فصل: سنة اثنتين وخمسين وست مائة فيها تسلطن الملك المعز أيبك

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة اثنتين وخمسين وست مائة فيها تسلطن الملك المعز أيبك

وشال من الوسط الملك الأشرف‏.‏

وذلك بعد ما قتل الفارس أقطايا وهربت البحرية إلى الشام ورأسهم سيف الدين بلبان الرشيدي وركن الدين بيبرس البندقداري‏.‏

فبالغ الملك الناصر في إكرامهم وقووا عزمه ولزوه في المسير إلى مصر ليأخذها فإن العسكر مختبط‏.‏

فجهز جيشًا عليهم تورانشاه ابن السلطان صلاح الدين‏.‏

فساروا إلى غزة فخرج صاحب مصر المعز وقصدهم فلم يتم حال‏.‏

وفيها توفي الرشيد العراقي أبو الفضل إسماعيل بن أحمد بن الحسين الحنبلي الجابي بدار الطعم‏.‏

كان أبوه فقيهًا مشهورًا‏.‏

سكن دمشق واستجاز لابنه من شهدة والسلفي وطائفة‏.‏

فروى الكثير بالإجازة‏.‏

توفي قينصف جمادى الأولى‏.‏

وأقطايا الأمير فارس الدين التركي الصالحي النجمي‏.‏

كان موصوفًا بالشجاعة والكرم‏.‏

اشتراه الصالح بألف دينار‏.‏

فلما اتصلت السلطنة إلى رفيقه الملك المعز بالغ أقطايا في الإدلال والتجبر وبقي يركب ركبة ملك تزوج بابنة صاحب حماة وقال للمعز‏:‏ أريد أعمل العرس في قلعة الجبل فأخلها لي‏.‏

وكان يدخل الخزائن ويتصرف في الأموال‏.‏

فاتفق المعز وزوجته شجرة الدر عليه ورتبا من قتله‏.‏

وأغلقت أبواب القلعة فركبت مماليكه وكانوا سبع مائة وأحاطوا بالقلعة فألقي إليهم رأسه فهربوا وتفرقوا‏.‏

وكان قتله في شعبان‏.‏

وشمس الدين الخسروشاهي أبو محمد عبد الحميد بن عيسى التبريزي المتكلم‏.‏

ولد سنة ثمانين وخمس مائة ورحل فاشتغل على فخر الدين الرازي وسمع من المؤيد الطوسي وتقدم في علم الأصول والعقليات وقدم الشام وأقام مدة بالكرك عند الناصر‏.‏

وله يد طولى في الفلسفة‏.‏

توفي في الخامس والعشرين من شوال‏.‏

ومجد الدين بن تيمية شيخ الإسلام أبو البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد الحراني الحنبلي‏.‏

ولد على رأس التسعين وخمس مائة ورحل إلى بغداد وهو مراهق في صحبة ابن عمه السيف عبد الغني‏.‏

فقرأ القراءات على عبد الواحد بن سلطان وسمع من عبد الوهاب بن سكينة وضياء ابن الخريف وطائفة‏.‏

وتفقه على أبي بكر ابن غنيمة وانتهى إليه

وعيسى بن سلامة بن سالم ابو الفضل الحراني الخياط المعمر‏.‏

ولد في آخر شوال سنة إحدى وخمسين وخمس مائة وسمع من أحمد بن الوفاء الصائغ‏.‏

وأجاز له ابن البطي وأبو بكر بن النقور ومحمد بن محمد بن السكن وجماعة‏.‏

وانفرد بالرواية عنهم‏.‏

نوفي في أواخر هذه السنة‏.‏

والناصح فرج بن عبد الله الحبشي الخادم مولى أبي حعفر القرطبي وعتيق المجد البهنسي‏.‏

سمع الكثير من الخشوعي والقاسم وعدة‏.‏

وكان صالحًا كيسًا متيقظًا‏.‏

وقف كتبه وعاش قريبًا من ثمانين سنة‏.‏

توفي في شوال‏.‏

والكمال محمد بن طلحة أبو سالم النصيبيني الشافعي المفتي‏.‏

رحل وسمع بنيسابور من المؤيد وزينب الشعرية وكان رئيسًا محتشمًا بارعًا في الفقه والخلاف‏.‏

ولي الوزارة مرة ثم زهد وجمع نفسه‏.‏

توفي بحلب في رجب وقد جاوز السبعين وله دائرة الحروف ضلال وبلية‏.‏

ومحمد بن علي بن بقاء أبو البقاء بن السباك البغدادي‏.‏

سمع من أبي الفتح بن شاتيل ونصر الله القزاز وجماعة‏.‏

توفي في شعبان‏.‏

والسديد مكي بن المسلم بن مكي بن خلف بن علان القيسي الدمشقي المعدل آخر أصحاب الحافظ أبي القاسم بن عساكر وفاة‏.‏

