فصل: سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة

حلف توزون أيمانًا صعبة للمتقي بالله فسار من الرقَّة واثقًا بإيمانه في المحرم فلما قرب من الأنبار جاء توزون وتلقّاه وقبّل الأرض وأنزله في مخيَّم ضرب له ثم قبض على الوزير أبي الحسين بن أبي علي بن مقلة وكحل المتّقي بالله فصاح المسكين فصرخ النساء فأمر توزون يضرب بالدبادب حول المخيم وأدخل بغداد مسمولًا مخلوعًا وبويع عبد الله بن المكتفي ولقّب بالمستكفي بالله فلم يحل الحول على توزون واستولى أحمد بن بويه على واسط والبصرة والأهواز فسار توزون لحربه فدام القتال والمنازلة بينهما أشهرًا وابن بويه في استظهار ومرض توزون بعلّة الصَّرع واشتد الغلاء على ابن بويه فردّ إلى الأهواز وردّ توزون إلى بغداد وقد زاد به الصرع‏.‏

وفيها تملك سيف الدَّولة بن حمدان حلب وأعمالها وهرب متولّيها يانس المؤنس إلى مصر

فجهز الإخشيذ جيشًا فالتقاهم سيف الدولة على الرَّستن فهزمهم وأسر منهم ألف نفس وافتتح الرَّستن ثم سار إلى دمشق فملكها‏.‏

فسار الإخشيذ ونزل على طبريّة فخامر خلق من عسكر سيف الدولة إلى الإخشيذ فردَّ سيف الدّولة وجمع وحشد فقصده الإخشيد فالتقاه بقنَّسرين وهزمه ودخل حلب وهرب سيف الدولة‏.‏

وأما بغداد فكان بها قحطٌ لم ير مثله وهرب الخلق فكان النساء يخرجن عشرين وعشرًا يمسك بعضهنّ ببعض ويصحن‏:‏ الجوع الجوع ثم تسقط الواحدة بعد الواحدة ميتة فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏

وفي شوال مات أبو عبد الله البريدي وقام أخوه أبو الحسين مقامه فأساء إلى الترك والدّيلم فهموا به وقدَّموا به عليهم أبا القاسم ولد أبي عبد الله فهرب عمدًا أبو الحسين ماشيًا فأتى هجر واستجار بالقرامطة فبعثوا معه جيشًا فنازل البصرة مدّة ثم اصطلحوا فمضى أبو الحسين إلى بغداد‏.‏

وفيها توفي الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الطحّان بالرَّملة ورحل إلى الشام والجزيرة والعراق وروي عن العباس بن الوليد البيروتي وطبقته‏.‏

وفيها أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني الأصبهاني رحل إلى الشام وفيها أبو علي اللُّؤلؤي محمد بن أحمد بن عمرو البصري راوية السنن عن أبي داود لزم أبا داود مدة طويلة يقرأ السُّنن للناس‏.‏

سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة فيها دثرت بغداد وتداعت لخراب من شدة القحط والفتن والجور فإن توزون أتابك الجيوش هلك بعلّة الصرع في المحرم بهيت ومعه كاتبه أبو جعفر بن شيرزاد فطمع في المملكة وحلف العساكر لنفسه وجاء فنزل بظاهر بغداد وخرجت إلى عنده الأتراك والدَّيلم فبعث إليه المستكفي بالله بالخلع ولم يكن معه مال فشرع في مصادرة التجار والدواوين‏.‏

وفيها اصطلح سيف الدولة والإخشيد وصاهره وتقرر لسيف الدولة حلب وحمص وأنطاكية وقصد معزّ الدولة أحمد بن بويه بغداد فاختفى الخليفة وابن شيرزاد وضعفا عنه فتسللت الأتراك إلى الموصل وأقامت الدَّيلم ببغداد ونزل معزّ الدولة بباب الشماسيّة وقدّم له الخليفة التقاديم والتحف ثم دخل في جمادي الأولى إلى خدمة الخليفة وبايعه فلقَّبه يومئذ معز الدولة ولقَّب إخوته عليّا‏:‏ عماد الدولة والحسن‏:‏ ركن الدولة وضربت لهم السكّة وظهر ابن شيرازاد وأتى إلى خدمة معز الدولة وخضع له واستوتقت المملكة لمعز الدولة فلما تمكن كحل المستكفي بالله وخلعه من الخلافة لأن علم القهرمانة كانت تأمر وتنهى وعملت دعوة عظيمة حضرها خرشيذ مقدّم الديلم وعدة أمراء فخاف معز الدولة من غائلتها وأيضًا فإن بعض الشيعة كان يثير الفتن فآذاه الخليفة وكان معز الدولة يتشّيع فلما كان في شهر جمادي الآخرة دخل الأمراء إلى الخدمة ودخل معزّ الدولة فتقدم اثنان فطلبا من المستكفي رزقهما فمدّ لها يده ليقبّلاها فجذباه إلى الأرض وسحباه فوقعت الضجّة ونهبت دور الخلافة وقبضوا على علم وعلى خواصّ الخليفة وساقوا الخليفة ماشيًا إلى دار معز الدولة وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر وصار ثلاثة خلفاء مسمولين وهو والذي قبله والقاهر ثم أحضر معزّ الدولة أبا القاسم الفضل بن المقتدر بالله فبايعه ولقَّبه المطيع لله وله يومئذٍ أربع وثلاثون سنة وقرر له معز الدولة كل يوم مائة دينار للنفقة وانحط دست الخلافة إلى هذه المنزلة وإيش هي المائة دينار و ما هي إلا بقيمة عشرة دنانير في الرخاء فإن في شعبان أكلوا ببغداد الميتات والآدميين ومات الناس على الطرق وبيع العقار بالرُّغفان‏.‏

