فصل: سنة خمس وخمسين وخمس مائة فيها تملك سليمان شاه همذان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة خمس وخمسين وخمس مائة فيها تملك سليمان شاه همذان‏.‏

وذهب ملكشاه إلى إصبهان فمات بها‏.‏

وتوفي المقتفي وعقدت البيعة يومئذ للمستنجد بالله ولده‏.‏

فأول من بايعه أخوه الكبير ثم ابن هبيرة وقاضي القضاة أبو الحسن الدامغاني‏.‏

وفيها توفي الفائز صاحب مصر وأقيم بعده العاضد‏.‏

وفيها قبضت الأمراء على سليمان شاه وخطبوا لأرسلان شاه بن طغرل بن محمد بن ملكشاه‏.‏

بقيام زوج أمه ألدكر صاحب أران وأذربيجان‏.‏

وفيها توفي العميد بن القلانسي صاحب التاريخ أبو يعلي حمزة بن أسد التميمي الدمشقي الكاتب‏.‏

حدث عن سهل بن بشر الأسفراييني‏.‏

وولي رئاسة البلد مرتين‏.‏

وكان يسمى أيضًا المسلم‏.‏

توفي في ربيع الأول عن بضع وثمانين سنة‏.‏

وأبو يعلي بن الحبوبي حمزة بن علي بن هبة الله الثعلبي الدمشقي البزبز‏.‏

سمع أبا القاسم المصيصي ونصر المقدسي‏.‏

مات في جمادى الأولى عن بضع وثمانين سنة‏.‏

وكان لابأس به‏.‏

وخسروا شاه سلطان غزنة‏.‏

تملك بعد أبيه بهرام شاه بن مسعود بن إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين‏.‏

وكان عادلًا سائسًا مقربًا للعلماء‏.‏

وكانت دولته تسع سنين‏.‏

وتملك بعده ولده ملكشاه‏.‏

وأبو جعفر الثقفي قاضي العراق عبد الواحد بن أحمد ابن محمد وقد ناهز الثمانين‏.‏

ولي قضاةالكوفة مدة وسمع من أبي النرسي‏.‏

ثم ولاه المستنجد في هذا العام قضاء القضاة‏.‏

فتوفي في آخر العام وقد ناهز الثمانين‏.‏

وولي بعده ابنه جعفر‏.‏

والفائز بنصر الله أبو القاسم عيسى بن الظافر إسماعيل بن الحافظ عبد المجيد بن محمد بن المستنصر العبيدي‏.‏

أقيم في الخلافة بعد قتل أبيه وله خمس سنين‏.‏

فحمله الوزير عباس على كتفه وقال‏:‏ يا أمراء‏:‏ هذا ولد مولاكم وقد قتل مولاكم أخواه فقتلتهما كما ترون‏.‏

فبايعوا هذا الطفل‏.‏

فقالوا سمعنا وأطعنا‏.‏

وضجوا ضجة واحدة‏.‏

ففزع الصبي وبال واختل عقله‏.‏

فيما قيل من تلك الصيحة‏.‏

وصار يتحرك ويصرع‏.‏

وتوفي في رجب من هذه السنة وكان الحل والربط لعباس‏.‏

فلما هرب عباس وقتل كان الأمر للصالح طلائع بن رزيك‏.‏

والمقتفي لأمر الله أبو عبد الله محمد بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله عبد الله بن الأمير محمد بن القائم العباسي أمير المؤمنين‏.‏

كان عالمًا فاضلًا دينًا حليمًا شجاعًا مهيبًا خليقًا للإمارة كامل السؤدد‏.‏

وكان لايجري في دولته أمر وإن صغر إلا بتوقيعه‏.‏

وكتب في أيام خلافته ثلاث ربعات‏.‏

ووزر له علي بن طراد ثم أبو نصر بن جهير ثم علي بن صدقة ثم ابن هبيرة وحجبه أبو المعالي بن الصاحب ثم جماعة بعده‏.‏

وكان آدم اللون بوجهه أثر جدري مليح الشيبة عظيم الهيبة ابن حبشية‏.‏

كانت دولته خمسًا وعشرين سنة‏.‏

توفي في ربيع الأول عن ست وستين سنة‏.‏

وقد جدد باب الكعبة واتخذ لنفسه من العقيق تابوتًا دفن فيه وأبو المظفر التريكي محمد بن أحمد بن علي العباسي خطيب جامع المهدي‏.‏

