فصل: سنة اثنتين وسبعمائة فيها وسط اليعفوري والقباري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


الجزء الرابع

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

 سنة إحدى وسبعمائة

دخلت وسلطان الإسلام الملك الناصر نصره الله ونائبه سلار ونائبه بدمشق الأفرم‏.‏

فقتل بمصر على الزندقة الذكي المتفنن فتح الدين أحمد بن البققي‏.‏

وما تحرك العدو العام‏.‏

وأسلم بدمشق ديان اليهود العالم عبد السيد وبنوه وخلع عليهم النائب وضربت وراءهم الدبادب وهم راكبون‏.‏

وأسلم معه نسيم الدباغ وأولاده والعابد جمال الدين داوود الطبيب‏.‏

وجاء دمشق جرادٌ عظيم فما ترك حشيشةً خضراء وأكل أكثر ورق الأشجار وأكل الدراقن وبقي حبه في الأغصان ورأيت بعض الحب قد أكل نصفه وكان ذلك عبرة‏.‏

وفيها‏:‏ توفي صاحب مكة عز الدين أبو نمي محمد ابن صاحب مكة أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الحسني من أبناء السبعين وكان أسمر ضخمًا شجاعًا سائسًا مهيبًا‏.‏

ولي أربعين وماتت خديجة بنت الرضي عبد الرحمن بن محمد عن أربعٍ وثمانين سنةً‏.‏

روت عن القزويني والبهاء وجماعة‏.‏

ومات بمصر علاء الدين علي بن عبد الغني بن الفخر بن تيمية الشاهد عن اثنتين وثمانين سنةً‏.‏

حدثنا عن الموفق عبد اللطيف وابن روزبه‏.‏

ومات أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله العباس أحمد بن أبي علي بن أبي بكر بن المسترشد بالله العباسي في جمادى الأولى‏.‏

وعهد بالخلافة إلى ابنه المستكفي بالله سليمان‏.‏

كانت خلافته أربعين عامًا‏.‏

ومات مسند الشام تقي الدين أحمد بن عبد الرحمن بن مؤمن الصوري الصالحي الحنبلي في جمادى الآخرة عن أربعٍ وثمانين سنة‏.‏

روى عن الشيخ الموفق حضورًا وعن ابن أبي لقمة والقزويني والبهاء وأبي القاسم بن صصرى‏.‏

خرجوا له مشيخة‏.‏

ومات الشيخ الابن محمد بن عثمان بن المنجا التنوخي رئيس الدماشقة عن إحدى وسبعين سنةً‏.‏

ثنا عن جعفر الهمداني وغيره‏.‏

وهو واقف دار القرآن‏.‏

ومات شيخ بعلبك الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني الحنبلي في رمضان من ضربة مجنون في رأسه بسكين فتوفي بعد ستة أيام عن إحدى وثمانين سنةً‏.‏

كان إمامًا فاضلًا‏.‏

كثير الفضائل والمحاسن‏.‏

ثنا عن البهاء حضورًا وعن ابن صباح وابن الزبيدي وعدة ودرس وأفتى‏.‏

ومات بمكة في العشرين من ذي الحجة مسند الوقت أبو المعالي أحمد بن إسحق بن محمد بن المؤيد الأبرقوهي عن سبعٍ وثمانين سنةً‏.‏

حدث عن الفتح بن عبد السلام وأحمد بن صرما وابن أبي لقمة والفخر بن تيمية وعبد القوي بن الحباب‏.‏

وتفرد بأشياء‏.‏

وكان مقرئًا صالحًا متواضعًا فاضلًا‏.‏

رحمه الله‏.‏

 سنة اثنتين وسبعمائة فيها وسط اليعفوري والقباري

وقطعت يمين التاج الناسخ لدخولهم في تزوير وتخويف الأفرم من كبار عماله عليه‏.‏

وطرق قازان الشام فالتقى يزكه ويزك الإسلام بعرض ونصره الله وقتل من التتار خلق وأسر مقدمان وعلى يزكنا سيوف الدين‏:‏ أسندمر وكجكن وغرلو وبهادر آص في ألفٍ وخمسمائة فارس‏.‏

وكان العدو نحو أربعة آلاف وتأخر جند الأطراف إلى حمص‏.‏

ثم جهز قازان جيوشه مع نائبه خطلوشاه فساقوا إلى مرج دمشق‏.‏

وتأخر المسلمون وبات أهل دمشق في بكاء واستغاثة بالله وخطب شديد وقدم السلطان وانضمت إليه جيوشه والجفال فكان المصاف على شقحب فهزم العدو الميمنة واستشهد رأس الميمنة الحسام استاد دار في جماعة أمراء وثبت السلطان كعوائده ونزل النصر وشرع التتار في الهزيمة في ليلة ثاني رمضان وتبعهم المسلمون قتلًا وأسرًا ومزقوا كل ممزق وتخطفهم الناس إلى الفرات وسلم شطرهم في ضعفٍ شديد وجوعٍ وحفًا ووقوف خيل‏.‏