واشترى المطيع كرَّ دقيق بعشرة الآن ألف درهم وجيّش ناصر الدولة ابن حمدان وجاء فنزل بسامرّا فالتقى هو ومعز الدولة فانكسر معز الدولة ودخل ناصر الدولة بغداد وملك الجانب الشرقي ونزل معز الدولة ومعه المطيع تبعًا له ثم تخاذل عسكر ناصر الدولة فانهزم‏.‏

ودخل معز الدولة إلى وفيها توفي قاضي القضاة أبو الحسن أحمد بن عبد الله الخرقي ولي قضاء واسط ثم قضاء مصر ثم قضاء بغداد في سنة ثلاثين وكان قليل العلم إلى الغاية إنما كان هو وأبوه وأهله من كبار العدول فتعجّب الناس من ولايته لكنه ظهرت منه صرامة وعفة وكفاءة‏.‏

وفيها أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السُّلمي الدمشقي في جمادى الأولى وله بضعٌ وتسعون سنة تفرّد بالرواية عن جماعة وحدّث عن موسى بن عامر المرِّي ومحمد بن إسماعيل بن عليَّة وطبقتهما‏.‏

وفيها الصَّنوبري الشاعر أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الضبِّي الحلبي وشعره في الذروة العليا‏.‏

وفيها الحسين بن يحيى بن عيّاش أبو عبد الله المتُّوثي القطَّان في جمادي الآخرة ببغداد وله خمس وتسعون سنة‏.‏

روى عن أحمد بن المقدام العجلي وجماعة وآخر من حدَّث عنه هلال الحفّار‏.‏

وفيها عثمان بن محمد أبو الحسين الذَّهبي البغدادي بحلب روى عن أبي بكر بن أبي الدنيا وطبقته‏.‏

وفيها علي بن إسحاق المادرائي أبو الحسن محدّث البصرة‏.‏

روى عن عليّ بن حرب وطائفة‏.‏

وفيها الوزير العادل أبو الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح البغدادي الكاتب وزر مرّات للمقتدر ثم للقاهر‏.‏

وكان محدّثًا عالمًا ديّنا حيّرا كبير الشأن عالي الإسناد‏.‏

روى عن أحمد بن بديل والحسن الزَّعفراني وطائفة وعاش تسعين سنة وكان في الوزراء كعمر بن بن عبد العزيز في الخلفاء‏.‏

قال أحمد بن كامل القاضي‏:‏ سمعت الوزير علي بن عيسى يقول‏:‏ كسبت سبعمائة ألف دينار أخرجت منها في وجوه البرّ ستمائة ألف وثمانين ألف دينار‏.‏

آخر من روى عنه ابنه عيسى في أماليه‏.‏

وفيها الإمام أبو القاسم الخرّقي عمر بن الحسين البغدادي الحنبلي صاحب ‏[‏المختصر‏]‏‏.‏ في الفقه بدمشق ودفن بباب الصغير‏.‏

وفيها الحافظ أبو علي القشيري محمد سعيد الحرّاني نزيل الرقَّة ومؤرخها روى عن سليمان بن سيف الحراني وطبقته وتوفي في هذا العام أو فيما بعده‏.‏

وفيها الإخشيذ أبو بكر محمد بن طغج بن جفّ التركي الفرغاني صاحب مصر والشام ولي ديار مصر سنة إحدى وعشرين ثم أضيف إليه دمشق وغيرها في سنة ثلاث وعشرين‏.‏

