فصل: سنة ثمان وخمسين وست مائة في المحرم قطع هولاوو الفرات

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة ثمان وخمسين وست مائة في المحرم قطع هولاوو الفرات

ونهب نواحي حلب‏.‏

فراسل متوليها المعظم تورانشاه ابن السلطان صلاح الدين‏:‏ بأنكم تضعفون عنا ونحن نقصد سلطانكم الناصر‏.‏

فاجعلوا لنا عندكم شحنة بالقلعة وشحنة بالبلد‏.‏

فإن انتصر عليها السلطان فاقتلوا الشحنتين أو ابقوهما وإن انتصرنا

فحلب والبلاد لنا ويكونون آمنين‏.‏

فأبى عليه تورانشاه فنزل على حلب في ثاني صفر فلم يصبح عليهم الصباح إلا وقد حفروا عليهم خندقًا عمق قامة وعرض أربعة أذرع‏.‏

وبنوا حائطًا ارتفاع خمسة أذرع ونصبوا عشرين منجنيقًا وألحوا بالرمي وشرعوا في نقب السور‏.‏

وفي تاسع صفر ركبوا الأسوار ووضعوا السيف يومهم ومن الغد‏.‏

وأحمى في حلب أماكن سلم فيها نحو خمسين ألفًا واستتر خلق وقتل أمم لا يحصون وبقي القتل والسبي خمسة أيام‏.‏

ثم نودي برفع السيف وأذن المؤذن يومئذ يوم الجمعة بالجامع وأقيمت الجمعة بأناس ثم أحاطوا بالقلعة وحاصروها‏.‏

ووصل الخبر يوم السبت إلى دمشق فهرب الناصر ودخلت يومئذ رسل هولاوو وقرىء الفرمان بأمان دمشق‏.‏

ثم وصل نائب هولاوو فتلقاه الكبراء وحملت أيضًا مفاتيح حماة إلى هولاوو فسير إليهم شحنة‏.‏

وسار صاحبها والناصر إلى نحو غزة وعصت قلعة دمشق فحاصرتها التتار وألحوا بعشرين منجنيقًا على برج الطارمة فتشقق‏.‏

وطلب أهلها الأمان فأمنوهم وسكنها النائب كتبغا وتسلموا بعلبك وقلعتها وأخذوا نابلس ونواحيها بالسيف ثم ظفروا بالملك وأخذوه بالأمان وساروا به إلى هولاوو فرعى له مجيئه وبقي في خدمته أشهرًا ثم قطع الفرات راجعًا وترك الشام فرقة من التتار‏.‏

وأما المصريون فتأهبوا وشرعوا في المسير من نصف شعبان‏.‏

وثارت النصارى بدمشق ورفعت رؤوسها ورفعوا الصليب ومروا به وألزموا الناس بالقيام له من حوانيتهم في الثاني والعشرين من رمضان ووصل جيش الإسلام عليهم الملك المظفر وعلى مقدمتهم ركن الدين البندقداري‏.‏

فالتقى الجمعان على عين جالوت غربي بيسان‏.‏

ونصر الله دينه وقتل في المصاف مقدم التتار كتبغا وطائفة من أمراء المغول‏.‏

ووقع بدمشق النهب والقتل في النصارى وإحرقت كنيسة لهم‏.‏

وعيد المسلمون على خير عظيم وساق البندقداري وراء التتار إلى حلب وخلت من القوم الشام وطمع البندقداري في أخذ حلب‏.‏

كان وعده بها الملك المظفر ثم رجع فتأثر وأضمر الشر‏.‏

فلما رجع المظفر بعد شهر إلى مصر مضمرًا للبندقداري أيضًا الشر فوافق ركن الدين على مراده عدة أمراء‏.‏

وكان الذي ضربه بالسيف فحل كتفه بكتوت الجوكندار المعزي ثم رماه بهادر المعزي بسهم قضى عليه وذلك يوم سادس عشر ذي القعدة بقرب قطية‏.‏

وتسلطن ركن الدين البندقداري الملك الظاهر‏.‏

وأما نائب دمشق علم الدين الحلبي فحلف الأمراء لنفسه ولقب الملك المجاهد‏.‏

وخطب له بدمشق مع الملك الظاهر‏.‏

وفي آخر السنة كرت التتار على حلب واندفع عسكرها بين أيديهم‏.‏

فدخلوا إليها وأخرجوا من بها إلى قربين وأحاطوا بهم ووضعوا فيهم السيف‏.‏

وفيها توفي ابن سني الدولة قاضي القضاة صدر الدين أبو العباس أحمد بن يحيى بن هبة الله بن

الحسن الدمشقي الشافعي‏.‏

ولد سنة تسعين وخمس مائة وسمع من الخشوعي وجماعة‏.‏

وتفقه على أبيه قاضي القضاة شمس الدين وعلى فخر الدين بن عساكر‏.‏

وقل من نشأ مثله في صيانته وديانته واشتغاله‏.‏

ناب عن أبيه وولي نيابة بيت المال ودرس بالإقبالية والجاروخية‏.‏

وولي القضاء مدة‏.‏

رجع من عند هولاوو متمرضًا وأدركه الموت ببعلبك في جمادى الآخرة‏.‏

وله ثمان وستون سنة‏.‏

وإبراهيم بن خليل نجيب الدين أبو إسحاق الدمشقي الأدمي‏.‏

ولد سنة خمس وسبعين وسمعه أخوه من عبد الرحمن بن علي الخرقي ويحيى الثقفي وجماعة وحدث بدمشق وحلب وعدم بها في صفر‏.‏