ثم دخل السلطان والخليفة راكبين والحمد لله‏.‏

ومن الشهداء‏:‏ الفقيه ابراهيم بن عبيدان والأمير صلاح الدين ولد الكامل والأمير علاء الدين علي بن الجاكي والأمير حسام الدين أوليا بن قرمان والأمير سنقر الكافري وعز الدين بن الأمير يعقوبا‏.‏

وفي ذي القعدة زلزلت مصر وتساقطت الدور ومات بالإسكندرية تحت الردم نحو المائتين‏.‏

وكانت آية‏.‏

وافتتحت جزيرة أرواد وأسر من الفرنج نحو خمسمائة‏.‏

وفيها مات بزملكا المعمر عبد الحميد بن أحمد بن خولان البناء عن بضع وثمانين سنة‏.‏

أجاز له ابن أبي لقمة وابن البن‏.‏

وسمع أبا القاسم ابن صصرى والناصح وابن الزبيدي‏.‏

ومات بالقاهرة شيخها وقاضيها شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن دقيق العيد القشيري المنفلوطي الشافعي صاحب الإلمام وكتاب الإمام وشرح العمدة‏.‏

في صفر عن سبع وسبعين سنة‏.‏

روى عن ابن الجميزي وابن رواج والسبط وعدة‏.‏

وكان رأسًا في العلم والعمل عديم النظير‏.‏

وأخذ من دمشق قاضيها ابن جماعة فولي مكانه وولي بدمشق ومات في ربيع الأول المسند بدر الدين محمد بن علي بن الخلال الدمشقي عن ثلاث وسبعين سنة‏.‏

حدث عن مكرم وابن اللتى وابن الشيرازي وابن المقير وجعفر وكريمة وخلق‏.‏

وتفرد رحمه الله‏.‏

ومات متولي حماة الملك العادل زين الدين كتبغا المغلي المنصوري ونقل فدفن بتربته بسفح قاسيون‏.‏

مات يوم الجمعة يوم الأضحى‏.‏

وكان في آخر الكهولة أسمر قصير دقيق الصوت شجاعًا قصير العنق ينطوي على دين وسلامة باطن وتواضع‏.‏

تسلطن بمصر عامين وخلع في صفر سنة ست وتسعين فالتجأ إلى صرخد ثم أعطي حماة‏.‏

ومات المقرىء شمس الدين محمد بن قيماز الطحان الدمشقي عن ثلاثٍ وثمانين سنة‏.‏

تلا بالسبع على السخاوي وسمع من ابن صباح وابن ناسويه وابن الزبيدي وكان خيرًا متواضعًا‏.‏

ومات مسند المغرب الإمام الأديب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي القرطبي بتونس في ذي القعدة عن مائة عام‏.‏

أجاز لنا مروياته‏.‏

سمع الموطأ وكامل المبرد من أبي القاسم أحمد بن بقي في سنة عشرين وعمر دهرًا‏.‏

سنة ثلاث وسبعمائة فيها أغارت العساكر المنصورة على ملطية ونازلوا تل حمدون من بلاد سيس‏.‏

ومات القدوة الزاهد العلامة بركة الوقت الشيخ ابراهيم بن أحمد الرقي الحنبلي بدمشق عن نحو ستين سنة‏.‏

وشيعه الخلق وحمل على الرؤوس إلى الجبل‏.‏

وكان من أولياء الله ومن كبار المذكرين‏.‏

له تصانيف محركة إلى الله‏.‏

ثنا عن عبد الصمد بن أبي الجيش‏.‏

وله نظم كثير وخبرة بالطب ومشاركات في العلوم توفي في المحرم‏.‏

وماتت المعمرة أم أحمد ست الأهل بنت علوان بن سعيد البعلبكي بدمشق في المحرم‏.‏

مكثرةً عن البهاء عبد الرحمن صالحة خيرة عاشت خمسًا وثمانين سنة‏.‏

ومات خطيب بعلبك ضياء الدين عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن علي بن عقيل السلمي الشافعي في صفر عن تسع وثمانين سنة‏.‏

سمع القزويني وابن اللتي وهو آخر من روى شرح السنة‏.‏

وخطب ستين سنة‏.‏

ومات مفيد الطلبة نجم الدين إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز في صفر عن أربع وسبعين سنة ‏,‏ كتب عمن دب ودرج وجمع وكتب الكثير‏.‏

ولم ينجب‏.‏

روى عن الضياء وعبد الحق بن خلف والمرسي وأمم‏.‏

ومات فيه شيخ دار الحديث وخطيب البلد المفتي زين الدين عبد الله ابن مروان الفارقي عن نيف وسبعين سنة‏.‏

روى عن السخاوي وكريمة وابن رواحة وابن خليل‏.‏

فولي بعده دار ومات عز الدين أيبك الحموي نائب حمص ونقل إلى تربته تحت عقبة دمر وكان شيخًا عاقلًا شجاعًا‏.‏

وولي نيابة دمشق بعد سنة تسعين للملك الأشرف‏.‏

ومات في رجب بالجبل الشيخ أبو الفتح نصر بن أبي الضوء الزبداني الفامي أحد رواة الصحيح عن ابن الزبيدي‏.‏