والإخشيذ بالتركي‏:‏ ملك الملوك وطغج عبد الرحمن وهو من أولاد ملوك فرغانة وكان جدّه جفّ من الترك الذين حملوا إلى المعتصم فأكرمه وقرّبه ومات في العام الذي قتل فيه المتوكل فاتصل طغج بابن طولون وصار من كبار أمرائه وكان الإخشيذ شجاعًا حازمًا يقظًا شديد البطش لا يكاد أحد يجرُّ قوسه توفي بدمشق في ذي الحجة وله ست وستون سنة ودفنوه ببيت المقدس‏.‏

وكان له ثمانية آلاف مملوك وفيها القائم بأمر الله أبو القاسم نزار بن المهدي عبيد الله الدَّعي الباطني صاحب المغرب وقد سار مرتين إلى مصر ليملكها فما قدِّر له وجرت له أمور يطول شرحها ومات بالمهديّة في شوال وهو تحت حصار مخلد بن كيداد البربري له وكان مولده بسلميّة في حدود الثمانين ومائتين وقام بعده ابنه المنصور إسماعيل‏.‏

وفيها الشَّبلي أبو بكر الزاهد صاحب الأحوال والتصوف قرأ في أول أمره الفقه وبرع في مذهب مالك ثم سلك وصحب الجنيد وكان أبوه من حجّاب الدولة ورد أنه سئل‏:‏ إذا اشتبه على المرأة دم الحيض بدم الاستحاضة كيف تصنع فأجاب بثمانية عشر جوابًا للعلماء‏.‏

سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة

فيها ملك سيف الدَّولة دمشق بعد موت الاخشيذ فجاءته جيوش مصر فدفعته إلى الرقَّة بعد حروب وأمور واصطلح معز الدولة بن بويه وناصر الدولة بن حمدان‏.‏

وفيها توفي أبو العباس بن القاصّ أحمد بن أبي أحمد الطبري الشافعي وله مصنفات مشهورة تفقه على ابن سريج‏.‏

وفيها المطيري المحدث أبو بكر محمد بن جعفر الصيرفي ببغداد وكان ثقة مأمونًا‏.‏

روى عن الحسن بن عرفة وطائفة‏.‏

وفيها الصولي أبو بكر محمد بن يحيى البغدادي الأديب الأخباري العلامة صاحب التصانيف أخذ الأدب عن المبرّد وثعلب وروى عن أبي دود السِّجستاني وطائفة ونادم غير واحد من الخلفاء وجدّه الأعلى هو صول ملك جرجان‏.‏

وفيها الهيثم بن كليب الحافظ أبو سعيد الشَّاشي صاحب المسند ومحدث ما وراء النهر روى عن عيسى بن أحمد البلخي وهو ثقة‏.‏

سنة ست وثلاثين وثلاثمائة فيها سار المطيع ومعز الدولة إلى البصرة لمحاربة أبي القاسم بن أبي عبد الله البريدي فتفرق وفيها ظفر المنصور العبيدي بمخلد بن كيداد وقتل قوّاده ومزّق جيشه‏.‏

وفيها توفي الحافظ أبو الحسين بن المنادي وهو أحمد بن جعفر بن الشيخ أبي جعفر محمد بن أبي داود عبيد الله البغدادي وله ثمانون سنة صنّف وجمع وسمع من جدَّه وخلق كثير‏.‏

وفيها حاجب بن أحمد بن يرحم أبو محمد الطوسي وهو معمَّر ضعيف الحديث زعم أنه ابن مائة وثمان سنين‏.‏

و حدّث عن محمد بن رافع والذُّهلي والكبار‏.‏

وفيها أبو العباس الأثرم محمد بن أحمد ب أحمد بن حماد المقرئ البغدادي وله ست وتسعون سنة روى عن الحسن بن عرفة وعمر بن شبَّة والكبار و توفي بالبصرة‏.‏

والحكيمي محمد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب ببغداد في ذي الحجة روى عن زكريا بن يحيى المروزي وطبقته‏.‏

والميداني أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل النيسابوري في رجب فجأة وكان عنده جزء من الذُّهلي وهو الذي تفرّد به سبط السَّلفي‏.‏

وفيها أبو طاهر المحمَّد أباذي محمد بن الحسن بن محمد النيسابوري أحد أئمة اللسان‏.‏

روى عن أحمد بن يوسف السُّلمي وطائفة وببغداد عن عباس الدُّوري وذويه وكان إمام الأئمة ابن خزيمة إذا شك في لغة سأله‏.‏

فيها كان الغرق ببغداد وبلغت الدجلة أحدا وعشرين ذراعًا وهلك خلق تحت الهدم‏.‏

وفيها قوي معزّ الدولة على صاحب الموصل ابن حمدان وقصده ففرّ ابن حمدان إلى نصيبين ثم صالحه على حمل ثمانية آلاف ألف في السنة‏.‏