وتمام المسروري أبو طالب بن أبي بكر بن أبي طالب الدمشقي الجندي ولد سنة سبع وسبعين وسمع من يحيى الثقفي‏.‏

توفي في رجب‏.‏

وتورانشاه المعظم أبو المفاخر ابن السلطان الكبير صلاح الدين‏.‏

ولد سنة سبع وسبعين وسمع من يحيى الثقفي وابن صدقة الحراني وأجاز له عبد الله بن بري وكان السلطان يجله ويتأدب معه‏.‏

سلم قلعة حلب‏.‏

لما عجز بالأمان‏.‏

أدركه الموت إثر ذلك‏.‏

فتوفي في ربيع الأول وله ثمانون سنة‏.‏

والملك السعيد حسن بن العزيز عثمان بن العادل صاحب الصبيبة وبانياس‏.‏

تملك سنة إحدى وثلاثين بعد أخيه الملك الظاهر إلى سنةبضع وأربعين‏.‏

فأخذ الصبيبة منه الملك الصالح وأعطاه إمرة بمصر ‏,‏ فلما قتل المعظم بن الصالح ساق إلى غزة وأخذ ما فيها وأتى الصبيبة فتسلمها‏.‏

فلما تملك الناصر دمشق قبض عليه وسجنه بالبيرة فلما أخذ هولاوو البيرة أحضر إليه بقيوده وخلع عليه بسراقوس وصار منهم‏.‏

وسلموا إليه الصبيبة‏.‏

وبقي في خدمته كتبغابدمشق‏.‏

وكان بطلًا شجاعًا‏.‏

قاتل يوم عبن جالوت‏.‏

فلما انهزمت التتار جيء به إلى الملك المظفر فضرب عنقه‏.‏

والمحب عبد الله بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي المحدث مفيد الجبل‏.‏

روى عن الشيخ الموفق وابن البن وابن الزبيدي‏.‏

ورحل إلى بغداد فسمع من ابن القبيطي وعلي بن أبي الفخار وطبقتهما‏.‏

وكتب الكثير وعني بالحديث أتم عناية‏.‏

توفي في جمادى الآخرة وله أربعون سنة‏.‏

وابن الخشوعي أبو محمد عبد الله بن بركات بن إبراهيم الدمشقي‏.‏

سمع من يحيى الثقفي وابيه وعبد الرزاق النجار واجاز له السلفي وطائفة‏.‏

توفي في أواخر صفر‏.‏

والعماد عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي الجماعيلي الحنبلي المؤدب‏.‏

سمع من وابن العجمي أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن ابن الحسين الحلبي الشافعي‏.‏

روى عن يحيى الثقفي وابن طبرزد‏.‏

ودرس وافتى‏.‏

عذبه التتار على المال حتى هلك في الرابع والعشرين من صفر‏.‏

والملك المظفر سيف الدين قطز المعزي‏.‏

كان بطلًا شجاعًا دينًا مجاهدًا‏.‏

انكسرت التتار على يده واستعاد منهم الشام‏.‏

وكان أتابك الملك المنصور على ولد أستاذه فلما رآه لايغني شيئًا عزله وقام في السلطنة‏.‏

وكان شابًا أشقر وافر اللحية ذكر أنه قال‏:‏ أنا محمود بن ممدود ابن اخت السلطان خوارزم شاه‏.‏

وأنه كان لتاجر في القصاعين بدمشق‏.‏

وقبره بالقصير من رمل مصر قد عفر أثره‏.‏

وكتبغا المغلي نوين مقدم التتار ونائب الشام لهولاوو‏.‏

قتله أقوش الشمسي في المصاف‏.‏

وكان عظيمًا عند التتار معتمدًا عليه لشجاعته ورأيه ودهائه وحزامنه وخبرته بالحروب والحسارات كان هولاكو يتيمن برأيه ويحترمه‏.‏

وكان شيخًا مسنًا كافرًا يميل إلى النصارى‏.‏

والفقيه شيخ الإسلام أبو عبد اله محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن عيسى اليونيني الحنبلي الحافظ‏.‏

ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة بيونين‏.‏

ولبس الخرقة من الشيخ عبد الله البطائحي عن الشيخ عبد القادر ورباه الشيخ عبد الله اليونيني وتفقه على الشيخ الموفق وسمع من الخشوعي وحنبل‏.‏

وكان يكرر على الجمع بين الصحيحين وكان يكرر على أكثر مسند أحمد‏.‏

ونال من الحرمة والتقدم ما لم ينله أحد‏.‏

وكانت الملوك تقبل يده‏.‏

وتقدم مداسه‏.‏

وكان إمامًا عالمًا علامة زاهدًا خاشعًا قانتًا لله عظيم الهيبة منور الشيبة مليح الصورة حسن السمت والوقار توفي في تاسع عشر رمضان ببعلبك‏.‏