وتفرد أيضًا عن أبي الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز وأبي المعالي بن خلدون‏.‏

توفي في العشرين من صفر عن تسع وثمانين سنة‏.‏

فيها توفي الشهاب القوصي أبو المحامد وابو العرب إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي الشافعي وكيل بيت المال‏.‏

ولد في المحرم سنة أربع وسبعين بقوص ورحل إلى مصر سنة تسعين ثم إلى دمشق فسكنها‏.‏

روى عن إسماعيل بن ياسين والأرتاحي والخشوعي وخلق كثير‏.‏

وخرج لنفسه معجمًا في أربع مجلدات كبار فيه غلظ كثيرز وكان أديبًا أخباريًا فصيحًا مفوهًا بصيرًا بالفقه‏.‏

توفي في ربيع الأول ودفن بداره التي وقفها دار حديث‏.‏

وسيف الدين القيمري صاحب المارستان بالجبل‏.‏

كان من جملة الأمراء وأبطالهم المذكورين‏.‏

توفي بنابلس ونقل فدفن بقبته التي بإزاء المارستان‏.‏

وصقر بن يحيى بن سالم بن يحيى بن عيسى بن صقر المفتي الإمام المعمر ضياء الدين أبو محمد الكلبي الشافعي‏.‏

ولد قبل الستين وخمس مائة وروى عن يحيى الثقفي وجماعة‏.‏

نوفي في صفر بحلب‏.‏

والنظام البلخي محمد بن محمد بن محمد بن عثمان الحنفي نزيل حلب‏.‏

ولد ببغداد سنة ثلاث وسبعين وتفقه بخراسان وسمع صحيح مسلم من المؤيد الطوسي‏.‏

وكان فقيهًا مفتيًا بصيرًا بالمذهب‏.‏

توفي بحلب في جمادى الآخرة‏.‏

والنور البلخي أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف المقرئ بالألحان‏.‏

ولد بدمشق سنة سبع وخمسين وخمس مائة وسمع بالقاهرة من التاج المسعودي واجتمع بالسلفي وأجاز له‏.‏

وسمع بالإسكندرية في سنة خمس وسبعين من المطهر الشحامي‏.‏

توفي في الرابع والعشرين من ربيع الآخر وكان صالحًا خيرًا‏.‏

سنة أربع وخمسين وست مائة فيها كان ظهور النار بظاهر المدينة النبوية‏.‏

وكانت آية من آيات ربنا الكبرى‏.‏

لم يكن لها حر على عظمها وشدة ضوئها‏.‏

وهي التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى وبقيت أيامًا وظن أهل المدينة أنها القيامة وضجوا إلى الله بالدعاء وتواتر أمر هذه الاية‏.‏

وفيها كان غرق بغداد‏.‏

وزادت دجلة زيادة ما سمع بمثلها وغرق خلق كثير ووقع شيء كثير من الدور وأهلها وأشرف الناس على الهلاك وبقيت المراكب تمر في أزقة بغداد وركب الخليفة في مركب وابتهل الخلق إلى الله بالدعاء‏.‏

وفي أول رمضان احترق مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مسرجة القوام وأتت النار على جميع سقوفه ووقعت بعض السواري وذاب الرصاص وذلك قبل أن ينام الناس‏.‏

واحترق سقف الحجرة ووقع بعضه في الحجرة‏.‏

و فيها كان خروج الطاغية هولاوو‏.‏

فاخذ قلعة الألموت وغيرها وغاث بنواحي الري وسار ناجونورين بأمره إلى الروم‏.‏

فهرب صاحبها‏.‏

وملكت التتار سائر الروم بالسيف‏.‏

وتوجه الكامل محمد بن غازي صاحب ميافارقين إلى خدمة هولاوو فأكرمه وأعطاه الفرمان‏.‏

ثم نزل هولاوو أذربيجان عازمًا على قصد العلااق‏.‏

فجاء رسول الخلافة الباذرائي إلى الناصر بأن يصالح المعز ويتفقا على حرب التتار‏.‏

فأجاب الناصر وأمر عسكره بالمجيء من غزة‏.‏

وفيها توفي ابن وثيق شيخ القراء أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأموي الإشبيلي المجود الحاذق‏.‏

ولد سنة سبع وستين وخمس مائة وذكر أنه قرأ القراءات السبع بالكافي وغيره سنة سبع وتسعين علي غير واحد من أصحاب أبي الحسن شريح وأن أبا عبد الله بن زرقون أجاز له‏.‏

فروى عنه التيسير بالإجازة‏.‏

قال‏:‏ أنبأنا أحمد بن سسمحمد الخولاني عن الداني‏.‏

تنقل ابن وثيق في البلاد وأقرأ بالموصل والشام ومصر‏.‏

وكان عالي الإسناد‏.‏

توفي بالإسكندرية في ربيع الآخر‏.‏

والعماد بن النحاس الأصم أبو بكر بن عبد الله بن أبي المجد الحسن ابن الحسن بن علي الأنصاري الدمشقي‏.‏

ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة وسمع من أبي سعد بن أبي عصرون‏.‏

وكان آخر من روى عنه ومن الفضل ابن البانياسي ويحيى الثقفي وجماعة‏.‏

وسمع بنيسابور من منصور الفراوي وبإصبهان من علي بن منصور الثقفي ‏,‏ وكان ثقة خيرًا نبيلًا به صمم مفرط‏.‏

سمع الناس من لفظه ومات في الثاني والعشرين من صفر‏.‏

ونجم الدين الرازي العارف شيخ الطريق أبو بكر عبد الله بن محمد بن شاهاور الأسدي الصوفي‏.‏

ولد سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة وأكثر التطواف والأسفار وصحب الشيخ نجم الدين الكبرى الخيوقي وسمع الكثير من منصر الفراوي وأبي بكر عبد الله بن إبراهيم الشحاذي وطبقتهما‏.‏

وهو من شيوخ الدمياطي توفي ببغداد في شوال‏.‏

وشمس الدين عبد الرحم بن نوح بن محمد المقدسي مدرس الرواحية وأجل أصحاب ابن الصلاح وأعرفهم بالمذهب‏.‏

توفي في ربيع الآخر وقد تفقه به جماعة‏.‏

والشيخ عيسى بن أحمد بن إلياس اليونيني الزاهد صاحب الشيخ عبد الله‏.‏

زاهد عابد صوام قوام خائف قانت متبتل منقطع القرين صاحب أحوال وإخلاص غلا أنه كان حاد النفس‏.‏

و لذلك قيل له سلاب الأحوال‏.‏

وكان خشن العيش في ملبسه ومأكله‏.‏

توفي في ذي القعدة ودفن بزاويته بيونين‏.‏

وكان كلمة إجماع بين البعلبكيين‏.‏

وابن المقدسية شرف الدين أبو بكر محمد بن الحسن بن عبد السلام التميمي السفاقسي الأصل الإسكندراني المالكي‏.‏

ولد في أول سنة ثلاث وسبعين وأحضره خاله الحافظ ابن المفضل

قراءة المسلسل بالأولية عند السلفي‏.‏

واستجازه له ثم أسمعه من أحمد بن عبد الرحمن الحضرمي وغيره‏.‏

توفي في جمادى الولى‏.‏

وله مشيخة خرجها منصور بن سليم الحافظ‏.‏

والكمال بن الشعار أبو البركات المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي مؤلف عقود الجمان في شعراء الزمان توفي بحلب‏.‏

ومجير الدين يعقوب ابن الملك العادل‏.‏

أجاز له أبو روح الهروي وطائفة ويلقب باملك المعز‏.‏

توفي في ذي القعدة‏.‏

ودفن بالتربة عند أبيه‏.‏

وابن الجوزي العلامة الواعظ المؤرخ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزأغلي التركي ثم البغدادي العوني الهبيري الحنفي سبط الشيخ جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي‏.‏

سمعه جده منه ومن ابن كليب وجماعة‏.‏

وقدم دمشق سنة سبع وست مائة فوعظ بها وحصل له القبول العظيم للطف شمائله وعذوبة وعظه‏.‏

وله تفسير في تسعة وعشرين مجلدًا وشرح الجامع الكبير وجمع مجلدًا في مناقب أبي حنيفة ودرس وأفتى وكان في شبيبته حنبليًا‏.‏

توفي في الحادي والعشرين من ذي الحجة‏.‏

وكان وافر الحرمة عند الملوك‏.‏

سنة خمس وخمسين وست مائة

وفيها ترددت رسل هولاوو وفر أمينه إلى بغداد إلى ناس بعد ناس والمستعصم لايدري بشيء ولو درى لما درأ‏.‏

وفي رمضان بعث الملك الناصر ولده الملك العزيز وهو صبي مع ثقة الدين الحافظي في الرسلية إلى هولاوو بتحف وتقادم‏.‏

وفيها كانت فتنة السنة والرافضة ببغداد أدت إلى نهب وخراب وقتل جماعة وذلت الرافضة وأوذوا‏.‏

وفيها غضب الملك الناصر من البحرية وتخوفهم وقطع أخبازهم ففارقوه وساروا إلى غزة وانتموا إلى الملك المغيث صاحب الكرك وخطبوا له بالقدس‏.‏

ثم حصل انتصار عليهم فانهزموا إلى البلقاء ثم ساروا إلى مصر وخربوا بلادها‏.‏

وفيها توفي ابن باطيش العلامة عماد الدين أبو المجد إسماعيل بن هبة الله بن سعيد الموصلي الشافعي‏.‏

ولد سنة خمس وسبعين وسمع ببغداد من ابن الجوزي وطائفة وبحلب من حنبل ودرس وأفتى وصنف‏.‏