كتبنا عنه‏.‏

جاوز الثمانين‏.‏

ومات صاحب الشرق القآن محمود غازان بن القآن أرغون بن أبغا بن هولاكو المغلي في شوال بقرب همذان لم يتكهل ونقل إلى تربته بتبريز‏.‏

سم بمنديل تمسح به بعد الجماع‏.‏

وتملك أخوه خربندا وكان بسنجار وسموه محمدًا ولقبوه غياث الدين‏.‏

 سنة أربع وسبعمائة

تكلم ابن النقيب وغيره في فتاوٍ لابن العطار فيها تخبيط‏.‏

وسعوا إلى القضاة فحار بن العطار وأرعب وبادر إلى الحاكم ابن الحريري فأسلم بدعوى صورت فحقن دمه ثم ندم ولامه أصحابه‏.‏

وبلغ النائب فغضب من الفتن واعتقل ابن النقيب وغيره أربع ليالٍ فأنكروا‏.‏

وفي صفر مات المحدث المشهور مفيد دمشق أبو الحسن علي بن مسعود ابن نفيس الموصلي ثم الحلبي بالمارستان بدمشق ودفن بالسفح‏.‏

حدثنا عن ابن رواحة والكمال الضرير وابن عبد الدايم وقرأ ما لا يوصف كثرة وحصل أصولًا وفقهًا‏.‏

وعاش سبعين سنةً في دينٍ وقناعةٍ وصدقٍ‏.‏

رحمه الله‏.‏

ومات بالمدينة صاحبها عز الدين جماز بن شيحة العلوي الحسيني وقد شاخ وأضر‏.‏

وتملك بعده ابنه منصور‏.‏

وفيهم تشيعٌ ظاهر‏.‏

ومات الضياء عيسى بن أبي محمد بن عبد الرزاق المغاري شيخ المغارة في ربيع الآخر عن ثمانين سنة‏.‏

روى عن ابن الزبيدي وابن صباح والإربلي‏.‏

ومات المعمر ركن الدين أحمد بن المنعم بن أبي الغنائم القزويني الطاووسي كبير الصوفية بدمشق في جمادى الأولى عن مائة سنة وسنتين وتسعة أشهر‏.‏

روى بالعامة عن أبي جعفر الصيدلاني وطائفة‏.‏

وبالسماع عن ابن الخازن والسخاوي‏.‏

ومات شيخ البطائحية تاج الدين بن الرفاعي بقرية ام عبيدة عن سن عالية وله شهرة كبيرة‏.‏

ومات بقاسيون الحاج محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي عن ثمانين سنة‏.‏

روى عن ابن الزبيدي وابن اللتى وابن المقير‏.‏

ومات الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن يعقوب الإربلي ثم الدمشقي كبير الذهبيين‏.‏

ويكنى أبو الفضل أيضًا‏.‏

سقط من السلم فمات لوقته في رمضان عن ثمانين سنة‏.‏

وكان مكثرًا‏.‏

سمع المسلم المازني وابن الزبيدي ومكرمًا وأبا نصر بن عساكر وعدة وتفرد بأشياء‏.‏

خرجت له مشيخة‏.‏

ومات بالإسكندرية شيخها الإمام المحدث تاج الدين علي بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني الغرافي المعدل في ذي الحجة عن ست وسبعين سنة‏.‏

روى عن ابن عماد وأبي الحسن القطيعي وابن بهروز وجماعة‏.‏

وتفرد ورحل إليه‏.‏

وكان فقيهًا عالمًا ثقة‏.‏

وفيها حكم المالكي بدمشق بضرب عنق محمد بن الباجربقي - وإن تاب بشهادة مجد الدين التونسي وجلال الدين خطيب الزنجيلية والمحيي بن الفارعي وجماعة - بكفريات‏.‏

ومات بمصر عالمها العلم العراقي عبد الكريم بن علي الأنصاري المصري الشافعي المفسر عن نيف وثمانين سنة‏.‏

سنة خمس وسبعمائة فيها أغار جيش حلب على أطراف العدو فكمنوا لهم وقتل خلق من العسكر‏.‏

وناب لابن صصرى جلال الدين القزويني‏.‏

وسار عسكر دمشق والأفرم النائب لحرب الجرديين فضايقوهم أيامًا وهم رافضة آذوا الجيش في مكاتبة قازان ثم صولحوا وفرقوا وخرجوا من أراضيهم‏.‏

وقل الغيث واستسقى بالناس خطيبهم الفزاري بسفح المزة‏.‏

وفيها فتنة الشيخ تقي الدين بن تيمية وسؤالهم عن عقيدته فعقد له ثلاثة مجالس وقرئت عقيدته الملقبة بالواسطية وضايقوه وثارت الغوغاء والفقهاء له وعليه ثم وقع نوع وفاقٍ ثم إنه طلب على البريد إلى مصر وصورت عليه دعوى عند المالكي فاستخصمه الشيخ وقاموا‏.‏

