلم‏.‏

وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن خليل القيسي اللبلي نزيل فارس ثم مراكش‏.‏

روى عن ابن الطلاع وحازم بن محمد وسمع صحيح مسلم من أبي علي الغساني‏.‏

قال ابن الأبار‏:‏ كان من أهل الرواية والدراية‏.‏

لازم مالك بن وهيب مدة‏.‏

سنة إحدى وسبعين وخمس مائة فيها نقض صاحب الموصل‏.‏

وسار السلطان سيف الدين غازي بن قطب الدين‏.‏

فالتقاه صلاح الدين بنواحي حلب على تل السلطان‏.‏

فانهزم غازي وجمعه وكانوا ستة آلاف وخمس مائة ولكن لم يقتل سوى رجل واحد‏.‏

ثم سار صلاح الدين فأخذ منبج ثم نازل قلعة عزاز مدة‏.‏

وقفز عليه الإسماعيلية فجرحوه في فخذه وأخذوا فقتلوا‏.‏

وافتتح القلعة‏.‏

ثم نازل حلب أشهرًا ثم وقع الصلح وترحل عنهم‏.‏

وأطلق قلعة عزاز لولد نور الدين‏.‏

وفيها توفي الحافظ ابن عساكر صاحب التاريخ الثمانين مجلدة أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة

الله الدمشقي‏.‏

محدث الشام ثقة الدين‏.‏

ولد في أول سنة تسع وتسعين وأربع مائة وأسمع في سنة خمس وخمس مائة وبعدها من النسيب وأبي طاهر الحنلئي وطبقتهما‏.‏

ثم عني بالحديث ورحل فيه إلى العراق خراسان وإصبهان‏.‏

وساد أهل زمانه في الحديث ورجاله وبلغ في ذلك الذروة العليا‏.‏

ومن تصفح تاريخه علم منزلة الرجل في الحفظ‏.‏

توفي في حادي عشر رجب‏.‏

وحفدة العطاري الإمام نجم الدين أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد الطوسي الفقيه الشافعي الأصولي الواعظ تلميذ محيي السنة البغوي وراوي كتابيه شرح السنةومعالم التنزيل‏.‏

وقد دخل إلى بخارى وتفقه بها‏.‏

ثم عاد إلى أذربيجان والجزيرة‏.‏

وبعد صيته في الوعظ‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ توفي في ربيع الآخر‏.‏

ثم قال‏:‏ وقيل سنة ثلاث وسبعين‏.‏