له كتاب طبقات الشافعية وكتاب المغني في غريب المهذب‏.‏

وكان عارفًا بالأصول قوي المشاركة في العلوم‏.‏

توفي في جمادى الآخرة‏.‏

والمعز عز الدين أيبك التركماني الصالحي صاحب مصر جهاشنكير الملك الصالح‏.‏

كان ذا عقل ودين وترك للمسكر‏.‏

تملك في ربيع اآخر سنة ثمان وأربعين‏.‏

ثم أقاموا معه باسم السلطنة الأشرف يوسف بن أقسيس وله عشر سنين ‏,‏ وبقي المعز أتابكه‏.‏

وهذا بعد خمسة أيام من سلطنة المعز‏.‏

فكان يخرج التوقيع وصورته‏:‏ رسم بالأمر العالي السلطاني الأشرفي والملكي المعزي‏.‏

ثم بطل أمر الأشرف بعد مديدة وجرت لأيبك أمور إلى أن خطب ابنة صاحب الموصل‏.‏

فعادت أم خليل وقتلته في الحمام فقتلوها وملكوا ولده عليًا وله خمس عشرة سنة‏.‏

وصار أتابكه علم الدين سنجر الحلبي‏.‏

وذلك في ربيع الأول ومات المعز كهلًا‏.‏

وشجرة الدر أم خليل كانت بارعة الحسن ذات ذكاء وعقل ودهاء‏.‏

فأحبها الملك الصالح‏.‏

ولما توفي أخفت موته وكان تعلم بخطها علامته‏.‏

ونالت من السعادة اعلى الرتب بحيث إنها خطب لها على المنابر وملكوها عليهم أيامًا فلم يتم ذلك‏.‏

وتملك المعز وتزوج بها‏.‏

وكانت ربما تحكم عليه‏.‏

وكانت تركية ذات شهامة وإقدام وجرأة‏.‏

وآل أمرها إلى أن قتلت وألقيت تحت قلعة مصر مسلوبة ثم دفنت بتربتها‏.‏

والباذرائي العلامة نجم الدين أبو محمد عبد الله بن أبي الوفاء محمد بن الحسن الشافعي الفرضي‏.‏

ولد سنة أربع وتسعين وسمع من عبد العزيز بن منينا وجماعة‏.‏

وبرع في المذهب ودرس بالنظامية ثم ترسل عن الخلافة غير مرة‏.‏

وبنى بدمشق مدرسة كبيرة‏.‏

وولي في آخر ايامه قضاء العراق خمسة عشر يومًا‏.‏

ومات في أول ذي القعدة‏.‏

وكان متواضعًا دمث الأخلاق واليلداني المحدث المسند تقي الدين عبد الرحمن بن أبي الفهم عبد المنعم بن عبد الرحمن الشافعي‏.‏

ولد بيلدان في أول سنة ثمان وستين وطلب الحديث وقد كبر فرحل وسمع من ابن كليب وابن بوش وطبقتهما‏.‏

وكتب الكثير وذكر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له في النوم‏:‏ أنت رجل جيد‏.‏

توفي بقريته وكان خطيبها في ثامن ربيع الأول‏.‏

والمرسي العلامة شرف الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل اسلمي الأندلسي المحدث المفسر النحوي‏.‏

ولد سنة سبعين في أولها وسمع الموطأ من أبي محمد بن عبيد الله ورحل إلى أن وصل إلى أقصى خراسان وسمع الكثير من منصور الفراوي وأبي روح والكبار‏.‏

وكان كثير الأسفار والتطواف جماعة لفنون العلم ذكيًا ثاقب الذهن وله تصانيف كثيرة مع زهد وورع وفقر وتعفف‏.‏

سئل عنه الحافظ الضياء فقال‏:‏ فقيه مناظر نحوي من أهل السنة‏.‏

صحبنا وما رأينا منه إلا خيرًا‏.‏

قلت‏:‏ توفي في نصف ربيع الأول في الطريق ودفن بتل الزعقة‏.‏

سنة ست وخمسين وست مائة كان المؤيد بن العلقمي قد كاتب التتار وحرضهم على قصد بغداد لأجل ما جرى على إخوانه الرافضة من النهب والخزي‏.‏

وظن المخذول أن الأمر تم وأنه يقيم خليفة علويًا‏.‏

فارسل أخاه ومملوكه إلى هولاوو وسهل عليه أخذ بغداد وطلب أن يكون نائبًا لهم عليها فوعدوهبالأماني‏.‏

وساروا‏.‏

فأخذ لؤلؤ صاحب الموصل يهيء للتتار الإقامات ويكاتب الخليفة سرًا‏.‏

فكان ابن العلقمي قبحه الله لا يدع تلك المكاتبات تصل إلى الخليفة مع أنها لو وصلت لما أجدت لأن الخليفة كان يرد الأمر إليه‏.‏