فسجن الشيخ وأخواه بالجب بضعة عشر شهرًا ثم أخرج ثم حبس بحبس الحاكم ثم أبعد إلى الإسكندرية فلما تمكن السلطان سنة تسعٍ طلبه واحترمه وصالح بينه وبين الحكام وكان الذي ادعى عليه به بمصر أنه يقول‏:‏ إن الرحمن على العرش حقيقة وإنه يتكلم بحرف وصوت‏.‏

ثم نودي بدمشق وغيرها‏:‏ من كان على عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه‏.‏

وجاء تقليد بالخطابة للشيخ برهان الدين بعد عمه وباشر وخطب ثم ترك ذلك واختار بقاءه بالباذرائية بعد أن صلى خمسة أيام‏.‏

ومات بحلب قاضيها كان وخطيبها العلامة شمس الدين محمد بن محمد بن بهرام الدمشقي الشافعي عن ثمانين سنة‏.‏

وهو الذي عزل بزين الدين بن قاضي الخليل من الحكم وكان مشكورًا يدري المذهب‏.‏

ومات بمصر المعمر أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن شهاب بن المؤدب المصري‏.‏

حدث عن ابن باقا‏.‏

ثنا عنه أبو الحسن السبكي‏.‏

ومات بالإسكندرية الإمام المعمر شرف الدين يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن الصواف الجذامي المالكي كبير الشهود هن ست وتسعين سنة‏.‏

سمع منه قاضي القضاة السبكي وجماعة‏.‏

روى عن ابن عماد والصفراوي وتلا عليه بالسبع‏.‏

وأول سماعه كان في سنة خمس عشرة وستمائة‏.‏

أصم وأضر مدةً‏.‏

ومات خطيب دمشق الإمام الكبير شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزاري الشافعي أخو الشيخ تاج الدين في شوال عن خمسٍ وسبعين سنة وشهر‏.‏

وشهده ملك الأمراء والأعيان‏.‏

تلا بالسبع وأحكم العربية وقرأ الحديث وسمع كثيرًا‏.‏

وكان فصيحًا عديم اللحن طيب الصوت‏.‏

روى عن السخاوي والعز النسابة والتاج القرطبي وعدة‏.‏

وأقرأ العربية زمانًا مع الكيس والتواضع والتصون‏.‏

ومات حافظ الوقت العلامة شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الشافعي في نصف ذي القعدة فجأةً عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏

سمع من علي بن المختار وابن المقير وابن رواحة وإبراهيم بن الخير وطبقتهم‏.‏

وصنف التصانيف المهذبة ولم يخلف في معناه مثله‏.‏

وماتت بمصر المعمرة زينب بنت سليمان بن رحمة الإسعردي في ذي القعدة عن بضع وثمانين سنة‏.‏

سمعت ابن الزبيدي والشمس أحمد بن عبد الواحد البخاري وعلي بن حجاج

ومات في ذي القعدة صاحب المغرب أبو يعقوب يوسف بن السلطان يعقوب بن عبد الحق المريني‏.‏

سنة ست وسبعمائة قدم من الشرق الشيخ براق العجمي في جمع نحو المائة وفي رؤوسهم قرون من لبابيد ولحاهم دون الشوارب محلقة وعليهم أجراس‏.‏

ودخلوا في هيبة يجرون بشهامة فنزلوا بالمنيبع ثم زاروا القدس وشيخهم من أبناء الأربعين فيه‏:‏ إقدامٌ وقوة نفس وصولة فما مكنوا من المضي إلى مصر‏.‏

وكان تدق له نوبة ونفذ إليه الكبار غنمًا ودراهم‏.‏

وانشىء بحذاء الرباط الناصري جامع للأفرم وخطب به القاضي شمس الدين بن العز‏.‏

وحطوا على أهل جيلان عند خربندا ونبه على أن يكون له نائب وأنهم يسبون الأشعري وأبا حنيفة فندب لحربهم خطلوشاه فسار فكسبت الجيلانيون التتار وبثقوا عليهم من البحر سدًا فانهزموا وقتل بسهم طاغيتهم خطلوشاه الكافر‏.‏

وفيها توفي أمير سلاح بدر الدين بكتاش بن عبد الله الصالحي كبير أمراء مصر وله غزوات ومواقف وكان ذي عقل ورأيٍ‏.‏

قارب الثمانين‏.‏

ومات رئيس التجار الصدر جمال الدين إبراهيم بن محمد ابن السواملي العراقي وله ستٌ وسبعون سنة‏.‏

توفي بشيراز والسوامل كالطاسات‏.‏

كان يثقب اللؤلؤ فصمد ألفي درهم ثم تجر وسار إلى الصين فتمول وعظم وضمن العراق من القآن‏.‏

ورفق بالرعية وصار له أولاد مثل الملوك ثم صودر وأخذ منه أموال ضخمة‏.‏

ومات فجأةً خطيب دمشق الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الخلاطي ابن إمام الكلاسة وحمل على الرؤوس وصلى عليه الأفرم‏.‏

