فصل: فيها حجَّ بالناس من العراق نظر الخادم بعد انقطاع الركب مدة فنهبوا في مكّة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 فيها حجَّ بالناس من العراق نظر الخادم بعد انقطاع الركب مدة فنهبوا في مكّة

وفيها أخذ زنكي الرّها من الفرنج‏.‏

وفيها توفي أبو البدر الكرخي إبراهيم بن محمد بن منصور‏.‏

تفرّد ‏[‏بأمالي ابن سمعون‏]‏ عن خديجة الشاهجانيّة وسمع أيضًا من الخطيب وطائفة‏.‏

توفي في ربيع الأوّل‏.‏

وتاشفين صاحب المغرب أمير المسلمين ولد علي بن يوسف بن تاشفين المصمودي البربري الملثّم‏.‏

ولي بعد أبيه سنتين وأشهرًا فكانت دولته في ضعف وسفالٍ وزوال مع وجود عبد المؤمن‏.‏

فتحصّن بمدينة وهران‏.‏

فصعد ليلةً في رمضان إلى مزارٍ بظاهر وهران فبيّته أصحاب عبد المؤمن‏.‏

فلما أيقن الشاب بالهلكة ركض فرسه فتردّى به إلى البحر فتحطّم وتلف ولم يبق لعبد المؤمن منازعٌ وتوجّه فأخذ تلمسان‏.‏

وأبو منصور بن الرزاز سعيد بن محمد بن عمر البغدادي شيخ الشافعيّة ومدرّس النظاميّة‏.‏

تفقّه على الغزّالي وأسعد الميهني وإلكيا الهرّاسي وأبي بكر الشاشي وأبي سعد المتولّي‏.‏

وأبو الحسن شريح بن محمد شريح الرُّعيني الإشبيلي خطيب إشبيلية ومقرئها ومسندها‏.‏

روى عن أبيه وأبي عبد الله بن منظور وأجاز له ابن حزم‏.‏

وقرأ القراءات على أبيه وبرع فيها‏.‏

رحل الناس إليه من الأقطار للحديث والقراءات‏.‏

ومات في شهر جمادى الأولى عن تسع وثمانين سنة‏.‏

وعلي بن هبة الله بن عبد السلام أبو الحسن الكاتب البغدادي‏.‏

سمع الكثير بنفسه وكتب وجمع وحدَّث عن الصريفيني وابن النقور‏.‏

توفي في رجب عن ثمانٍ وثمانين سنة‏.‏

وأبو البركات عمر عمر بن إبراهيم بن محمد العلويّ الزيدي الكوفي الحنفي النحوي‏.‏

أجاز له محمد بن علي بن عبد الرحمان العلويّ وسمع من أبي بكر الخطيب وخلق‏.‏

وسكن الشام مدّة وله مصنّفات في العربية‏.‏

وكان يقول‏:‏ أفتي برأي أبي حنيفة ظاهرًا وبمذهب زيد بن عليّ جدّي تديّنًا‏.‏

وقال أبي النّرسي‏:‏ كان جاروديًّا لا يرى الغسل من الجنابة‏.‏

قلت وقد اتّهم بالرفض والقدر والتجّهم توفي في شعبان وله سبع وتسعون سنة‏.‏

وشيّعه نحو ثلاثين ألفًا وكان مسند الكوفة‏.‏

وفاطمة بنت محمد بن أبي سعد البغدادي أم البهاء الواعظة مسندة إصبهان‏.‏

روت عن أبي وسمعت ‏[‏صحيح البخاري‏]‏ من سعيد العيّار‏.‏

توفيت في رمضان ولها أربعٌ وتسعون سنة‏.‏

وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسيّ ثم النيسابوري راوي ‏[‏السنن الكبير‏]‏ عن البيهقي وراوي ‏[‏البخاري‏]‏ عن العيّار‏.‏