فلما تحقق الأمر بعث ولد محيي الدين بن الجوزي رسولًا إلى هولاوو يعده بالأموال‏.‏

فركب هولاوو في خلق من التتار والكرج ومدد من صاحب الموصل مع ولده الصالح إسماعيل‏.‏

فخرج ركن الدين الدويدار فالتقى ناجوانوين وكان على مقدمة هولاوو فانكسر المسلمون ثم سار ناجو فنزل من غربي بغداد ونزل هولاوو من شرقيها‏.‏

فأشار ابن العلقمي على المستعصم بالله أني أخرج إليهم في تقرير الصلح‏.‏

فخرج الخبيث وتوثق لنفسه ورجع‏.‏

فقال‏:‏ إن الملك قد رغب في أن يزوج بنته بابنك الأمير أبي بكر وأن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع الموك السلجوقية ثم يترحل‏.‏

فخرج إليه المستعصم في أعيان الدولة‏.‏

ثم استدعى الوزير العلماء والرؤساء ليحضروا العقد بزعمه فخرجوا‏.‏

فضربت رقاب الجميع‏.‏

وصار كذلك تخرج طائفة بعد طائفة فتضرب أعناقهم حتى بقيت الرعية بلا راع‏.‏

ثم دخلت حينئذ التتار بغداد وبذلوا السيف واستمر القتل والسبي نيفًا وثلاثين يومًا‏.‏

فقل من نجا‏.‏

فيقال إن هولاوو أمر بعد القتلى فبلغوا ألف ألف وثمان مائة ألف وكسر فعند ذلك نودي بالأمان‏.‏

ثم أمر هولاوو بناجونوين فضربت عنقه لأنه بلغه أنه كاتب الخليفة‏.‏

وأرسل رسولًا إلى الناصر صاحب الشام يهدده إن لم يخرب أسوار بلاده‏.‏

واشتد الوباء بالشام ولاسيما بدمشق وحلب لفساد الهواء‏.‏

وفيها توفي أبو العباس القرطبي أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري المالكي المحدث الشاهد نزيل الإسكندرية‏.‏

كان من كبار الأئمة‏.‏

ولد سنة ثمان وسبعين وخمس مائة وسمع بالمغرب من جماعة واختصر الصحيحين وصنف كتاب المفهم في شرح مختصر مسلم‏.‏

توفي في ذي القعدة‏.‏

وابن الحلاوي الأديب شرف الدين أبو الطيب أحمد بن محم بن أبي الوفاء الربعي الموصلي الجندي الشاعر المشهور‏.‏

مدح الملوك والكبار وعاش ثلاثًا وخمسين سنة‏.‏

وكان في خدمة صاحب الموصل‏.‏

والكمال إسحاق بن أحمد بن عثمان المقدسي الشافعي المفتي الذي تفقه عليه الشيخ محيي الدين النوري‏.‏

كان عالمًا عاملًا‏.‏

توفي في ذي القعدة‏.‏

والزعبي أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر بن إسماعيل بن علي المراتبي الحمامي‏.‏

روى كتاب الشكر عن ابن شاتيل ومات في المحرم ببغداد‏.‏

والصدر البكري أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك بن محمد التميمي النيسابوري ثم الدمشقي الصوفي الحافظ‏.‏

ولد سنة أربع وسبعين وخمس مائة وسمع بمكة من عمر الميانشي وبدمشق من ابن طبرزد وبخراسان من أبي روح وبإصبهان من أبي الفرج بن الجنيد‏.‏

وكتب الكثير وعني بهذا الشأن أتم عناية‏.‏

وجمع وصنف‏.‏

وشرع في مسودة ذيل على تاريخ ابن عساكر‏.‏

وولي مشيخة الشيوخ وحسبة دمشق‏.‏

وعظم في دولة المعظم ثم فتر سوقه وابتلى بالفالج قبل موته بأعوام‏.‏

ثم تحول إلى مصر فتوفي بها في حادي عشر ذي الحجة‏.‏

ضعفه بعضهم‏.‏

وقال الزكي البرزالي‏:‏ كان كثير التخليط‏.‏

والشرف الإربلي العلامة أبو عبد الله الحسين بن غبراهيم الهذباني الشافعي اللغوي‏.‏

ولد سنة ثمان وستين بإربل وسمع بدمشق من الخشوعي وطائفة وحفظ على الكندي خطب ابن نباتة و ديوان المتنبي ومقامات الحريري‏.‏

وكان يعرف اللغة ويقرئها‏.‏

توفي في ثاني ذي القعدة‏.‏

والعماد داود بن عمر بن يوسف أبو المعالي الزبيدي المقدسي ثم الدمشقي اآباري خطيب بيت الآبار‏.‏

ولد سنة ست وثمانين وخمس مائة وسمع من الخشوعي والفتن وطائفة‏.‏

وكان فصيحًا خطيبًا بليغًا‏.‏

ولي خطابة دمشق وتدريس الغزالية بعد ابن عبد السلام صثم عزل بعد ست سنين وعاد إلى خطابة القرية‏.‏