وكان دينًا صينًا مليح الشكل طيب الصوت حسن الهدى‏.‏

روى عن البرهان وابن عبد الدايم‏.‏

أمّ بالكلاسة مدة ثم خطب للخطابة‏.‏

فأقام ستة أشهر ونصفًا وخرج من الحمام وصلى سنة الفجر فغشي عليه وانطفأ‏.‏

فولي بعده الخطابة جلال الدين القزويني‏.‏

ومات بحلب مسندها علاء الدين سنقر القضائي الزيني في شوال عن سبع وثمانين سنة‏.‏

تفرد باشياء‏.‏

وحدث عن الموفق عبد اللطيف وابن شداد وابن روزبه وابن الزبيدي وأنجب الحمامي وعدة‏.‏

وكان دينًا خيرًا صبورًا على الطلبة أكثرنا عنه‏.‏

رحمه الله‏.‏

ومات ببغداد العلامة المتفنن نصير الدين عبد الله بن عمر الفاروثي الشيرازي الشافعي مدرس المستنصرية‏.‏

قدم علينا دمشق وظهرت فضائله بالعقليات‏.‏

ومات بالكرك الطواشي الأمير المعمر شمس الدين صواب السهيلي‏.‏

وكان محتشمًا متمولًا بعيد الصيت‏.‏

سنة سبع وسبعمائة عقد مجلس بالقصر فاستتيب النجم ابن خلكان من عبارات قبيحة ودعاوٍ مبيحة للدم وادعاء نبوة ما فاختلفت فيه الآراء ومال إلى الترفق به الشيخ برهان الدين فتاب‏.‏

وصلى الخطيب بالبلد صلاة الفطر‏.‏

وحضر بالمقصورة ملك الأمراء بسبب المطر‏.‏

ومات بمكة في آخر العام الماضي الزاهد الكبير الشيخ محمد بن أحمد ابن أبي بكر الحراني القزاز‏.‏

وكان كثير التلاوة‏.‏

روى عن عبد الله بن النحال وإبراهيم بن الخير‏.‏

وجماعة وتفرد‏.‏

كتبنا عنه‏.‏

ومات بدمشق كبير الأمراء ركن الدين بيبرس العجمي الصالحي الجالق‏.‏

توفي بإقطاعه عن نحو الثمانين‏.‏

وبقي في الإمرة زمانًا‏.‏

ومات بمصر رئيسها الصاحب تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن الوزير بهاء الدين علي بن محمد بن حنا‏.‏

ثنا عن سبط السلفي‏.‏

وكان محتشمًا وسيمًا عادلًا متمولًا‏.‏

من

ومات بمكة شيخها الإمام القدوة أبو عبد الله محمد بن حجاج بن إبراهيم بن مطرف الأندلسي‏.‏

في رمضان عن نيف وتسعين سنة ‏,‏ جاور نحو ستين عامًا‏.‏

وكان يطوف في الليلة واليوم خمسين أسبوعًا‏.‏

وحمل نعشه صاحب مكة حميضة‏.‏

ومات بالقاهرة أقضى القضاة جمال الدين أبو بكر محمد بن عبد العظيم بن علي بن السقطي الشافعي‏.‏

روى عن ابن باقا بالإجازة وعن العلم بن الصابوني‏.‏

وعاش خمسًا وثمانين سنة‏.‏

أكثروا عنه‏.‏

وله أخ باسمه وهو العدل نجم الدين محمد‏.‏

مات بعد النووي رحمهما الله‏.‏

ومات ببغداد مسندها الإمام رشيد الدين محمد بن أبي القاسم المقرىء الحنبلي شيخ المستنصرية في رجب عن أربع وثمانين سنة‏.‏

سمع الكثير من عمر ابن كرم والحسن بن أسيد والسهروردي وزكريا العلي وعدة‏.‏

وتفرد‏.‏

وكتب المنسوب وشارك في الفضائل واشتهر‏.‏

ومات بتبريز عالمها شمس الدين العبيدي شيخ الشافعية‏.‏

وقد أسن وخلف كتبًا تساوي ستين ألفًا توفي في ذي القعدة‏.‏

ومات بدمشق مسندها شهاب الدين محمد بن أبي العز بن مشرف بن بيان الأنصاري البزاز شيخ الرواية بالدار الأشرفية في ذي الحجة عن ثمان وثمانين سنة وأشهر‏.‏

حدث عن ابن الزبيدي والناصح وابن صباح وابن باسويه وابن المقير ومكرم‏.‏

وتفرد واشتهر‏.‏

أطلقت حماة لنائبها قبجق فولي نظرها عبد الصمد بن المغيزل وعزل الشرف محمد بن جمال الدين بن صصرى منها‏.‏

وعزل ناظر دمشق أمين الدين أبو بكر بن الرقاقي فرد إلى مصر‏.‏

وسار السلطان إلى الكرك ليحج فدخلها فبعث نائبها جمال الدين إلى مصر وزهد في مملكة محجور عليه فيها ولوح بعزل نفسه‏.‏

فوثب على الملك ركن الدين بيبرس الجاشنكير ولقب بالمظفر وأقر على نيابة الملك سلار وحلف له أمراء النواحي‏.‏

وجاء كتاب الناصر من الكرك بأنه لا يؤذ أحدًا وقد اختار الانقطاع والعزلة بالكرك وأن له عليهم بيعةً بالطاعة وقد أمرهم بالطاعة لمن يتولى ويشير بالاتفاق وما فيه تصريحٌ بعزل نفسه وولي برغلي موضع الذي تسلطن ومكان برغلي بتخاص ومكان بتخاص أقوش نائب الكرك‏.‏