والأكال الشيخ محمد بن خليل الحوراني ثم الدمشقي‏.‏

عاش ثمانيًا وخمسين سنة‏.‏

وكان صالحًا خيرًا مؤثرًا لا يكاد يأكل لأحد شيئًا إلابأجرة‏.‏

وله في ذلك حكايات‏.‏

وابن الأبار الحافظ العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي الكاتب الأديب أحد أئمة الحديث‏.‏

قرأ القراءات وعني بالأثر وبرع في البلاغة والنظم والنثر‏.‏

وكان ذا جلالة ورئاسة‏.‏

قتله صاحب تونس ظلمًا في العشرين من المحرم وله ثلاث وستون سنة‏.‏

ومحمد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة أبو عبد الله المقدسي الجماعيلي‏.‏

سمع من محمد بن حمزة بن أبي الصقر وعبد الرزاق النجار ويحيى الثقفي وطائفة‏.‏

وكان آخر من روى بالإجازة عن شهدة‏.‏

وهو شيخ صالح متعفف تال لكتاب الله يؤم بمسجد ساوية من عمل نابلس ‏,‏ فاستشهد على يد التتار في جمادى الأولى وقد نيف على التسعين‏.‏

والملك الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر شهاب الدين غازي ابن العادل صاحب ميافارقين‏.‏

ملك سنة خمس وأربعين‏.‏

وكان عالمًا فاضلًا شجاعًا عادلًا محسنًا إلى الرعية ذا عبادة وورع‏.‏

ولم يكن في بيته من يضاهيه‏.‏

حاصرته التتار عشرين شهرًا حتى فني أهل البلد بالوباء والقحط ثم دخلوا وأسروه‏.‏

فضرب هولاوو عنقه بعد أخذ حلب وطيف برأسه ثم علق على باب الفراديس ثم دفنه المسلمون بمسجد الرأس داخل الباب‏.‏

بلغني أن التتار دخلوا البلد فوجدوا به سبعين نفسًا بعد ألوف كثيرة‏.‏

والضياء القزويني الصوفي أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد‏.‏

ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة‏.‏

بحلب‏.‏

وروى عن يحيى الثقفي‏.‏

توفي في ربيع الآخر‏.‏

وابن قوام الشيخ الزاهد الكبير أبو بكر بن قوام بن علي بن قوام البالسي‏.‏

جد شيخنا أبي عبد الله محمد بن عمر‏.‏

كات زاهدًا عابدًا قدوة صاحب حال وكشف وكرامات‏.‏

وله رواية وأتباع‏.‏

ولد سنة أربع وثمانين وخمس مائة وتوفي في سلخ رجب سنة ثمان ببلاد حلب‏.‏

ثم نقل تابوته ودفن بجبل قاسيون في أول سنة سبعين‏.‏

وقبره ظاهر يزار‏.‏

وحسام الدين أبو علي بن محمد بن أبي علي الهذباني الكردي‏.‏

من كبار الدولة وأجلائها‏.‏

وكان له اختصاص زائد بالملك الصالح نجم الدين‏.‏

ناب في سلطنة دمشق له ثم في سلطنة مصر وحج سنة تسع وأربعين ثم أصابه في آخر عمره صرع‏.‏

وتزايد به حتى مات‏.‏

ولد بحلب سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة وله شعر جيد‏.‏

وأبو الكرم لاحق بن عبد المنعم بن قاسم الأنصاري الأرتاحي ثم المصري الحنبلي اللبان‏.‏

سمع من عم جده أبي عبد الله الأرتاحي وتفرد بالإجازة من المبارك بن الطباخ‏.‏

وكان صالحًا متعففًا‏.‏

روى عنه الزكي عبد العظيم مع تقدمه‏.‏

توفي بمصر في جمادى الآخرة‏.‏

سنة تسع وخمسين وست مائة في المحرم اجتمع خلق من التتار نجوا من يوم عين جالوت والذين كانوا بالجزيرة فأغاروا على حلب ثم ساقوا إلى حمص لما بلغهم مصرع الملك المظفر فصادفوا على حمص حسام الدين الجوكندار والمنصور صاحب حماة والأشرف صاحب حمص في ألف وأربع مائة والتتار في ستة ألاف‏.‏

فالتقوهم وحمل المسلمون حملة صادقة‏.‏

وكان النصر‏.‏

ووضعوا السيف في الكفار قتلًا حتى أبادوا أكثرهم وهرب مقدمهم بيدرا بأسوأ حال‏.‏

ولم يقتل من المسلمين سوى رجل واحد‏.‏

وأما دمشق فإن الحلبي دخل القلعة فنازله عسكر مصر وبرز إليهم وقاتلهم ثم رد‏.‏

فلما كان في الليل هرب وقصد قلعة بعلبك وعصى بها‏.‏

فقدم علاء الدين قيبرسالوزيري وقبض على الحلبي من بعلبك‏.‏

وقيده‏.‏

فحبسه الملك الظاهر مدة طويلة‏.‏

وفي رجب بويع المستنصر بالله أحمد بن الظاهر محمد بن الناصر لدين الله العباسي الأسود وفوض الأمر إلى الملك الظاهر بيبرس‏.‏