توفي جمادى الآخرة وله إحدى وتسعون سنة‏.‏

وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن أحمد بن خيرون البغدادي المقرئ الدبّاس مصنف ‏[‏المفتاح‏]‏ و ‏[‏الموضح في القراءات‏]‏‏.‏

أدرك أصحاب أبي الحسن الحمّامي وسمع الحديث من أبي جعفر بن المسلمة والخطيب والكبار‏.‏

وتفرّد بإجازة أبي محمد الجوهري‏.‏

توفي في رجب وله خمس وثمانون سنة‏.‏

والمبارك بن عليّ أبو المكارم السمذّي البغدادي سمع الصريفيني وطائفة‏.‏

ومات يوم عاشوراء‏.‏

سنة أربعين وخمس مائة فيها توفي أبو سعد البغدادي الحافظ أحمد بن محمد بن أبي سعد أحمد بن الحسن الإصبهانّي‏.‏

ولد سنة ثلاث وستين وأربع مائة وسمع من عبد الرحمن وعبد الوهاب ابني منده وطبقتهما وببغداد عن عاصم بن الحسن‏.‏

قال أبو سعد السمعاني حافظٌ ديِّن خيّرٌ يحفظ ‏[‏صحيح مسلم‏]‏‏.‏

وكان يملي من حفظه‏.‏

وأبو بكر عبد الرحمان بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمان البحيريّ‏.‏

روى عن القشيريّ وأحمد بن منصور المغربي‏.‏

توفي في جمادى الأولى عن سبع وثمانين سنة‏.‏

وأبو منصور بن الجواليقي موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر البغدادي النحويّ اللغويّ‏.‏

روى عن أبي القاسم بن البسري وطائفة‏.‏

وأخذ الأدب عن أبي زكريا التبريزيّ‏.‏

وصنّف التصانيف وانتهى إليه علم اللغة وأم بالخليفة المقتفي وعلّمه الأدب‏.‏

وكان غزير العقل متواضعًا مهيبًا عاش أربعًا وسبعين سنة‏.‏

وتوفي في المحرّم ووهم من قال توفي سنة إحدى وأربعين‏.‏

سنة إحدى وأربعين وخمس مائة فيها حاصر زنكي قلعة جعبر‏.‏

فوثب عليه ثلاثةٌ من غلمانه فقتلوه وتملّك الموصل بعده ابنه غازي‏.‏

وتملّك حلب وغيرها ابنه الآخر نور الدين محمود‏.‏

وفيها أخذت الفرنج طرابلس المغرب بالسيف ثم عمروها‏.‏

وفيها توفي أبو البركات إسماعيل بن الشيخ أبي سعد أحمد بن محمد النيسابوي ثم البغداديّ شيخ الشيوخ وله ستٌ وسبعون سنة‏.‏

روى عن أبي القاسم بن البسري وطائفة‏.‏

وكان مهيبًا وحنبل بن علي أبو جعفر البخاري الصوفي رحل وسمع من شيخ الإسلام بهراة وصحبه وببغداد من أبي عبد الله النعالي توفي بهراة في شوّال‏.‏

وزنكي الأتابك عماد الدين صاحب الموصل وحلب ويعرف أبوه بالحاجب قسيم الدولة أقسنقر التركي‏.‏

ولي شحنكيّة بغداد في آخر دولة المستظهر بالله ثم نقل إلى الموصل وسلّم إليه السلطان محمود ولده فرُّخشاه الملقّب بالخفاجي ليربيه ولهذا قيل له أتابك‏.‏

وكان فارسًا شجاعًا ميمون النقيبة شديد البأس قوي المراس عظيم الهيبة فيه ظلمٌ وزعارة‏.‏