وفيها خرجت الروم لعنهم الله وهزموا سيف الدولة على مرعش وملكوا مرعش‏.‏

وفيها توفي أبو إسحاق القرميسيني إبراهيم بن شيبان شيخ الصوفية ببلاد الجبل صحب إبراهيم الخواص وساح بالشام ومن قوله‏:‏ علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبوديّة وما كان غير هذا فهو من المغاليط والزندقة‏.‏

وفيها محمد بن علي بن عمر أبو علي النَّيسابوري المذكّر أحد الضعفاء سمع من أحمد بن الأزهر وأقرانه ولو اقتصر عليهم لكان منه خير ولكنه شره وحدَّث عن محمد بن رافع والكبار‏.‏

فترك‏.‏

سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة فيها ولي قضاء القضاة أبو السائب عتبة بن عبد الله ولم يحجَّ ركب العراق‏.‏

وفيها توفي المستكفي بالله أبو القاسم عبد الله بن المكتفي بالله علي بن المعتضد بالله بن الموفق أحمد العباسي الذي استخلف وسمل في سنة أربع وثلاثين كما ذكر وحبس حتى مات بنفث الدّم وله ست وأربعون سنة وكان أبيض جميلًا ربعة أكحل أقنى خفيف العارضين وأمُّه أمة‏.‏

وفيها أحمد بن سليمان بن زبّان أبو بكر الكندي الدمشقي الضرير ذكر أنه ولد سنة خمس وعشرين ومائتين وأنه قرأ على أحمد بن يزيد الحلواني وأنه سمع من هشام بن عمّار وابن أبي الحواري‏.‏

روى عنه تمّام الرّازي وعبد الرحمن بن أبي نصر ثم تركا الرواية عنه لما تبيّن أمره‏.‏

قال الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي‏.‏

كان غير ثقة‏.‏

وقال عبد العزيز الكتّاني‏:‏ كان يعرف بابن زبّان العابد لزهده وورعه‏.‏

وفيها أبو جعفر النحّاس أحمد بن محمد بن إسماعيل المصري النحوي وكان ينظر بابن الأنباري ونفطويه ببلده له تصانيف كثيرة وكان مقتّرًا على نفسه في لباسه وطعامه توفي في ذي الحجة‏.‏

وفيها إبراهيم بن عبد الرزّاق الأنطاكي المقرئ مقرئ أهل الشام في زمانه‏.‏

قرأ على قنبل وهارون الأخفش وعثمان بن خرّزاذ وصنّف كتابًا في القراءات الثمان وروى الحديث عن أبي أميّة الطَّرسوسي وطائفة وقيل توفي في السنة الآتية‏.‏

وفيها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت السَّامري القاضي نزيل دمشق ونائب الحكم بها وصاحب الجزء المشهور روى عن الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وطائفة من العراقيين والشاميين والمصريين وثَّقة الخطيب وتوفي في ربيع الآخر‏.‏

وفيها أبو علي الحضائري الحسن بن حبيب الدمشقي الفقيه الشافعي‏.‏

روى عن الربيع بن سليمان وابن عبد الحكم وحدّث بكتاب الأم للشافعي‏.‏

قال الكتّاني‏:‏ هو ثقة أنبل حافظ لمذهب الشافعي مات في ذي القعدة‏.‏

وفيها عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه بن فناخسرو الدَّيلمي صاحب بلاد فارس وهو أول من ملك من أخوته وكان الملك معز الدولة أحمد أخوه يتأدب معه ويقدّمه على نفسه عاش بضعًا وخمسين سنة وكانت أيامه ست عشرة سنة وملك فارس بعد ابن أخيه عضد الدولة ابن ركن الدولة‏.‏

وفيها علي بن محمد البصري أبو الحسن الواعظ هو بغداديّ أقام بمصر مدّة‏.‏

روى عن أحمد بن عبيد بن ناصح وأبي يزيد القراطيسي وطبقتهما‏.‏

وكان صاحب حديث له مصنّفات كثيرة في الحديث والزهد وكان مقدّم زمانه في الوعظ مات في ذي القعدة‏.‏

وفيها علي بن حمشاذ أبو الحسن النَّيسابوري الحافظ أحد الأئمة سمع الفضل بن محمد الشَّعراني وإبراهيم بن ديزيل وطبقتهما ورحل وطوّف وصنّف وله مسند كبير في أربعمائة جزء وأحكام في مائتين وستين جزءًا وتفسير في مئتي جزءٍ توفي فجأة في الحمّام وله ثمانون سنة‏.‏

قال أحمد بن إسحاق الضبُّعي‏:‏ صحبت علي بن حمشاذ في الحضر والسفر فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة‏.‏