ثم قدما دمشق‏.‏

فعزل عن القضاء نجم الدين ابن سني الدولة بابن خلكان‏.‏

ثم سار المستنصر ليأخذ بغداد ويقيم بها‏.‏

وكان أقواش البرلو قد بايع بحلب الحاكم بأمر الله‏.‏

فلما قدم السلطان تسحب الحاكم ثم اجتمع بالمستنصر وبايعه‏.‏

وكان فيآخر العام مصاف بينه وبين التتار الذين بالعراق فعدم المستنصر في الوقعة وانهزم الحاكم فنجا‏.‏

وفيها توفي الأرتاحي أبو العباس أحمد بن حامد بن أحمد بن حمد الأنصاري المصري الحنبلي‏.‏

قرأ القراءات لى والده وسمع من جده لأمه أبي عبد الله الأرتاحي وابن ياسين والبوصيري‏.‏

ولازم الحافظ عبد الغني فأكثر عنه‏.‏

توفي في رجب‏.‏

وإبراهيم بن سهل الإشبيلي اليهودي شاعر زمانه بالأندلس‏.‏

غرق في البحر‏.‏

والصفي بن مرزوق إبراهيم بن عبد الله بن هبة الله العسقلاني الكاتب‏.‏

ولد سنة سيع وسبعين وخمس مائة وكان متمولًا وافر الحرمة وزر مرة وتوفي بمصر في ذي القعدة‏.‏

والشرف حسن بن الحافظ أبي موسى عبد الله ابن الحافظ عبد الغني أبو محمد المقدسي الحنبلي‏.‏

ولد سنة خمس وست مائة وسمع من الكندي ومن بعده وبرع في المذهب ودرس بالجوزية مدة‏.‏

توفي في المحرم‏.‏

والباخرزي الإمام القدوة الحافظ العارف سيف الدين أبو المعالي سعيد ابن المطهر صاحب الشيخ نجم الدين الكبري‏.‏

كان إمامًا في السنة رأسًا في التصوف روى عن نجم الدين أبي الجناب وعلي بن محمد الموصلي وأبي رشيد الغزال‏.‏

وخرج أربعين حديثًا‏.‏

والشارعي العالم الواعظ جمال الدين عثمان بن مكي بن عثمان بن إسماعيل السعدي الشافعي‏.‏

سمع الكثير من قاسم بن إبراهيم المقدسي والبوصيري وطبقتهما‏.‏

وكان صالحًا متعففًا مشهورًا جليلًا‏.‏

توفي في ربيع الآخر‏.‏

وصاحب صهيون مظفر الدين عثمان بن منكورس‏.‏

تملك صهيون بعد والده ثلاثًا وثلاثين سنة‏.‏

وكان حاومًا سائسًا مهيبًا‏.‏

عمر تسعين سنة‏.‏

ودفن بقلعة صهيون‏.‏

وتملك بعده ابنه سيف الدين محمد‏.‏

والملك الظاهر غازي شقيق السلطان الملك الناصر يوسف‏.‏

وأمهما تركية‏.‏

كان مليح الصورة شجاعًا جوادًا‏.‏

قتل مع أخيه بين يدي هولاكو‏.‏

وابن سيد الناس الخطيب الحافظ أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله ابن محمد اليعمري الإشبيلي‏.‏

ولد سنة سبع وتسعين وعني بالحديث فأكثر وحصل الأصول النفسية وختم به معرفة الحديث بالمغرب‏.‏

توفي بتونس في رجب‏.‏

والصائن النعال أبو الحسن محمد بن الأنجب بن أبي عبد الله البغدادي الصوفي ولد سنة خمس وسبعين وسمع من جده لأمه هبة الله بن رمضان وظاعن الزبيري وأجاز له وفاء بن اليمني وابن شاتيل وطائفة‏.‏

وله مشيخة توفي في رجب‏.‏

والمتيجي محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن مغنين ضياء الدين الإسكندراني الفقيه المالكي المحدث الرجل الصالح أحد من عنى بالحديث‏.‏

روى عن عبد الرحمن بن موقا فمن بعده وكتب الكثير‏.‏

توفي في جمادى الآخرة‏.‏

وابن درباس القاضي كمال الدين أبو حامد محمد ابن قاضي القضاة صدر الدين عبد الملك الماراني المصري الشافعي الضرير‏.‏

ولد سنة ست وسبعين وخمس مائة فأجاز له السلفي وسمع من البوصيري والقاسم بن عساكر‏.‏

ودرس وأفتى واشتغل وجالس الملوك‏.‏

توفي في شوال‏.‏

ومكي بن عبد الرزاق بن يحيى بن عمر بن كامل أبو الحرم الزبيدي المقدسي ثم العقرباني‏.‏

والملك الناصر صلاح الدين بن يوسف بن العزيز محمد بن الظاهر غازي ابن السلطان صلاح الدين صاحب الشام‏.‏