ملك الموصل وحلب وحماة وحمص وبعلبك والمعرّة‏.‏

قتله بعض غلمانه وهو نائهٌ وهربوا إلى قلعة جعبر‏.‏

ففتح لهم صاحبها عليّ بن مالك العقيليّ‏.‏

وكان سامحه الله حسن الصورة أسمر مليح العينين قد وخطه الشيب‏.‏

وجاوز الستين‏.‏

قتل في ربيع الآخر‏.‏

وأبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل الأنصاري الأندلسي البلنسيّ المحدّث‏.‏

رحل إلى المشرق وسافر في التجارة إلى الصين‏.‏

وكان فقيهًا عالمًا متقنًا سمع أبا عبد الله النعالي وطرّاد بن محمد وطائفة وسكن إصبهان مدّة ثم بغداد وتفقّه على الغزّالي‏.‏

توفي في المحرم‏.‏

وسبط الخيّاط الإمام أبو محمد عبد الله بن علي البغدادي المقرئ النحويّ شيخ المقرئين بالعراق وصاحب التصانيف‏.‏

ولد سنة أربعٍ وستين وأربع مائة وسمع من أبي الحسين بن النقور

وطائفة‏.‏

وقرأ القرآن على جدّه الزاهد أبي منصور والشريف عبد القاهر وطائفة‏.‏

وبرع في العربيّة على ابن فاخر‏.‏

وأمّ بمسجد ابن جردة بضعًا وخمسين سنة‏.‏

وقرأ عليه خلقٌ‏.‏

وكان من أندى الناس صوتً بالقرآن‏.‏

توفي في ربيع الآخر‏.‏

وكان الجمع في جنازته يفوق الإحصاء‏.‏

وأبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحّامي أخو زاهر‏.‏

توفي في جمادى الآخرة عن ست وثمانين سنة‏.‏

سمع القشيريّ وأبا حامد الأزهريّ ويعقوب الصيرفيّ وطبقتهم وطائفة بهراة وببغداد والحجاز‏.‏

وأملى مدة‏.‏

وكان خيّرًا متواضعًا متعبّدًا لا كأخيه‏.‏

وقد تفرّد في عصره‏.‏

سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة فيها غزا نور الدين محمود بن زنكي فافتتح ثلاثة حصون للفرنج بأعمال حلب‏.‏

وفيها كان الغلاء المفرط بل وقبلها سنوات بأفريقية حتى أكلوا لحوم الآدمييّن‏.‏

وفيها توفي أبو الحسن بن الآبنوسي أحمد بن أبي محمد عبد الله بن علي البغداديّ الشافعيّ الوكيل‏.‏