وفيها محمد بن عبد الله بن دينار أبو عبد الله النَّيسابوري الفقيه الرجل الصالح سمع السَّري رحمه الله بن خزيمة واقرانه‏.‏

قال الحاكم‏:‏ كان يصوم النهار ويقوم الليل ويصبر عل الفقر ما رأيت في مشايخنا أصحاب الرأي أعبد منه‏.‏

سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فيها دخل سيف الدولة بن حمدان بلاد الروم في ثلاثين ألفًا فافتتح حصونًا وسبى وغنم فأخذت الروم عليه الدروب فاستولوا على عسكره قتلا وأسرًا ونجا هو في عدد قليل ووصل من سلم بأسوأ حال‏.‏

وفيها أعادت القرامطة الحجر الأسود إلى مكانه وكان الأمير بجكم قد دفع لهم فيه خمسين وفيها توفي الحافظ أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطّوسي البلاذري روى عن محمد بن أيوب بن الضُّريس وطبقته‏.‏

قال الحاكم‏:‏ كان واحد عصره في الحفظ والوعظ خرج صحيحًا على وضع مسلم‏.‏

وفيها حفص بن عمر الأردبيلي أبو القاسم الحافظ محدّث أذربيجان وصاحب التصانيف‏.‏

روى عن أبي حاتم الرّازي ويحيى بن أبي طالب وطبقتهما‏.‏

وفيها قاضي الإسكندرية علي بن عبد الله بن أبي مطر المعافري الإسكندراني الفقيه أبو الحسن المالكي وله مائة سنة روى عن محمد بن عبد الله بن ميمون صاحب الوليد بن مسلم وغيره‏.‏

وفيها القاضي ابن الأشناني أبو الحسين عمر بن الحسن ببغداد روى عن محمد بن عيسى بن حبّان المدائني وابن أبي الدنيا وعدّة ضعفَّه الدَّارقطني‏.‏

وفيها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد ابن بطة الأصبهاني الصفّار‏.‏

روى عن أسيد بن عاصم وابن أبي الدنيا وطبقتهما‏.‏

وصنّف في الزهد وغيره وصحب العبّاد وكان من أكثر الحفّاظ حديثًا‏.‏

قال الحاكم‏:‏ هو محدّث عصره ومجاب الدعوة لم يرفع رأسه إلى السماء كما بلغنا نيّفًا وأربعين وفيها القاهر بالله أبو منصور محمد بن المعتضد بالله أحمد بن طلحة بن جعفر العباسي سلمت عيناه وخلع في سنة اثنتين وعشرين وكانت خلافته سنة وسبعة أشهر وكان ربعة أسمر أصهب الشعر طويل الأنف ظالمًا فاتكًا سيئ السيرة وكان تارة بعد الكحل يحبس وتارة يترك فوقف يومًا بجامع المنصور بين الصفوف وعليه مبطنة بيضاء وقال‏:‏ تصدّقوا عليّ فأنا من قد عرفتم فقام أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي فأعطاه خمسمائة درهم ثم منع لذلك من الخروج فقيل إنه أراد أن يشنِّع بذلك على المستكفي بالله ولعلّه فعل ذلك يف أيام القحط توفي في جمادى الأولى وله ثلاث وخمسون سنة‏.‏

وفيها محدّث بغداد أبو جعفر محمد بن عمرو ابن البختري الرزّاز وله ثمان وثمانون سنة روى عن سعدان بن نصر ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقي وطائفة‏.‏

وفيها أبو نصر الفارابي صاحب الفلسفة محمد بن محمد طرخان التركي ذو المصنّفات المشهورة في الموسيقى التي من ابتغى الهدى فيها أضلّه الله وكان مفرط الذكاء قدم دمشق ورتّب له سيف الدولة كل يوم أربعة دراهم إلى أن مات وله نحو من ثمانين سنة‏.‏

سنة أربعين وثلاثمائة

سار الوزير أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي بالجيوش وقد استوزر عام أوّل فالتقى القرامطة فهزمهم واستباح عسكرهم وعاد بالأسارى‏.‏

وفيها جمع سيف الدولة جيشًا عظيمًا ووغل في بلاد الروم فغنم وسبى شيئًا كثيرًا وعاد سالمًا وأمن الوقت وذلّت القرامطة وحجّ الرَّكب‏.‏

وفيها توفي ابن الأعرابي المحدث الصوفي القدوة أبو سعيد أحمد ابن محمد بن زياد بن بشر البصري نزيل مكة في ذي القعدة وله أربع وتسعون سنة روى عن الحسن الزّعفراني وسعدان بن نصر وخلق كثير وجمع وصنّف ورحلوا إليه‏.‏