وبها توفي في شعبان ودفن هناك‏.‏

والملك الناصر داود بن المعظم بن العادل صاحب الكرك صلاح الدين أبو المفاخر‏.‏

ولد سنة ثلاث وست مائة‏.‏

وأجاز له المؤيد الطوسي وسمع ببغداد من أبي الحسن القطيعي‏.‏

وكان حنفيًا فاضلًا مناظرًا ذكيًا بصيرًا بالآداب بديع النظم كثير المحاسن‏.‏

ملك دمشق بعد أبيه ثم أخذها منه عمه الأشرف فتحول إلى مدينة الكرك فملكها إحدى وعشرين سنة ثم عمل عليه ابنه وسلمها إلى صاحب مصر الصالح‏.‏

وزالت مملكته‏.‏

توفي بظاهر دمشق بقرية البويضا ودفن عند والده الملك المعظم في جمادى الأولى‏.‏

وكانت أمه خوارزمية عاشت بعده مدة‏.‏

وكان جوادًا ممدحًا‏.‏

والبهاء زهير بن محمد بن علي بن يحيى الصاحب المنشىء أبو الفضل وأبو العلاء الأزدي المهلبي المكي ثم القوصي الكاتب‏.‏

وله ديوان مشهور‏.‏

ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مائة بمكة‏.‏

كتب الإنشاء للملك الصالح نجم الدين ببلاد الشرق فلما تسلطن بلغه أرفع المراتب ونفذه رسولًا‏.‏

ولما مرض بالمنصورة تغير عليه وأبعده‏.‏

وكان سريع التخيل والغضب والمعاقبة عى الوهم ثم اتصل البهاء بالناصر صاحب الشام وله فيه مدائح‏.‏

وكان ذا مروءة ومكارم‏.‏

توفي بمصر في ذي القعدة‏.‏

والمستعصم بالله أبو أحمد عبد الله بن المستنصر بالله أبي جعفر منصور ابن الظاهر محمد بن الناصر العباسي آخر الخلفاء العراقيين‏.‏

وكانت دولتهم خمس مائة سنة وأربعًا وعشرين سنة‏.‏

ولد أبو أحمد سنة تسع وست مائة في خلافة جد أبيه وأجاز له المؤيد الطوسي وجماعة وسمع من علي بن النيار الذي لقنه الختمة‏.‏

روى عنه محيي الدين ابن الجوزي ونجم الدين الباذرائي بالإجازة‏.‏

واستخلف في جمادى الأولى سنة أربعين‏.‏

وكان حليمًا كريمًا سليم الباطن قليل الرأي حسن الديانة مبغضًا للبدعة في الجملة‏.‏

وختم له بخير فإن الكافر هولاوو أمر به وبولده أبي بكر فرفسا حتى ماتا وذلك في حدود آخر المحرم‏.‏

وكان الأمر أشغل من أن يوجد مؤرخ لموته أو موار لجسده وبقي الوقت بلا خليفة ثلاث سنين‏.‏

والكفر طابي أبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب بن بيان القواس الرامي الأستاذ‏.‏

ولد سنة سبع وسبعين وسمع الكثير من يحيى الثقفي وعمر دهرًا‏.‏

توفي في الحادي والعشرين من شوال بدمشق‏.‏

وابن صديق أبو العز عبد العزيز بن محمد بن أحمد الحراني المؤدب وهو بكنيته أشهر ولهذا سماه بعضهم ثابتًا‏.‏

سمع من عبد الوهاب بن أبي حبة وحدث بدمشق وبها توفي في جمادى الأولى‏.‏

وعبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة الحافظ الكبير زكي الدين ابو محمد المنذري الشامي ثم المصري الشافعي صاحب التصانيف ‏,‏ ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مائة وسمع من الأرتاحي وأبي الجود وابن طبرزد وخلق‏.‏

وتخرج بأبي الحسن علي بن المفضل ولزمه مدة‏.‏

وله معجم كبير مروي‏.‏

ولي مشيخة الكاملية مدة وانقطع بها نحوًا من عشرين سنة مكبًا على العلم والإفادة وكان ثبتًا حجة متبحرًا في علوم الحديث عارفًا بالفقه والنحو مع الزهد والورع والصفات الحميدة‏.‏

توفي في رابع ذي القعدة‏.‏

وابن خطيب القرافة أبو عمر عثمان بن علي بن عبد الواحد القرشي الأسدي الدمشقي الناسخ‏.‏

كان له إجازة من السلفي فروى بها الكثير وتوفي في ثالث ربيع اآخر عن أربع وثمانين سنة‏.‏

والشاذلي أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار المغربي الزاهد شيخ الطائفة الشاذلية‏.‏

سكن الإسكندرية وصحبه بها جماعة‏.‏

وله عبارات في التصوف مشكلة توهم ويتكلف له في الإعتذار عنها وعنه أخذ الشيخ أبو العباس المرسي‏.‏