روى عن أبي نصر الزيني وعاصم بن الحسن وعاش خمسًا وثمانين سنة‏.‏

توفي في نصف ذي القعدة‏.‏

وأبو الفتوح الطائي محمدبن أبي جعفر محمد بن علي الهمذاني صاحب الأربعين سمع فيد بن عبدالرحمن الشعراني وإسماعيل بن الحسن الفرائضي وطائفة بخراسان والعراق والجبال توفي في شوال عن خمس وثمانين‏.‏

سنة ست وخمسين وخمس مائة فيها ركب المستنجد بالله إلى الصيد مرتين‏.‏

وفيها توفي أبو حكيم النهراوني إبراهيم بن دينار الحنبلي الزاهد الفرضي أحد من كان يضرب به المثل في الحلم والتواضع‏.‏

أنشأ مدرسة بباب الأزج‏.‏

وقد اجتهد جماعة على إغضابه فلم يقدروا‏.‏

وكان بصيربً بالمذهب‏.‏

وعلاء الدين الحسين بن الحسين الغوري سلطان الغور تملك بعده ولده سيف الدين محمد‏.‏

وسليمان شاه ابن السلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي‏.‏

وكان أهوج أخرق فاسقًا بل زنديقًا يشرب الخمر في نهار رمضان‏.‏

قبض عليه الأمراء في العام الماضي ثم خنق في ربيع الآخر من هذه السنة‏.‏

وطلائع بن رزيك الأرمني ثم المصري الملك الصالح وزير الديار المصرية‏.‏

غلب على الأمور في سنة تسع وأربعين‏.‏

وكان أديبًا شاعرًا فاضلًا رافضيًا جوادًا ممدحًا‏.‏

ولما بايع العاضد زوجه بابنته‏.‏

ونقض أرزاق الأمراء فعملوا عليه بإشارة العاضد وقتلوه في الدهليز في رمضان‏.‏

وكان في نصر التشييع كالسكة المحماة‏.‏

كان يجمع الفقهاء ويناظهرهم على الإمامة وعلى القدر وله مصنف في ذلك‏.‏

وأبو الفتح بن الصابوني عبد الوهاب بن محمد المالكي المقرئ الخفاف من قرية المالكية‏.‏

روى عن النعالي وابن البطر وطبقتهما‏.‏

وكتب وحصل وجمع أربعين حديثًا‏.‏

وقرأ القراءات على ابن بدران الحلواني وغيره‏.‏

وتصدر للإقراء‏.‏

وكان قيمًا بالفن‏.‏

توفي في صفر عن أربع وسبعين سنة‏.‏

والوزير جلال الدين أبو الرضا محمد بن أحمد بن صدفة‏.‏

وزر للراشد بالله‏.‏

وكان في خير ودين‏.‏

توفي في شعبان عن ثمان وخمسين سنة‏.‏

وابن المادح أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي البغدادي‏.‏

روى عن أبي نصر الزينبي وجماعة وتوفي في ذي القعدة‏.‏

والخاقان محمود بن محمد التركي سلطان ما وراء النهر وابن بنت السلطان ملكشاه السلجوقي‏.‏

سار بالغز في وسط السنة وحاصر نيسابور شهرين‏.‏

وكان كالمقهور مع الغز فهرب منهم إلى سنة سبع وخمسين وخمس مائة فيها كان مصاف هائل بين جيوش أذربيجان وبين الكرج‏.‏

فنصر الله الإسلام‏.‏

وكانت الغنيمة تتجاوز الوصف‏.‏

وفيها حج الركب العراقي وحيل بينهم وبين البيت إلا شرذمةيسيرة ورد الناس بلا طواف‏.‏

وفيها توفي أبو يعلي حمزة بن أحمد بن فارس بن كروس السلمي الدمشقي‏.‏

روى عن نصر المقدسي ومكي الرميلي وجماعة‏.‏

وكان شيخًا مباركًا حسن السمت‏.‏

توفي في صفر عن أربع وثمانين سنة‏.‏

تفرد برواية الموطأ‏.‏

وزمرد الخا تون المحترمة صفوة الملوك بنت الأمير جاولي أخت دقاق صاحب دمشق لأمه وزوجة تاج الملوك بوري وأم ولديه شمس الملوك إسماعيل ومحمود‏.‏