وفيها أبو إسحاق المروزي إبراهيم بن أحمد شيخ الشافعية وصاحب ابن سريج وذو التصانيف انتهت إليه رئاسة المذهب ببغداد وانتقل في آخر عمره إلى مصر فمات يف رجب ودفن عند ضريح الشافعي‏.‏

وفيها أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي الأديب ثقة رحّال مكثر أقام على أبي حاتم مدّة وجاور لأجل أبي يحيى بن أبي مسرة‏.‏

وفيها أبو علي الحسين بن صفوان البردعي صاحب أبي بكر بن أبي الدنيا ببغداد في شعبان‏.‏

وفيها العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث البخاري الفقيه شيخ الحنفية بما وراء النهر ويعرف بعبد الله الأستاذ وكان محدثًا جوّالًا رأسا في الفقه صنّف التصانيف وعمّر اثنتين وثمانين سنة وروى عن عبد الصمد بن الفضل وعبد الله بن واصل وطبقتهما‏.‏

قال أبو زرعة أحمد بن الحسين الحافظ‏:‏ هو ضعيف‏.‏

وقال الحاكم‏:‏ هو صاحب عجائب وأفراد عن الثقات‏.‏

وفيها أبو القاسم الزجّاجي عبد الرحمن بن إسحاق النَّهاوندي النحوي صاحب التصانيف أخذ عن أبي إسحاق الزجّاج وابن دريد وعلي ابن سليمان الأخفش وقد انتفع بكتابة الجمل خلق لا يحصون فقيل إنه جاور مدة بمكة وصنفه فيها‏.‏

وكان إذا فرغ الباب طاف أسبوعًا ودعا بالمغفرة اشتغل ببغداد ثم بحلب وبدمشق ومات بطبريّة في رمضان‏.‏

وفيها قاسم بن أصبغ الحافظ الإمام محدّث الأندلس أبو محمد القرطبي مولى بني أميَّة ويقال له البيّاني - وبيّانة محلَّةٌ بقرطبة - انتهى إليه التقدم في الحديث معرفةً وعلوًا‏.‏

سمع بقيّ بن مخلد وأقرانه ورحل سنة أربع وسبعين ومائتين فسمع محمد بن إسماعيل الصائغ بمكة وأبا بكر بن أبي الدنيا وأبا محمد بن قتيبة ومحمد بن الجهم وطبقتهم ببغداد وإبراهيم القصّار بالكوفة‏.‏

وصنّف كتابًا على وضع سنن أبي داود لكونه فاته لقيّه وكان إمامًا في العربية مشاورًا في الأحكام عاش ثلاثًا وتسعين سنة وتغيّر ذهنه يسيرًا قبل موته بثلاثة أعوام ومات في جمادى وفيها أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي الموصلي قدم بغداد وحدّث بها عن جدّه وعن جدّ أبيه وثّقه أبو حازم العبدوي ومات في رمضان‏.‏

وفيها أبو الحسن الكرخي شيخ الحنفية بالعراق واسمه عبيد الله بن حسين بن دلال‏.‏

روى عن إسماعيل القاضي وغيره وعاش ثمانين سنة انتهت إليه رئاسة المذهب وخرج له أصحاب أئمة وكان قانعًا متعفّفًا عابدًا صوّامًا كبير القدر رحمه الله‏.‏

سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة فيها اطلع الوزير المهلَّبي على جماعة من التناسخية فيهم رجل يزعم أن روح عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه انتقلت إليه وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة انتقلت إليها وآخر يدّعي أنه جبريل فضربهم فتعزُّوا بالانتماء إلى أهل البيت وكان ابن بويه شيعيًا فأمر بإطلاقهم‏.‏

وفيها أخذت الروم مدينة سروج فاستباحوها‏.‏

وفيها توفي أبو الطاهر المديني أحمد بن محمد بن عمرو الحامي محدّث مصر في ذي الحجة روي عن يونس بن عبد الأعلى وجماعة‏.‏

وفيها أبو علي الصَّفّار إسماعيل بن محمد البغدادي النحوي الأديب صاحب المبرد‏.‏

سمع

وفيها المنصور أبو الطاهر إسماعيل بن القائم بن المهدي عبيد الله العبيدي الباطني صاحب المغرب حارب مخلد بن كيداد الإباضي الذي كان قد قمع بني عبيد واستولى على ممالكهم فأسره المنصور فسلخه بعد موته وحشا جلده وكان فصيحًا مفوّها بطلًا شجاعًا كان يرتجل الخطب مات في شوال وله تسع وثلاثون سنة وكانت دولته سبعة أعوام‏.‏

وفيها محمد بن أيوب بن الصَّموت الرَّقِّي نزيل مصر روى عن هلال ابن العلاء وطائفة‏.‏