سمع أبا القاسم بن البسرى وطبقته‏.‏

وتفقّه وبرع قرأ الكلام والاعتزال‏.‏

ثم لطف الله به وتحوّل سنيًّا‏.‏

توفي في ذي الحجة عن بضع وسبعين سنة‏.‏

روى عن أبي عبد الله الطلاعي وأبي على الغسّاني وطبقتهما‏.‏

وكان إمامًا حافلًا بصيرًا بمذهب مالك‏.‏

ودقائقه إمامًا في الحديث ومعرفة رجاله وعلله‏.‏

له مصنفاتٌ مشهورةٌ‏.‏

ولم يكن في وقته بالأندلس مثله‏.‏

ولكنّه كان قليل العربية رثَّ الهيئة خاملًا‏.‏

توفي في المحرم‏.‏

وأبو بكر الأشقر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال‏.‏

روى عن أبي الحسين بن المهتدي بالله والصريفيني‏.‏

وكان خيّرًا صحيح السماع‏.‏

توفي في صفر‏.‏

ودعوان بن عليّ أبو محمد مقرئ بغداد بعد سبط الخيّاط‏.‏

قرأ القراءات على ابن سوار وعبد القاهر العبّاسي‏.‏

وسمع من رزق الله وطائفة‏.‏

توفي في ذي القعدة‏.‏

وعلي بن عبد السيِّد أبو القاسم ابن العلاّمة أبي نصر بن الصبّاغ الشاهد‏.‏

سمع من الصريفيني كتاب ‏[‏السبعة‏]‏ لابن مجاهد وعدة أجزاء‏.‏

وكان صالحًا حسن الطريقة‏.‏

توفي في جمادي الأولى‏.‏

وعمر بن ظفر أبو حفص المغازليّ مفيد بغداد‏.‏

سمع أبا القاسم بن البسري فمن بعده‏.‏

وأقرأ القرآن مدّةً وكتب الكثير‏.‏

توفي في شعبان‏.‏

وأبو عبد الله الجلاّبي القاضي محمد بن علي بن محمد بن الطيّب الواسطي المغازلّي‏.‏

سمع من محمد بن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي والحسن بن أحمد الغندجاني وطائفة‏.‏

وأجاز له أبو غالب بن بشران اللغوي وطبقته‏.‏

وكان ينوب في الحكم بواسط‏.‏

وأبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القويّ المصيّصي ثم الّلاذقي ثم الدمشقيّ الفقيه الشافعيُّ الأصوليًُّ الأشعريّ‏.‏

سمع من أبي بكر الخطيب بصور وتفقّه على الفقيه نصرٍ المقدسي وسمع ببغداد من رزق الله وعاصم وبإصبهان من ابن شكرويه‏.‏

ودرّس بالغزاليّة‏.‏

ووقف وقوفًا وأفتى واشتغل وصار شيخ دمشق في وقته‏.‏

توفي في ربيع الأوّل وله أربع وتسعون سنة‏.‏

وآخر أصحابه ابن أبي لقمة‏.‏

وأبو السعادات بن الشَّجريّ هبة الله بن عليّ العلويّ البغداديّ النحوي صاحب التصانيف‏.‏

توفي في رمضان وله اثنتان وتسعون سنة‏.‏

وقد سمع في الكهولة من أبي الحسين بن الطيوري وغيره‏.‏

سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة في ربيع الأوّل نازلت الفرنج دمشق في عشرة آلاف فارس وستين ألف راجل‏.‏

فخرج المسلمون من دمشق للمصاف فكانوا مائة وثلاثين ألف راجل وعسكر البلد‏.‏

فاستشهد نحو المائتين‏.‏

ثم بروزا في اليوم الثاني فاستشهد جماعةٌ وقتل من الفرنج عدد كثيرٌ‏.‏

فلما كان أهل دمشق في الاستغاثة والتضرّع إلى الله‏.‏

وأخرجوا المصحف العثماني إلى صحن الجامع‏.‏

وضجّ النساء والأطفال مكشفي الرؤوس وصدقوا الافتقار إلى الله فأغاثهم وركب قسّيس الفرنج وفي عنقه صليبٌ وفي يده صليب وقال‏:‏ أنا قد وعدني المسيح أن آخذ دمشق‏.‏

فاجتمعوا حوله وحمل على البلد‏.‏

فحمل عليه المسلمون فقتلوه وقتلوا حماره وأحرقوا الصلبان‏.‏

ووصلت النجدة فانهزمت الفرنج وأصيب منهم خلقٌ‏.‏

وسبب هزيمتهم أّن مقدّم الجيش معين الدين أنر أرسل يقول للفرنج الغرباء‏:‏ إنّ صاحب الشرق قد حضر فإن رحلتم وإلا سلمت دمشق إليه وحينئذ تندمون‏.‏

وأرسل إلى فرنج الشام يقول‏:‏ بأيّ عقل تساعدون هؤلاء الغرباء علينا وأنتم تعلمون أّنهم إن ملكوا أخذوا بلادكم وأنا إن ملكت سلّمت البلد إلى أولاد زنكي فلا يبقى لكم معه ملك‏.‏

فأجابوه إلى التخلَّي عن ملك الألمان وبذل لهم حصن بانياس فاجتمعوا بملك الألمان وخوفوه من عساكر الشرق‏.‏