ولد سنة سبع وعشرين وست مائة وسلطنوه بعد أبيه سنة أربع وثلاثين ودبر المملكة شمس الدين لؤلؤ والأمر كله راجح إلى جدته الصاحبة صفية ابنة العادل‏.‏

ولهذا سكت الملك الكامل لأنها أخته‏.‏

فلما ماتت سنة أربعين اشتد الناصر واشتغل عنه الكامل بعمه الصالح‏.‏

ثم فتح عسكره له حمص سنة ست وأربعين ثم سار هو وتملك دمشق بلا قتال سنة ثمان وأربعين فوليها عشر سنين وفي سنة اثنتين وخمسين دخل بابنة السلطان علاء الدين صاحب الروم وهي بنت خالة أبيه العزيز‏.‏

وكان حليمًا جوادًا موطأ الأكتاف حسن الأخلاق محببًا إلى الرعية فيه عدل في الجملة وقلة جور وصفح‏.‏

وكان الناس معه في بلهنية من العيش لكن مع إدارة الخمر والفواحش وكان للشعراء دولة بأيامه لأنه كان يقول الشعر ويجيز عليه‏.‏

ومجلسه مجلس ندماء وأدباء‏.‏

خدع وعمل عليه حتى وقع في قبضة التتار فذهبوا به إلى هلاوو فأكرمه فلما بلغه كسرة جيشه على عين جالوت غضب وتنمر وأمر بقتله‏.‏

فتذلل له وقال‏:‏ ماذنبي فأمسك عن قتله‏.‏

فلما بلغه كسرة بيدراعلى حمص استشاط غضبًا وأمر بقتله وقتل أخيه الظاهر‏.‏

وقيل بل قتله في الخامس والعشرين من شوال عام ثمانية‏.‏

وكان شاباص أبيض مليحًا حسن الشكل بعينه قبل‏.‏

في أوائل رمضان أخذت التتار الموصل بخديعة بعد حصار أشهر وطمنوا الناس وخربوا السور‏.‏

ثم بذلوا السيف تسعة أيام وأبقوا على صاحبها الملك الصالح إسماعيل بن لولو أيامًا ثم قتلوه وقتلوا ولده علاء الدين‏.‏

وفيها وقع الخلف بين بركة صاحب دست القفجاق وابن عمه هولاوو‏.‏

وفيها توفي أحمد بن عبد المحسن بن محمد الأنصاري أخو شيخ شيوخ حماة‏.‏

روى عن عبد الله ابن أبي المجد الحربي وغيره‏.‏

والمستنصر بالله أبو القاسم أحمد بن الظاهر بأمر الله محمد بن الناصر لدين الله العباسي الأسود‏.‏

قدم مصر وعقد له مجلس فأثبتوا نسبه‏.‏

ثم بدأ الملك الظاهر بمبايعته ثم الأعيان على مراتبهم‏.‏

ولقب بلقب أخيه صاحب بغداد‏.‏

ثم صلى بالناس يوم الجمعة وخطب ثم ألبس السلطان خلعة بيده وطوقه وأمر له بكتابة تقليد بالأمر‏.‏

وركب السلطان بتلك الخلعة الخليفة وزينت القاهرة وهوالثامن والثلاثون من خلفاء بني العباس‏.‏

وكان جسيمًا شجاعًا عالي الهمة‏.‏

رتب له السلطان أتابك وأستاذ دار وحاجبًا وكاتب إنشاء وجعل له خزانة ومائة فرس وثلاثين بغلًا وستين حملًا وعدة مماليك‏.‏

فلما قدم دمشق وسار إلى العراق وجد بهجانة الحاكم في سبع مائة نفس‏.‏

فاستماله وأنزله معه في دهليزه‏.‏

فتجمعت المغول بالعراق في نحو خمسة آلاف

ثم دخل المستنصر هيت في ذي الحجة في التاسع والعشرين ونهب من بها من الذمة‏.‏

ثم التقى المسلمون والتتار في ثالث المحرم فانهزم التركمان والعرب وأحاطت التتار بعسكر المستنصر‏.‏

فحرقوا وساقوا على حمية‏.‏

فنجا طائفة منهم الحاكم‏.‏

وقتل المستنصر‏.‏

وأضمرته البلاد‏.‏

وقيل إنه قتل ثلاثة من التتار ثم تكاثروا عليه فاستشهد‏.‏

والعز الضرير الفيلسوف الرافضي حسن بن محمد بن أحمد بن نجا الإربلي‏.‏

كان بصيرًا بالعربية رأسًا في العقليات‏.‏

كان يقرىء المسلمين والذمة بمنزله‏.‏

وله حرمة وهيبة مع فساد عقيدته وتركه للصلاة ووساخة هيئته‏.‏

مات في ربيع الآخر عن أربع وسبعين سنة بدمشق‏.‏

وعز الدين شيخ الإسلام أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي الدمشقي الشافعي‏.‏

ولد سنة ثمان وسبعين وحضر أحمد بن حمزة ابن الموازيني وسمع من عبد اللطيف بن أبي سعد والقاسم بن عساكر‏.‏