وفيها محمد بن حميد أبو الطيّب الحوراني روى عن عبّاد بن الوليد وأحمد بن منصور الرَّمادي ومات في عشر المائة‏.‏

وفيها محمد بن النَّضر أبو الحسن بن الأخرم الرَّبعي قارئ أهل دمشق قرأ على هارون الأخفش وغيره وكانت له حلقة عظيمة بجامع دمشق لإتقانه ومعرفته‏.‏

سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة فيها رجع سيف الدولة من الروم مظفرًا منصورًا قد أسر قسطنطين بن الدُّمستق وكان بديع الحسن فبقي عنده مكرمًا حتى مات وفيها سار ابن محتاج صاحب خراسان إلى الريّ وجرت بينه وبين ركن الدولة بن بويه حروب وفيها توفي العلامة أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الضبُّعي شيخ الشافعية بنيسابور سمع بخراسان والعراق والحجاز والجبال فأكثر‏.‏

وبرع في الحديث وحدّث عن الحارث بن أبي أسامة وطبقته وأفتى نيّفًا وخمسين سنة وصنّف الكتف الكبار في الفقه والحديث‏.‏

قال محمد بن حمدون صحبته عدة سنين فما رأيته ترك قيام الليل‏.‏

قال الحاكم وكان الضُّبعي يضرب بعقله المثل وبرأيه وما رأيته في جميع مشايخنا أحسن صلاةً منه وكان لا يدع أحدًا يغتاب في مجلسه‏.‏

وفيها أحمد بن عبيد الله أبو جعفر الأسدي الهمذاني الحافظ روى عن ابن ديزيل وإبراهيم الحربي‏.‏

وفيها إبراهيم بن المولَّد وهو إبراهيم بن أحمد بن محمد الرقِّي الزاهد الواعظ شيخ الصوفية أخذ عن الجنيد وجماعة وحدَّث عن عبد الله ابن جابر المصيِّصي‏.‏

وفيها الحسن بن يعقوب أبو الفضل البخاري العدل بنيسابور روى عن أبي حاتم الرازي وطبقته ورحل وأكثر‏.‏

وفيها أبو محمد عبد الله بن عمر بن شوذب أبو محمد الواسطي المقرئ محدّث واسط وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏

روى عن شعيب الصَّريفيني ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقي وكان من

وفيها عبد الرحمن بن حمدان أبو محمد الهمذاني الجلاب أحد أئمة السنة بهمذان رحل وطوّف وعني بالأثر وروى عن أبي حاتم الرازي وهلال بن العلاء وخلق كثير‏.‏

وفيها أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التَّنوخي القاضي ولد بأنطاكية سنة ثمان وسبعين ومائتين وقدم بغداد فتفقه لأبي حنيفة وسمع في حدود الثلاثمائة وولي قضاء الأهواز وكان من أذكياء العالم راويةً للأشعار‏.‏

وعارفًا بالكلام والنجوم له ديوان شعر ويقال إنه حفظ ستمائة بيت في يوم وليلة‏.‏

وفيها الإمام أبو العباس القاسم بن القاسم بن مهدي المروزي السَّيّاري الزاهد المحدِّث شيخ أهل مرو‏.‏

ومن كلامه‏:‏ الخطرة للأنبياء والوسوسة للأولياء والفكرة للعوام والعزم للفتيان‏.‏

وكان أحمد بن سيّار الحافظ جدّ هذا الإمام‏.‏

وفيها أبو الحسين الأسواري محمد بن أحمد بن محمد الأصبهاني وأسوار من قرى أصبهان سمع إبراهيم بن عبد الله القصّار وأبا حاتم ورحل وجمع‏.‏

وفيها محمد بن داود بن سليمان أبو بكر النيسابوري شيخ الصوفية والمحدثين ببلده طوّف وكتب بهراة ومرو والرَّيّ وجرجان والعراق والحجاز ومصر والشام والجزيرة‏.‏

وصنّف الشيوخ والأبواب والزُّهديات توفي في ربيع الأول سمع من محمد بن أيوب بن الضُّريس وطبقته‏.‏

فيها وقعة الحدث وهو مصاف عظيم جري بين سيف الدولة والدُّمستق وكان الدمستق لعنه الله قد جمع خلائق من الترك والروس والبلغار والخزر فهزمه الله بحوله وقوته وقتل معظم بطارقته وأسر صهره وعدة بطارقة وقتل منهم خلق لا يحصون واستباح المسلمون ذلك الجمع واستغنى خلقٌ‏.‏