وركب المظفر بأبهة السلطنة والسواد والعمامة المدورة والسيف الخليفتي والأعيان مشاة والصاحب حامل على رأسه التقليد من أمير المؤمنين في كيس أطلس أوله‏:‏ إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

وبلغ عدة الخلع ألفًا ومائتين‏.‏

ومات ببرزة الزاهد القدوة الكبير الشيخ عثمان بن عبد الله الحلبوني وقد شاخ‏.‏

وكان من الصعيد‏.‏

طلع النائب والقضاة إلى جنازته‏.‏

وكان ذا كشفٍ وتوجه وجدّ‏.‏

ترك الخبز سنين‏.‏

ومات بمصر المسند أبو علي شهاب الدين بن علي المحسني من أبناء الثمانين‏.‏

مكثرٌ عن ابن

ومات رئيس الطب بمصر العلم إبراهيم بن الرشيد بن أبي الوحش بن أبي حليقة قيل‏:‏ تركته ثلاثمائة ألف دينار‏.‏

وماتت المعمرة أم عبد الله فاطمة بنت سليمان بن عبد الكريم الأنصاري في ربيع الآخر عن قريب التسعين بدمشق‏.‏

لها إجازة من الفتح وابن عفيجة وجماعة‏.‏

وسمعت المسلم المازني وكريمة وابن رواحة‏.‏

وكانت صالحة‏.‏

روت الكثير‏.‏

وتفردت‏.‏

لم تتزوج‏.‏

ومات في رجب الملك المسعود نجم الدين خضر بن الظاهر في أول الكهولة توفي فجأةً‏.‏

ومات شيخ الحرم ظهير الدين محمد بن عبد الله بن منعة البغدادي عن بضع وسبعين سنة‏.‏

جاوز أربعين سنة وحدث عن الشرف المرسي‏.‏

توفي بناحية اليمن بالمهجم‏.‏

ومات الحافظ مفيد مصر شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن سامة الطائي السوادي الحنبلي في ذي القعدة عن سبع وأربعين سنة‏.‏

روى عن ابن عبد الدايم حضورًا وسمع وكتب الكثير بدمشق ومصر وحلب وبغداد والبصرة وأصبهان‏.‏

وكان فصيحًا متعبدًا كيسًا جيد المعرفة‏.‏

ومات بدمشق مسند الشام أبو جعفر محمد بن علي بن حسين السلمي العباسي الدمشقي بن الموازيني‏.‏

وكان دينًا متزهدًا حج مرات وجاور‏.‏

وتفرد عن أبي القاسم بن صصرى والبهاء وماتت بحماة الجليلة أم عمر خديجة بنت عمر بن أحمد بن العديم في عشر التسعين‏.‏

روت لنا عن الركن إبراهيم الحنفي‏.‏

ومات بغرناطة عالمها الحافظ المقرىء النحوي ذو العلوم أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي في ربيع الأول عن ثمانين سنة‏.‏

طلب العلم في سنة ست وأربعين وستمائة وسمع من جماعة‏.‏

وتفرد بالسنن الكبير للنسائي عن أبي الحسن الشاري بينه وبين المؤلف ستة أنفس‏.‏

ومات ببغداد شيخ المستنصرية المعمر عماد الدين إسماعيل بن علي بن الطبال‏.‏

سمع عمر بن كرم وابن روزبة وجماعة وتفرد‏.‏

سنة تسع وسبعمائة بعث بابن تيمية مع مقدم إلى الإسكندرية فاعتقل ببرج ومن أراد دخل إليه‏.‏

وأبطلت الخمور والفاحشة من السواحل‏.‏

وفي وسط السنة ثار أمراء وهموا بقتل المظفر بيبرس فتحرز فساقوا على حمية إلى العريش ثم دخلوا الكرك وحركوا همة السلطان‏.‏

وكان رأسهم نغيه المنصوري وهم فوق المائة فسار السلطان قاصدًا دمشق وراسل الأفرم فتوقف وقال‏:‏ كيف هذا وقد حلفنا للمظفر ثم خذل وفر إلى الشقيف ثم دخل السلطان إلى قصر الميدان وأتاه مسرعًا نائب

حلب قراسنقر ونائب حماه قبجق ونائب الساحل أسندمر والتف إليه جميع عساكر الشام ثم سار بهم بعد أيام في اهبة عظيمة نحو مصر فبرز المظفر بجيوشه فخامر عليه برغلي في أمراء فخارت قوته وانهزم نحو المغرب ودخل السلطان إلى مقر ملكه يوم الفطر بلا ضربة ولا طعنة ثم أمسك عدة أمراء عتاة وخذل المظفر فجاء إلى خدمة السلطان فوبخه ثم خنقه وأباد جماعة من رؤوس الشر وتمكن‏.‏

وهرب نائبه سلار نحو تبوك ثم خدع وجاء برجله إلى أجله فأميت جوعًا وأخذ من أمواله ما يضيق عنه الوصف من الجواهر والعين والملابس والمزركش والخيل المسومة ما قيمته أزيد من ثلاثة آلاف ألف دينار‏.‏