فترحّل في البحر من عكّا وبلاده وراء القسطنطينيّة‏.‏

وفيها سارت بعض العساكر محاربين منابذين للسلطان مسعود ومعهم محمد شاه ابن السلطان محمود ونازلوا بغداد وعاثوا ونهبوا وسبوا البنات‏.‏

فعسكر المقتفي وقاتلت العامة وبقي الحصار أيّامًا‏.‏

ثم برز الناس بالعدّة التامة فتقهقر لهم العسكر فتبعوهم‏.‏

فخرج كمين للعسكر فانهزمت العامة وقتل منهم يومئذ نحو الخمس مائة‏.‏

ثم تلافت الأمراء القضية ورموا نفوسهم تحت التاج واعتذروا فلم يجابوا إلى ثاني يوم‏.‏

وترحّلوا‏.‏

وأما السواد فخرب ودخل أهله في جوع وعرى يستعطفون‏.‏

وفيها كان شدة القحط بافريقية‏.‏

فانتهز رجار صاحب صقلية الفرصة وأقبل في مائتين وخمسين مركبًا‏.‏

فهرب منه صاحب المهديّة فأخذها الملعون بلا ضربة ولا طعنة وانتهبها ساعتين وأمّنهم‏.‏

وصار للفرنج من أطرابلس المغرب إلى قريب تونس‏.‏

وأما صاحبها الحسن بن علي بن يحيى بن تميم الباديسي فإنه عزم على الالتجاء إلى عبد المؤمن‏.‏

والحسن هو التاسع من ملوك بني زيري بالقيروان‏.‏

وفيها توفي أبو تمام أحمد بن أبي العزّ محمد بن المختار بن المؤيد بالله الهاشميّ العباسيّ البغداديّ السفّار نزيل خراسان‏.‏

سمع أبا جعفر بن المسلمة وغيره‏.‏

وتوفي في ذي القعدة بنيسابور عن بضعٍ وتسعين سنة‏.‏

وأبو إسحاق الغنوي إبراهيم بن محمد بن نبهان الرقّي الصوفي الفقيه الشافعي‏.‏

سمع رزق الله التميمي وتفقّه على الغزّالي وغيره‏.‏

وكان ذا سمتٍ ووقارٍ وعبادةٍ وهو راوي ‏[‏خطب ابن نباتة‏]‏‏.‏

توفي في ذي الحجة عن خمس وثمانين سنة‏.‏

وقاضي العراق أبو الحسن الزينبي علي بن نور الهدى أبي طالب الحسين بن محمد بن علي العبّاسي الحنفي‏.‏

سمع من أبيه وعمّه طراد‏.‏

وكان ذا عقل ووقار ورزانةٍ وعلمٍ وشهامةٍ ورأي‏.‏

أعرض عنه في الآخر المقتفي وجعل معه في القضاء ابن المرخّم ثم مرض ومات يوم الأضحى‏.‏

والمبارك بن كامل الخفّاف أبو بكر الظفريّ محدِّث بغداد ومفيدها‏.‏

أخذ عمّن دبَّ ودرج وأفنى عمره في هذا الشأن فلم يمهر فيه‏.‏

سمع أبا القاسم بن بيان وطبقته وعاش ثلاثًا وخمسين سنة‏.‏

وكان فقيرًا متعفّفًا‏.‏

وأبو الدرّ ياقوت الرومي التاجر عتيق ابن البخاري حدّث بدمشق ومصر وبغداد عن الصريفيني بمجالس المخلّص وغير ذلك‏.‏

وتوفي بدمشق في شعبان‏.‏

وأبو الحجاج الفندلاوي يوسف بن دوباس المغربي المالكي‏.‏

كان فقيهًا عالمًا صالحًا حلو المجالسة شديد التعصُّب للأشعريّة صاحب تحرُّق على الحنابلة‏.‏