توفي الشاذلي بصحراء عيذاب متوجهًا إلىبيت الله في أوائل ذي القعدة‏.‏

وسيف الدين المشد صاحب الديوان المشهور الأمير أبو الحسن علي بن المظفر بن القاسم الربعي النشبي الدمشقي نائب الحسبة‏.‏

سمع الكثير من الخشوعي والقاسم بن عساكر وخلق‏.‏

وكان فصيحًا طيب الصوت بالقراءة كتب الكثير وكان يؤدب‏.‏

ثم صار شاهدًا‏.‏

توفي في ربيع الأول وقد جاوز التسعين‏.‏

والشيخ علي الخباز الزاهد أحد مشايخ العراق‏.‏

له زاوية وأتباع وأحوال وكرامات‏.‏

قتل شهيدًا‏.‏

وابن عوة أبوحفص عمر بن أبي نصر بن أبي الفتح الجزري التاجر السفار العدل‏.‏

حدث بدمشق عن البوصيري‏.‏

توفي في ذي الحجة‏.‏

وكان صالحًا‏.‏

والموفق بن أبي الحديد أبو المعالي القاسم بن هبة الله بن محمد بت محمد المدائني المتكلم الأشعري الكاتب المنشىء البليغ‏.‏

توفي ببغداد في رجب‏.‏

وله شعر جيد‏.‏

وشعلة الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الموصلي الحنبلي المقرئ العلامة الذي اختصر الشاطبية‏.‏

كان شابًا فاضلًا صالحًا محققًا يتوقد ذكاء‏.‏

عاش ثلاثًا ومانين سنة ‏,‏ وتوفي بالموصل في صفر‏.‏

وابن الجرج أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الأنصاري التلمساني المالكي‏.‏

نزيل الثغر‏.‏

كان من صلحاء العلماء‏.‏

سمع بسبتة الموطأ من أبي محمد بن عبيد الله الحجري‏.‏

توفي في ذي القعدة عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏

وخطيب مردا الفقيه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بت أبي الفتح المقدسي النابلسي الحنبلي‏.‏

ولد بمردا سنة ست وستين وخمس مائة ظنًا وتفقه بدمشق وسمع من يحيى الثقفي وأحمد الموازيني وبمصر من البوصيري وغير واحد‏.‏

وتوفي بمردا في أوائل ذي الحجة‏.‏

والفاسي الإمام أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف المغربي المقرئ مصنف شرح الشاطبية‏.‏

قرأ على رجلين قرءا على الشاطبي‏.‏

وكان فقيهًا بارعًا متفننًا متين الديانة جليل القدر‏.‏

تصدر للإقراء بحلب مدة‏.‏

وتوفي في ربيع الآخر‏.‏

وابن العلقمي الوزير المبير مؤيد الدين محمد بن محمد بن علي بن أبي طالب البغدادي الرافضي‏.‏

ولي وزارة العراق أربع عشرة سنة‏.‏

وكان ذا حقد وغل على أهل السنة‏.‏

قرر مع التتار أمورًا انعكست عليه وأكل يده ندمًا وبقي بعد تلك الرتبة الرفيعة يركب إكديشًا فصاحت امرأة‏:‏ يا ابن العلقمي‏:‏ أهكذا كنت تركب في أيام أمير المؤمنين ولي وزارة التتار على بغداد مشاركًا لغيره ثم مرض بعد قليل ومات غمًا وغبنا‏.‏

وكان الذي حمله على مكاتبة هولاوو عداوة الدويدار وأبي بكر بن المستعصم وما اعتمداه من نهب الكرخ وأذية الشيعة‏.‏

هلك قبل رجب من السنة ومات بعده ابنه‏.‏

وابن صلايا الصاحب تاج الدين أبو المكارم محمد بن نصر بن يحيى الهاشمي العلوي نائب الخليفة بإربل‏.‏

كان من رجال الدهر عقلًا ورأيًا وهيبة وحزمًا وجودًا سؤددًا‏.‏

قتله هولاوو في ربيع الآخر بقرب تبريز‏.‏

وابن شقير الشيخ عفيف الدين أبو الفضل المرجي بن الحسن بت علي ابن هبة الله بن غزال الواسطي المقرئ التاجر السفار‏.‏

ولد سنة إحدى وستين وخمس مائة بواسط قرأ القراءات على أبي بكر بن الباقلاني وأتقنها‏.‏

وتفقه وكان آخر من حدث عن أبي طالب الكتاني‏.‏

ذكر الفاروثي أنه عاش إلى حدود هذه السنة‏.‏

وابن الشقيشقة المحدث نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العز مظفر بن عقيل الشيباني الدمشقي الصفار الشاهد‏.‏