قل اللهم مالك الملك‏.‏

وثارت الحوازنة في هذه المدة وأقاموا الهوى وقتل منهم نحو الألف‏.‏

وأظهر خربندا الرفض بمملكته وغير الخطبة وشمخت الشيعة وجرت فتن كبار‏.‏

وانتزع كمال الدين بن الشيرازي بالجاه الشامية الكبرى من ابن الزملكاني باعتناء أسندمر‏.‏

وأمسك نغيه المذكور وقيد ثم مات‏.‏

ومات بمصر غريبًا شيخنا العلامة النحوي شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي بعد دخوله بأيام في المحرم عن أربع وستين سنة‏.‏

ثنا عن الفقيه اليونني وابن عبد الدايم‏.‏

وطلب الحديث فأكثر منه وأتقن النحو عن ابن مالك وصنف شرحًا للجرجانية‏.‏

وانتفع به جماعة من الفضلاء مع الدين والصيانة والفقه والتواضع‏.‏

ومات بدمشق كبير المؤذنين نجم الدين أيوب بن سليمان المصري المعروف بمؤذن النجيبي عن تسع وثمانين سنة‏.‏

وبلغنا موت نائب العراق أذينة وكان مسلمًا عادلًا يأتي الجمعة ماشيًا ولي مدة‏.‏

ومات بمصر الأمير الكبير الوزير شمس الدين سنقر المنصوري الأعسر وله عدة مماليك تقدموا‏.‏

وكان كبيرًا شهمًا عارفًا قيه ظلمٌ‏.‏

ومات بمصر الشيخ العارف المذكر تاج الدين أحمد بن محمد بن عطاء الله الإسكندراني صاحب أبي العباس المرسي‏.‏

ومات بمكة مسندها المعمر الصالح أبو العباس أحمد ابن أبي طالب الحمامي البغدادي الزانكي المجاور من زمان‏.‏

في جمادى الآخرة عن بضع وثمانين سنة‏.‏

سمع من الأنجب الحمامي أجزاء تفرد بها‏.‏

أخذ عنه ابن مسلم القاضي‏.‏

وشمس الدين بن الصلاح مدرس القيمرية وأجاز لأبي عبد الله‏.‏

ومات بمصر الشيخ نبيه الدين حسن بن حسين بن جبريل الأنصاري المعدل عن تسع وسبعين سنة‏.‏

سمع ابن المقير وابن رواج وغيرهما‏.‏

وماتت بحلب المعمرة أم محمد شهدة بنت الصاحب كمال الدين عمر بن العديم العقيلي

وولدت يوم عاشوراء سنة تسع عشرة وحضرت الكاشغري وعمر بن بدر‏.‏

ولها إجازة من ثابت بن مشرف‏.‏

وكانت تكتب وتحفظ أشياء وتتزهد وتتعبد سمعت منها‏.‏

ومات بدمشق المقرىء المعمر أبو إسحق إبراهيم بن أبي الحسن بن صدقة المخرمي عن بضع وثمانين سنة‏.‏

حدثنا عن ابن اللتي وجعفر ومكرم‏.‏

سنة عشر وسبعمائة دخلت وسلطان الوقت الملك الناصر محمد‏.‏

ونائبه بكتمر أمير جندار‏.‏

والوزير فخر الدين عمر بن الخليلي‏.‏

ونائب دمشق قراسنقر‏.‏

ونائب حماه قبجق ونائب حلب أسندمر‏.‏

ودرس بالعذراوية الصدر سليمان الكردي‏.‏

وبالشامية الجوانية الأمين سالم انتزعاهما من ابن الوكيل‏.‏

ثم أعيدتا إليه بشفاعة أسندمر‏.‏

ثم ذهب أسندمر إلى حماه فأخرق قراسنقر بابن الوكيل فخارت قوته وأسرع إلى القاضي الحنبلي فحكم بإسلامه‏.‏

وكانت الرشوة إلى قراسنقر متواصلة‏.‏

وجرت أمور‏.‏

وكان يتبرطل من الجهتين ففسد النظام وانعسفت الرعية‏.‏

وكان يتهاون بالصلاة‏.‏

ثم أخذت الشامية وردت إلى الأمين سالم جاءه توقيع من مصر‏.‏

وولي نظر الخزانة عز الدين أخو الجلال بن القلانسي بعد وفي أولها عزل ابن جماعة من القضاء بنائبه جمال الدين الزرعي لكونه امتنع يوم عقد المجلس لسلطنة المظفر فرآها له السلطان‏.‏

ثم بعد عام أعيد ابن جماعة إلى المنصب ثم جاء كتاب بعزل ابن الوكيل من جهاته‏.‏

ثم وزر بالشام عز الدين حمزة بن القلانسي‏.‏

وولي مشيخة الخوانق بدمشق الشهاب الكاشغري الشريف وكان قليل الخير‏.‏

وبعد أشهر أخذت من ابن الشيرازي الشامية فأعيدت إلى ابن الزملكاني‏.‏

وفي نيسان مطرنا مطرًا حمر كأعكر ماء الزيادة وبقي أثر الطين على الثمر والورق نحو شهرين‏.‏