قتل في سبيل الله في حصار الفرنج لدمشق مقبلًا غير مدبر بالنيرب أوّل يوم جاءت الفرنج وقبره يزار بمقبرة باب الصغير‏.‏

سنة أربعٍ وأربعين وخمس مائة فيها كسر الملك نور الدين الفرنج‏.‏

وكانت وقعة ميمونة قتل فيها ألفٌ وخمس مائة من الفرنج

منهم صاحب أنطاكية وأسر مثلهم‏.‏

وسار فافتتح حصن فامية وكان أهل حماة وحمص منه في ضرٍّ‏.‏

ثم أسر جوسلين صاحب عين تاب وتل باشر وعزاز والبيرة وبهسنة والراوندان ومرعش‏.‏

وأعطي نور الدين التركمانيَّ الذي أسره عشرة آلاف دينار واستولى على أكثر بلاده‏.‏

وفيها استوزر المقتفي عون الدين أبا المظفّر بن هبيره‏.‏

وفيها توفي القاضي أبو بكر الأرَّجاني أحمد بن الحسين ناصح الدين قاضي تستر وحامل لواء الشعر بالمشرق‏.‏

وله ‏[‏ديوانٌ‏]‏ مشهور‏.‏

روى عن ابن ماجه الأبهري‏.‏

وتوفي في ربيع الأول وقد شاخ‏.‏

وأرّجان مشدّدٌ بلدٌ صغير في عمل الأهواز‏.‏

وأبو المحاسن أسعد بن عليّ بن الموفّق الهرويّ الحنفيّ العبد الصالح راوي ‏[‏الصحيح‏]‏ و ‏[‏الدارمي‏]‏ و ‏[‏عبد‏]‏ عن الداودي‏.‏

عاش خمسًا وثمانين سنة‏.‏

وألأمير معين الدي أنر بن عبد الله الطغتكيني مقدّم عسكر دمشق ومدبِّر الدولة‏.‏

كان عاقلًا سائسًا مدبّرًا حسن الديانة ظاهر الشجاعة كثير الصدقات‏.‏

وهو مدفونٌ بقبّته التي بين دار البطّيخ والشاميّة‏.‏

توفي في ربيع الآخر وله مدرسة بالبلد‏.‏

والحافظ لدين الله أبو الميمون عبد المجيد بن محمد بن المستنصر بالله العبيدي الرافضيّ صاحب فاستولى عليه أحمد بن الأفضل أمير الجيوش وضيّق عليه‏.‏

وكان يعتريه القولنج فعمل له شيرماه الديلمي طبلًا مركّبًا من المعادن السبعة إذا ضربه ذو القولنج خرج منه ريحٌ متتابعة واستراح‏.‏

مات في جمادي الأولى‏.‏

وكانت دولته عشرين سنة إلاّ خمسة أشهر‏.‏

وقام بعده ابنه الظافر‏.‏

والقاضي عياض بن موسى بن عياض العلامة أبو الفضل اليحصبي السَّبتي المالكيّ أحد الأعلام‏.‏

ولد سنة ست وسبعين وأربع مائة وأجاز له أبو عليّ الغساني وسمع من أبي علي بن سكّراة وأبي محمد بن عتاب وطبقتهما‏.‏

ولي قضاء سبتة مدّةً ثم قضاء غرناطة وصنّف التصانيف البديعة‏.‏

توفي بمراكش في جمادي الآخرة‏.‏

وغازي السلطان سيف الدين صاحب الموصل وابن احبها زنكي ابن آقسنقر‏.‏

كان فيه دينٌ وخيرٌ وشجاعة وإقدام‏.‏

توفي في جمادي الآخرة وقد نيّف على الأربعين‏.‏

وتملّك بعده أخوه قطب الدين مودود‏.‏

سنة خمس وأربعين وخمس مائة فيها أخذت العربان ركب العراق وراح للخاتون أخت السلطان مسعود ما قيمته مائة ألف دينار‏.‏