وبرع في الفقه والأصول والعربية ودرس وأفتى وصنف وبلغ رتبة الإجتهاد‏.‏

وانتهت إليه رئاسة المذهب مع الزهد والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلابة في الدين‏.‏

قال قطب الدين‏:‏ كان مع شدته فيه حسن محاضرة بالنوادر والأشعار‏.‏

يحضر السماع ويرقص‏.‏

مات في عاشر جمادى الأولى وشيعه الملك الظاهر‏.‏

والتاج عبد الوهاب بن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد الدمشقي بن عساكر‏.‏

سمع الكثير من الخشوعي وطبقته‏.‏

وولي مشيخة النورية بعد والده‏.‏

وحج وزار ولده أمين الدين عبد الصمد وجاور قليلًا‏.‏

ثم توفي في حادي عشر جمادى الأولى بمكة‏.‏

ونقيب الأشراف بهاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد الحسيني بن أبي الجن‏.‏

سمع حضورًا وله أربع سنين من يحيى الثقفي وابن صدقة‏.‏

توفي في رجب‏.‏

وابن العديم الصاحب العلامة كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي الحلبي‏.‏

من بيت القضاء والحشمة‏.‏

ولد سنة بضع وثمانين وخمس مائة وسمع من ابن طبرزد وبدمشق من الكندي وببغداد والقدس والنواحي‏.‏

وأجاز له المؤيد وخلق‏.‏

وكان قليل المثل عديم النظير فضلًا ونبلًا ورأيًا وحزمًا وذكاء وبهاء وكتابة وبلاغة‏.‏

ودرس وأفتى وصنف‏.‏

وجمع تاريخًا لحلب في نحو ثلاثين مجلدًا‏.‏

وولي خمسة من آبائه على نسق القضاء‏.‏

وقد ناب في سلطنة دمشق وعلم عن الملك الناصر‏.‏

توفي بمصر في العشرين من جمادى الأولى‏.‏

والضياء عيسى بن سليمان بن رمضان أبو الروح التغلبي المصري القرافي الشافعي‏.‏

آخر من روى صحيح البخاري عن منجب المرشدي مولى مرشد المديني‏.‏

توفي في رمضان عن تسعين سنة‏.‏

والشمس الصقلي أبو عبد الله محمد بن سليمان أبو الفضل الدمشقي الدلال في الأملاك‏.‏

سمع من ابن صدقة الحراني وإسماعيل الجنزوري وأبي الفتح المندائي‏.‏

وقرأ الختمة على أبي الجود‏.‏

ولد سنة ثلاث وسبعين وتوفي في أواخر صفر‏.‏

وابن عرق الموت أبو بكر محمد بن فتوح بن خلوف بن يخلف ابن مصال الهمذاني الإسكندراني‏.‏

سمع من التاج المسعودي وابن موقا وأجازه أبو سعد بن أبي عصرون والكبار‏.‏

وتفرد عن جماعة‏.‏

توفي في جمادى الأولى‏.‏

وابن زبلاق الشاعر المشهور الأجل محيي الدين يوسف بن يوسف بن يوسف بن سلامة الموصلي العباسي الكاتب‏.‏

قتله التتار بالموصل في آخر شعبان‏.‏

وأبو بكر بن علي بن مكارم بن فتيان الأنصاري المصري‏.‏

روى عن البوصيري وجماعة وتوفي في المحرم‏.‏

سنة إحدى وستين وست مائة في ثامن المحرم عقد مجلس عظيم للبيعة‏.‏

وجلس الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد ابن الأمير أبي علي بن علي بن أبي بكر ابن الخليفة المسترشد بالله بن المستظهر العباسي‏.‏

فأقبل عليه الملك الظاهر ومد يده إليه وبايعه بالخلافة‏.‏

ثم بايعه الأعيان‏.‏

وقلد حينئذ السلطنة للملك الظاهر‏.‏

فلما كان من الغد خطب بالناس خطبة مليحة أولها‏:‏ الحمد لله الذي أقام لآل العباس ركنًا وظهيرًا‏.‏

ثم كتب بدعوته وإمامته إلى الأقطار‏.‏

وبقي في الخلافة أربعين سنة وأشهرًا‏.‏

وفيها خرج الظاهر إلى الشام وتحيل على صاحب الكرك الملك المغيث حتى نزل إليه‏.‏

وكان آخر العهد به‏.‏

وأعطى ولده بمصر خبز مائة فارس‏.‏

ثم قبض على ثلاثة أنكروا أنكروا عليه إعدامه المغيث وهم‏:‏ بلبان الرشيدي وأقوش البرلي وأيبك الدمياطي وكانوت نظراء له في الجلالة والرتبة‏.‏