وأمسك أسندمر نائب حلب وطوغان نائب إلبيرة‏.‏

لكن طوغان أنعم عليه بشد دمشق‏.‏

ومات بمصر الشاعر المحسن شهاب الدين أحمد بن عبد الملك العزازي التاجر‏.‏

وديوانه في مجلدين‏.‏

عاش بضعًا وسبعين سنة‏.‏

ومات بمصر الصالح عبد الله بن ريحان التقوي‏.‏

سمع ابن المقير والعلم ابن الصابوني وابن رواج‏.‏

وكان سمسارًا صدوقًا‏.‏

وماتت ببغداد ست الملوك فاطمة بنت علي بن علي بن أبي البدر‏.‏

روت كتابي الدارمي وعبد بن حميد عن ابن بهروز الطبيب‏.‏

توفيت في ربيع الأول‏.‏

ومات بالصالحية قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن حسن بن أبي موسى بن الحافظ عبد

الغني المقدسي مدرس الصاحبية الذي انتزع القضاء من تقي الدين سليمان بن حمزة ثم عزل بعد ثلاثة أشهر وأعيد تقي الدين‏.‏

روى عن ابن عبد الدايم وعاش أربعًا وخمسين سنة‏.‏

ومات نائب طرابلس الحاج بهادر سيف الدين المنصوري‏.‏

ومات قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السروجي الحنفي أحد أئمة المذهب‏.‏

عزل وطلب من دمشق ابن الحريري فولي مكانه فتوفي السروجي بعد أيام في ربيع الآخر وله ثلاث وسبعون سنة‏.‏

صنف التصانيف واشتهر‏.‏

وهلك جوعًا كما استفاض نائب الممالك سيف الدين سلار المغلي وقد بلغ من الجاه والمال والعز ما لا مزيد عليه‏.‏

تمكن إحدى عشرة سنة‏.‏

وكان إقطاعه نحوًا من أربعين طبلخاناه فحسبك‏.‏

وكان أسمر سهل الخدين ليس بطويل عاقلًا ذا هيئة قليل الظلم‏.‏

مات في جمادى الأولى‏.‏

وفيه مات بحماه الأمير سيف الدين قبجق المنصوري أحد الشجعان والأبطال‏.‏

وكان تركيًا تام الشكل محببًا إلى الرعية‏.‏

قارب الستين‏.‏

ويقال سقي‏.‏

والله أعلم‏.‏

ومات بدمشق المقرىء الخير أبو عمرو عثمان بن إبراهيم الحمصي النساخ في رجب عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏

حضر ابن الزبيدي‏.‏

وروى كثيرًا عن الضياء‏.‏

ومات بمصر شيخ الشافعية الشيخ نجم الدين أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع ابن الرفعة مصنف شرح الوسيط وشرح التنبيه وغير ذلك‏.‏

وعاش نيفًا وستين سنة‏.‏

توفي في رجب‏.‏

ومات في رمضان المسند العالم كمال الدين إسحاق بن أبي بكر بن إبراهيم الأسدي الحلبي بن النحاس الحنفي عن بضعٍ وسبعين سنة أو ثمانين سنة‏.‏

سمع ابن يعيش وابن قميرة وابن رواحة وابن خليل فأكثر‏.‏

ونسخ الأجزاء وانقطع بموته شيء كثير‏.‏

ومات بتبريز عالم العجم العلامة قطب الدين محمود بم مسعود بن مصلح الشيرازي عن ست وسبعين سنة‏.‏

توفي في سابع عشر رمضان‏.‏

وله تصانيف وتلامذة‏.‏

وكان ذا ذكاء باهر ومزاح ظاهر‏.‏

ومات ببغداد في رمضان الإمام نجم الدين أبو بكر عبد الله بن أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات بن محمد الأنباري ثم البابصري المقرىء خطيب جامع المنصور وشيخ المستنصرية بعد ابن الطبال وله اثنتان وثمانون سنة‏.‏

سمع ابن بهروز والأنجب الحمامي وأحمد بن المارستاني‏.‏

ومات باللجون العلامة المتفنن الشيخ علي بن علي بن أسمح اليعقوبي ويلقب مثلًا الناسخ الزاهد كان له عدة محفوظات‏.‏

حفظ مصابيح البغوي والمفصل والمقامات وسكن الروم وركب البغلة‏.‏

ثم تزهد وهاجر إلى دمشق واستمر بدلق ومئزر صغير أسود‏.‏

وتردد إلى المدارس وأقرأ العربية‏.‏

ومات بمصر في ذي القعدة المعمر الصدر بهاء الدين علي بن الفقيه عيسى بن سليمان بن رمضان الثعلبي المصري ابن القيم‏.‏

وكان ناظر الأوقاف‏.‏

وذكر مرة للوزارة‏.‏

وكان دينًا خيرًا متواضعًا حدث عن الفخر الفارسي وابن باقا‏.‏

وعاش سبعًا وتسعين سنة رحمه الله‏.‏