وتمزّق الناس ومات خلقٌ جوعًا وعطشًا‏.‏

وفيها نازل نور الدين دمشق وضايقها‏.‏

ثم خرج إليه صاحبها مجير الدين أبق ووزيره ابن الصوفيّ فخلع عليهما‏.‏

وردَّ إلى حلب ونفوس الناس قد أحبته لما رأوا من دينه‏.‏

وفيها توفي الرئيس أبو علي الحسن بن علي الشحّامي النيسابوريّ‏.‏

روى عن الفضل بن المحب وجماعة‏.‏

توفي بمرو في شعبان‏.‏

وأبو بكر محمد بن عبد العزيز بن علي الدِّينوريّ ثم البغدادي البيّع‏.‏

سمع أبا نصر الزينبيّ وعاصم بن الحسن وجماعة‏.‏

وتوفي في المحرّم وله سبعون سنة‏.‏

والمبارك بن أحمد بن بركة الكندي البغدادي الخبّاز شيخٌ فقيرٌ يخبز بيده ويبيعه‏.‏

سمع أبا نصرٍ الزينبي وعاصم بن الحسن وطائفة‏.‏

توفي في شوال‏.‏

سنة ست وأربعين وخمس مائة فيها توفي أبو النصر الفامي عبد الرحمان بن عبد الجبّار الحافظ محدث هراة وله أربعٌ وسبعون سنة‏.‏

كان خيّرًا متواضعًا صالحًا فاضلًا سمع شيخ الإسلام ونجيب بن ميمون وطبقتهما‏.‏

وعمر بن علي أبو سعد المحموديّ البلخي‏.‏

توفي في رمضان عن تسعين سنة‏.‏

سمع أبا عليّ الوحشي وهو آخر من حدّث عنه‏.‏

والقاضي أبو بكر بن العربي محمد بن عبد الله بن محمد الإشبيلي المالكي الحافظ أحد الأعلام وعالم أهل الأندلس ومسندهم‏.‏

ولد سنة ثمان وستين وأربع مائة ورحل مع أبيه سنة خمس وثمانين ودخل الشام فسمع من الفقيه نصر المقدسي وأبي الفضل بن الفرات وببغداد من أبي طلحة النِّعالي وطراد وبمصر من الخلعي وتفقه على الغزّالي وأبي بكر الشاشي وأبي الوليد الطرطوشي‏.‏

وكان من أهل التفنّن في العلوم والاستبحار فيها مع الذكاء المفرط‏.‏

ولي قضاء أشبيلية مدةً وصرف فأقبل على نشر العلم وتصنيفه في التفسير والحديث والفقه والأصول‏.‏

توفي بفاس في ربيع الآخر‏.‏

وتوشتكين الرضوانيّ مولى ابن رضوان المراتبي‏.‏

شيخٌ صالح متودّدٌ‏.‏

روى عن علي بن البسري وعاصم وتوفي في ذي القعدة عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏

وأبو الأسعد هبة الرحمان بن عبد الواحد بن الشيخ أبي القاسم القشيريّ النيسابوري خطيب نيسابور ومسندها‏.‏

سمع من جدّه حضورًا ومن جدّته فاطمة بنت الدقّاق ويعقوب بن أحمد الصيرفي وطائفة‏.‏

وروى الكتب الكبار ‏[‏كالبخاري‏]‏ و‏[‏مسند أبي عوانة‏]‏ ومات في شوال عن سبع وثمانين سنة‏.‏

وأبو الوليد بن الدبّاغ يوسف بن عبد العزيز اللخمي الأندي ثم الدش المرسي الحافظ تلميذ أبي علي بن سكّرة‏.‏

كان إمامًا مفتيًا رأسًا في الحديث وطرقه ورجاله‏.‏

وعاش خمسًا وستين سنة‏.‏