وفيها وصل كرمون المقدم في طائفة كبيرة من التتار قد أسلموا‏.‏

فأنعم عليهم الملك الظاهر‏.‏

وفيها راسل بركة الملك الظاهر‏.‏

ثم كانت وقعة هائلة بين بركة وبين ابن عمه هولاوو‏.‏

فانهزم هولاوو ولله الحمد‏.‏

وقتل خلق من رجاله وغرق خلق‏.‏

وفيها توفي الحسن بن علي بن منتصر أبو علي الفاسي ثم الإسكندراني الكتبي‏.‏

آخر أصحاب عبد المجيد بن خليل‏.‏

توفي في ربيع الآخر‏.‏

وسليمان بن خليل العسقلاني الفقيه‏.‏

خطيب الحرم أبو الربيع الشافعي سبط عمر بن عبد المجيد الميانسي‏.‏

روى عن زاهر بن رستم وغيره‏.‏

وتوفي في المحرم‏.‏

والرسعني العلامة عز الدين عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر المحدث المفسر الحنبلي‏.‏

ولد سنة تسع وثمانين وسمع بدمشق من الكندي وببغداد من ابن منينا‏.‏

وصنف تفسيرًا جيدًا‏.‏

وكان شيخ الجزيرة في زمانه علمًا وفضلًا وجلالة‏.‏

توفي في ثاني عشر ربيع الآخر‏.‏

والأنباري المفتي جمال الدين عبد الرحمن بن سالم الأنصاري الحنبلي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي‏.‏

سمع من الكندي وعبد القادر الحافظ وطائفة‏.‏

وتفقه بالموفق المقدسي‏.‏

توفي في ربيع الآخر‏.‏

والعز بن العز الحافظ المحدث أبو محمد عبد الرحمن بن عز الدين محمد ابن الحافظ الكبير عبد الغني المقدسي‏.‏

ولد سنة ست مائة‏.‏

وسمع من الكندي وطبقته‏.‏

وتفقه على الموفق ورحل فسمع من الفتح بن عبد السلام وطبقته‏.‏

ثم رحل إلى مصر وكتب الكثير‏.‏

وكان يفهم ويذاكر‏.‏

توفي في ذي الحجة‏.‏

والناشري المقرئ البارع تقي الدين عبد الرحمن بن مرهف المصري‏.‏

قرأ القراءات على أبي الجود‏.‏

وتصدر للإقراء وبعد صيته‏.‏

توفي في شوال عن نيف وثمانين سنة‏.‏

وابن بنين أثير الدين عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري الشافعي القباني الناسخ‏.‏

ولد سنة خمس وسبعين‏.‏

وسمع من عشير الجبلي فكان آخر أصحابه‏.‏

وسمع من طائفة وأجاز له عبد الله بن بري وعبد الرحمن السبي‏.‏

وانتهى إليه علو الإسناد بمصر مع صلاح وسكون‏.‏

توفي وعلي بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي‏.‏

ثم الدمشقي الحنبلي روى عن الخشوعي وغيره‏.‏

توفي في رجب‏.‏

وكان مباركًا خيرًا‏.‏

والكمال الضرير شيخ القراء أبو الحسن علي بن شجاع بن سالم بن علي الهاشمي العباسي المصري الشافعي صاحب الشاطبي وزوج ابنته‏.‏

ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة‏.‏

قرأ القراءات على الشاطبي وشجاع المدلجي وأبي الجود‏.‏

وسمع من البوصيري وطائفة‏.‏

وتصدر للإقراء دهرًا وانتهت إليه رئاسة الإقراء‏.‏

وكان إمامًا يجري في فنون من العلم وفيه تودد وتواضع ولين ومروة تامة‏.‏

توفي في سابع ذي الحجة‏.‏

والعلم أبو القاسم والأصح أبو محمد القاسم بن أحمد بن موفق بن جعفر المرسي اللورقي المقرئ النحوي المتكلم‏.‏

شيخ القراء بالشام‏.‏

ولد سنة خمس وسبعين وخمس مائة وقرأ القراءات على ثلاثة من أصحاب ابن هذيل ثم قرأها على أبي الجود ثم على الكندي وسمع ببغداد من ابن الأخضر‏.‏

وكان عارفًا بالكلام والأصلين والعربية‏.‏

أقرأ واشتغل مدة‏.‏

وصنف التصانيف ودرس بالعزيزية نيابة وولي مشيخة الإقراء والنحو بالعادلية‏.‏

توفي في سابع رجب‏.‏

وقد شرح الشاطبية‏.‏

فيها توفي قاضي حلب كمال الدين أحمد بن قاضي القضاة زين الدين عبد الله بن عبد الرحمن ابن الأستاذ الأسدي الشافعي‏.‏

سمع حضورًا من الافتخار الهاشمي وسماعًا من جده وطائفة‏.‏

وكان صدرًا معظمًا كامل الرئاسة‏.‏

واسع الفضيلة‏.‏

ولي قضاء حلب في الدولتين الناصرية والظاهرية‏.‏

وبها توفي في نصف شوال‏.‏

وإسماعيل بن صارم الخياط أبو الطاهر الكناني العسقلاني ثم المصري‏.‏

روى عن البوصيري وابن ياسين‏.‏

توفي في جمادى الأولى‏.‏

والزين الحافظي سليمان بن المؤيد بن عامر العقرباني الطبيب‏.‏

طبب الملك الحافظ صاحب جعبر فنسب إليه‏.‏

ثم خدم الملك الناصر يوسف وعظم عنده وبعثه رسولًا إلى التتار فباطنهم ونصح لهم‏.‏

فأمره هولاوو وصار تتريًا خائنًا للمسلمين‏.‏

فسلط الله عليه مخدومه فقتل بين يديه لكونه كاتب الملك الظاهر وقتل معه أقاربه وخاصته‏.‏