ولد بعد الثمانين وخمس مائة وسمع من حنبل وابن طبرزد وخلق كثير وروى مسند أحمد‏.‏

وكان أديبًا ظريفًا مليح البزة‏.‏

رماه أبو شامة بالكذب ورقة الدين توفي في جمادى الآخرة ووقف داره بدمشق دار حديث‏.‏

والصرصري الشيخ العلامة القدوة ابو زكريا يحيى بن يوسف بن يحيى الصرصري الأصل البغدادي الحنبلي الضرير‏.‏

كان إليه المنتهى فيورفة اللغة وحسن الشعر‏.‏

وديوانه ومدائحه سائرة‏.‏

قيل إنه قتل تتاريًا بعكازه ثم استشهد‏.‏

وله ثمان وستون سنة‏.‏

ومحيي الدين بن الجوزي الصاحب العلامة سفير الخلافة أبو المحاسن يوسف ابن الشيخ أبي

الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد التيمي البكري البغدادي الحنبلي أستاذ دار المستعصم بالله‏.‏

ولد سنة ثمان وخمس مائة سمع من ذاكر بن كامل وابن بوش وطائفة‏.‏

قرأ القرآن بواسط على ابن الباقلاني‏.‏

وكان كثير المحفوظ قوي المشاركة في العلوم وافر الحشمة‏.‏

ضربت عنقه هو وأولاده تاج الدين والمحتسب جمال الدين وشرف الدين في صفر‏.‏

سنة سبع وخمسين وست مائة فيها نزل هولاووعلى آمد وبعث رسله إلى صاحب ماردين‏.‏

فبعث ولده الملك المظفر بالتقادم فقبض عليه هولاوو‏.‏

وفي آخرها اشتدت الأراجيف بحركة هولاوو إلى الشام وهرب الخلق‏.‏

فقبض قطز المعزي على ابن أستاذه الملك المنصور علي وتسلطن ولقب بالملك المظفر لحاجة الوقت إلى ملك كاف‏.‏

وأول من جاوز الفرات أشموط ابن هولاوو في ذي الحجة‏.‏

ثم نازلوا حلب فناوشهم أهلها وجندها القتال‏.‏

فهربوا لهم ثم كروا عليه فقتلوا خلقًا واشتد الخطب وحار الناصر في نفسه‏.‏

وفيها توفي أبو العباس بن مامتيت أحمد بن محمد بن الحسن اللواتي الفاسي المحدث المعمر نزيل القاهرة‏.‏

كان صالحًا عالمًا خيرًا‏.‏

روى بالإجازة العامة عن أبي الوقت‏.‏

قال الشريف عز الدين‏:‏

وأبو الحسين بن السراج المحدث الكبير مسند المغرب احمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري الإشبيلي‏.‏

ولد سنة ست وخمس مائة‏.‏

وسمع من ابن بشكوال وأبي عبد الله بن زرقون وعبد الحق بن بونة وطائفة‏.‏

وتفرد في زمانه‏.‏

وكانت الرحلة إليه بالمغرب‏.‏

توفي في سابع صفر‏.‏

والصدر بن المنجا واقف المدرسة الصدرية الرئيس أبو الفتح أسعد ابن عثمان بن وجيه الدين أسعد بن المنجا التنوخي الحنبلي المعدل‏.‏

ولد سنة ثمان وتسعين وخمس مائة وروى عن ابن طبرزد‏.‏

توفي في رمضان ودفن بمدرسته‏.‏

وابن اللمط شمس الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف الجذامي المصري‏.‏

رحل وسمع من ابن دحية وسمع من أبي جعفر الصيدلاني وعبد الوهاب بن سكينة‏.‏

توفي في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة‏.‏

وصاحب الموصل الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ الأرمني الأتابكي مملوك نور الدين أرسلان شاه بن عز الدين مسعود صاحب الموصل‏.‏

كان مدبر دولة أستاذه وبدولة ولده القاهر مسعود‏.‏

فلما مات القاهر سنة خمس عشرة أقام بدر الدين ولدي القاهر صورة وبقي أتابكًا لهما مدة ثم استقل بالسلطنة وكان حازمًا شجاعًا مدبرًا خبيرًا‏.‏

توفي في شعبان وقد نيف على الثمانين وانخرم نظام بلده من بعده‏.‏

وابن الشيرجي الصدر نجم الدين مظفر بن محمد بن إلياس الأنصاري الدمشقي‏.‏

ولي تدريس العصرونية والوكالة‏.‏

وحدث عن الخشوعي وجماعة‏.‏

وولي أيضًا الحسبة ونظر الجامع‏.‏

توفي في آخر السنة‏.‏

ويوسف القميني الموله الذي يعتقد فيه العامة أنه ولي وحجتهم الكشف والكلام على الخواطر‏.‏

وهذا شيء يقع من الكاهن والراهب والمجنون الذي له قرين من الجن‏.‏

وقد كثر هذا في عصرنا والله المستعان‏.‏

وكان يوسف يتنجس ببوله ويمشي حافيًا ويأوي إلى قمين حمام نور الدين ولا يصلي‏.‏