وفيها توفي خيثمة بن سليمان بن حيدرة أبو الحسن الأطرابلسي الحافظ روى عن العباس بن الوليد البيروتي ومحمد بن عيسى المدائني وطبقتهما بالشام وثغورها وبالعراق واليمن وتوفي في ذي القعدة وله ثلاث وتسعون سنة وغير واحد يقول‏:‏ إنه جاوز المائة وثّقه الخطيب‏.‏

وفيها السُّتوري أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري روى جزءًا عن الحسن بن عرفة يرويه محمد بن الروزبهان شيخ أبي القاسم بن أبي العلاء المصيِّصي عنه وثّقه العتيقي‏.‏

وفيها شيخ الكوفة أبو الحسن علي بن محمد بن محمد عقبة الشَّيباني عن نيِّف وتسعين سنة‏.‏

روى عن إبراهيم بن أبي العنبس القاضي وجماعة‏.‏

قال ابن حماد الحافظ‏:‏ كان شيخ المصر والمنظور إليه ومختار السلطان والقضاة صاحب جماعة وفقه وتلاوة توفي في رمضان‏.‏

فيها أقبل أبو علي بن محتاج صاحب خراسان وحاصر الريّ فوقع بها وباء عظيم فمات عليها ابن محتاج‏.‏

وفيها مات أبو الحسين أحمد بن عثمان بن بويان البغدادي المقرئ بحرف قالون وله أربع وثمانون سنة‏.‏

فيها أحمد بن عيسى بن جمهور أبو عيسى الخشاب ببغداد روى أحاديث عن عمر بن شبَّة وبعضها غرائب رواها عن ابن رزقويه وعمّر مائة سنة‏.‏

وفيها أبو يعقوب الأوزاعي إسحاق بن إبراهيم ثقة عابد صاحب حديث ومعرفة‏.‏

سمع أبا زرعة الدِّمشقي ومقدام بن داود الرُّعيني وطبقتهما وكان مجاب الدعوة كبير القدر ببلد دمشق‏.‏

وفيها بكر بن محمد بن العلاء العلامة أبو الفضل القشيري البصري المالكي صاحب التصانيف في الأصول والفروع روى عن أبي مسلم الكجِّي ونزل مصر وبها توفي في ربيع الأول‏.‏

وفيها أبو عمرو بن السمَّاك عثمان بن أحمد البغدادي الدقّاق مسند بغداد في ربيع الأول وشيَّعة خلائق نحو الخمسين ألفًا روى عن محمد ابن عبيد الله بن المنادي ويحيى بن أبي طالب وطبقتهما وكان صاحب حديث كتب المصنَّفات الكبار بخطه‏.‏

وفيها ابو بكر بن الحداد المصري شيخ الشافعية محمد بن أحمد ابن محمد بن جعفر صاحب التصانيف ولد يوم وفاة المزني وسمع من النَّسائي وهو صاحب وجه في المذهب وكان متبحِّرًا في الفقه متفنَّنًا في العلوم معظمًا في النفوس‏.‏

ولي قضاء الإقليم وعاش ثمانين سنة‏.‏

وكان يصوم صوم داود ويختم في اليوم والليلة وكان جدا كله‏.‏

وفيها محمد بن عيسى بن الحسن التميمي العلاف روى عن الكديمي وطائفة‏.‏

وحدّث بحلب ومصر‏.‏

وفيها الإمام محمد بن محمد بن يوسف أبو النَّصر الطوسي الشافعي مفتي خراسان وكان أحد من عني أيضًا بالحديث ورحل فيه‏.‏

روى عن عثمان بن سعيد الدارمي وعلي بن عبد العزيز وطبقتهما‏.‏

وصنّف كتابًا على وضع مسلم وكان قد جزأ الليل‏:‏ ثلثًا للتصنيف وثلثًا للتلاوة وثلثًا للنوم‏.‏

قال الحاكم‏:‏ كان إمامًا بارع الأدب ما رأيت أحسن صلاة منه كان يصوم النهار ويقوم الليل ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويتصدّق بما فضل من قوته‏.‏

وفيها أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن الأخرم الشيباني الحافظ محدث نيسابور صنّف المسند الكبير وصنّف مستخرجًا على الصحيحين‏.‏

وروى عن أبي الحسن الهلالي ويحيى الذُّهلي وطبقتهما ومع براعته في الحديث والعلل والرجال لم يرحل من نيسابور عاش أربعًا وتسعين سنة‏.‏

وفيها أبو زكريا العنبري يحيى بن محمد النَّيسابوري العدل الحافظ الأديب المفسّر‏.‏

روى عن محمد بن إبراهيم البوشنجي وطبقته ولم يرحل وعاش ستًا وسبعين سنة‏.‏

قال الحافظ أبو علي النيسابوري‏:‏ أبو زكريا يحفظ ما يعجز عنه وما أعلم أني رأيت مثله‏.‏