وكانوا خمسين‏.‏

وشيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الدمشقي ثم الحموي الشافعي الأديب‏.‏

كان أبوه قاضي حماة‏.‏

ويعرف بابن الرقاء‏.‏

ولد هو بدمشق سنة ست وثمانين وكان مفرط الذكاء‏.‏

رحل به أبوه فسمعه من ابت كليب جزء ابن عرفة‏.‏

ومن ابن أبي المجد المسند كله‏.‏

وله محفوظات كثيرة وفضائل شهيرة وحرمة وجلالة‏.‏

توفي في ثامن رمضان‏.‏

والعماد بن الحرستاني أبو الفضائل عبد الكريم بن القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد الأنصاري الدمشقي الشافعي‏.‏

ولد سنة سبع وسبعين وسمع من الخشوعي والقاسم‏.‏

وتفقه على أبيه وأفتى وناظر وولي قضاء الشام بعد أبيه قليلًا ثم عزل‏.‏

ودرس بالغزالية مدة وخطب بدمشق‏.‏

وكان من جلة العلماء‏.‏

له سمت ووقار وتواضع‏.‏

ولي الدار الأشرفية بعد ابن الصلاح‏.‏

ووليها بعده شهاب الدين ابو شامة‏.‏

توفي في جمادى الأولى‏.‏

والضياء ابن البالسي أبو الحسن علي بن محمد بن علي المحدث الخطيب العدل الشروطي‏.‏

ولد سنة خمس وست مائة‏.‏

وسمع من ابن البن وأجاز له الكندي‏.‏

وعني بهذا الشأن‏.‏

وكتب الكثير‏.‏

توفي في صفر‏.‏

والملك المغيث فتح الدين عمر بن العادل أبي بكر ابن الملك الكامل ابن العادل‏.‏

حبس بعد موت عمه الصالح بالكرك‏.‏

فلما قتلوا ابن عمه المعظم أخرجه معتمد الكرك الطواشي وسلطنه بالكرك‏.‏

وكان كريمًا مبذرًا للأموال‏.‏

فقل ماعنده حتى سلم الكرك إلى صاحب مصر ونزل إليه فخنقه‏.‏

وكذا خنق عمه أباه العادل وعاش كل منهما نحو ثلاثين سنة‏.‏

والبابشرقي أبو عبد اله محمد بن إبراهيم بن علي الأنصاري التاجر بجيرون‏.‏

روى عن الخشوعي وطائفة‏.‏

توفي في ربيع الأول‏.‏

وابن سراقة الإمام محيي الدين أبو بكر محمد بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الشاطبي شيخ دار الحديث الكاملية بالقاهرة‏.‏

ولد سنة اثنتين وتسعين وسمع من أبي القاسم أحمد بن بقي بالعراق من أبي علي بن الجواليقي وطبقته‏.‏

وله مؤلفات في التصوف‏.‏

توفي في العشرين من شعبان‏.‏

والملك الأشرف مظفر الدين موسى بن المنصور إبراهيم بن المجاهد أسد الدين شيركوه صاحب حمص‏.‏

ولد سنة سبع وعشرين وست مائة‏.‏

وتملك حمص سنة أربع وأربعين فأخذت منه سنة ست‏.‏

ثم تملك الرحبة ثم سار إلى هولاوو فأكرمه وأعاد إليه حمص وولاه نيابة الشام مع كتبغا‏.‏

فلما قلع الله التتار راسل الملك المظفر من تدمر فأمنه وأقره على حمص‏.‏

فغسل هناته بيوم حمص وكسر التتار ونبل قدره‏.‏

وكان ذا حزم ودهلء وشجاعة وعقل‏.‏

توفي بحمص في صفر فيقال إنه سقي‏.‏

وتسلم الظاهر بلده وحواصله‏.‏

والجوكندار العزيز بن حسام الدين لاجين من أكبر أمراء دمشق‏.‏

كان محبًا للفقراء مؤثرًا لراحتهم يجمعهم على السماعات والسماطات التي يضرب بها المثل ويخدمهم بنفسه‏.‏

توفي في المحرم كهلًا‏.‏

والرشيد العطار الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله بن علي ابن مفرج القرشي الأموي النابلسي ثم المصري المالكي‏.‏

ولد سنة أربع وثمانين وسمع من البوصيري وإسماعيل بن ياسين والكبار‏.‏

فأكثر وأطاب وجمع المعجم وحصل الأصول‏.‏

وتقدم في الحديث‏.‏

ولي مشيخة

والقباري أبو القاسم بن منصور الإسكندراني الزاهد‏.‏

كان صالحًا قانتًا مخلصًا منقطع القرين في الورع‏.‏

كان له بستان يعمله منه وله ترجمة مفردة جمعها ناصر الدين بن المنير‏.‏

توفي في سادس شعبان‏.‏