سمعت من أبي الحسن بن قبيس واستنسخت الكتب‏.‏

وحفظت القرآن‏.‏

وبنت الخاتونية بصنعاء دمشق‏.‏

ثم تزوجها أتابك زنكي فبقيت معه تسع سنين فلما قتل حجت وجاورت بالمدينة ودفنت بالبقيع‏.‏

أما خاتون بنت أنر زوجة الملك نور الدين فتأخرت ولها مدرسة بدمشق وخانقاه معروفة على نهر باناس‏.‏

وأبو مروان عبد الملك بن زهر بن عبد الملك الإشبيلي طبيب عبد المؤمن وصاحب التصانيف‏.‏

أخذ عن والده وبرع في الصناعة‏.‏

والشيخ عدي بن مسافر بن إسماعيل الشامي ثم الهكاري الزاهد قطب المشايخ وبركة الوقت وصاحب الأحوال والكرامات‏.‏

صحب الشيخ عقيلًا المنبجي والشيخ حماد الدباس وعاش تسعين سنة‏.‏

ولأصحابه فيه عقيدة تتجاوز الحد‏.‏

وهبة الله بن أحمد الشبلي أ بو المظفر القصار المؤذن‏.‏

توفي في سلخ السنة عن ثمان وثمانين سنة وبه ختم السماع من أبي نصر الزينبي‏.‏

وهبة الله بن أحمد أبو بكر الحفار‏.‏

روى عن رزق الله التميمي‏.‏

وتوفي في شوال وكلاهما ببغداد‏.‏

سنة ثمان وخمسين وخمس مائة فيها غزا نور الدين ونزل تحت حصن الأكراد وكبست الفرنج جيشه فوقعت الهزيمة‏.‏

وركب نور الدين فرسًا ونجا‏.‏

ونزل على بحيرة حمص وحلف لا يستظل بسقف أويأخذ بالثأر‏.‏

ثم لم شعث العسكر‏.‏

وفيها سار جيش المستنجد فالتقوا آل دبيس الأسديين أصحاب الحلة فالتقوهم فخذلت بنو أسد وقتل من العرب نحو أربعة آلاف وقطع دابرهم فلم يقم لهم بعدها قائمة‏.‏

وفيها توفي الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة الزاهد والد الشيخ أبي عمر والشيخ الموفق وله سبع وستون سنة‏.‏

وكان خطيب جماعيل ففر بدينه من الفرنج إ فهاجر إلى الله ونزل هو وآله بمسجد أبي صالح الذي بظاهر باب شرقي سنتين‏.‏

ثم صعد إلى الجبل وبنى الدير ونزل هو وآله بسفح قاسيون‏.‏

وكانوا يعرفون بالصالحية لنزولهم بمسجد أبي صالح ومن ثم قيل جبل الصالحية‏.‏

وكان زاهدًا صالحًا قانتًا لله صاحب جد وصدق وحرص على الخير‏.‏

رحمة الله عليه‏.‏

وشهردار ابن الحافظ شيرويه بن شهردار الديلمي‏.‏

المحدث أبو منصور الديلمي‏.‏

قال ابن السمعاني‏:‏ كان حافظًا عارفًا بالحديث فهمًا بالحديث فهمًا عارفًا بالأدب ظريفًا‏.‏

سمع أباه وعبدوس بن عبد الله ومكي السلار وطائفة وأجاز له أبو بكر بن خلف الشيرازي‏.‏

وعاش خمسًا وسبعين سنة‏.‏

وعبد المؤمن بن علي القيسي الكومي التلمساني صاحب المغرب والأندلس‏.‏

وكان أبوه صانعًا في الفخار فصار أمره إلى ما صار‏.‏

وكان أبيض مليحًا ذا جسم وعمم يعلوه حمرة أسود الشعر معتدل القامة وضيئًا جهوري الصوت فصيحًا عذب المنطق لايراه أحد إلا أحبه بديهة‏.‏

وكان في الآخر شيخًا أنقى‏.‏

وقد سقت أخباره في تاريخي الكبير‏.‏

مات غازيًا بمدينة سلا في جمادى الآخرة‏.‏

وكان ملكًا عادلًا سائسًا عظيم الهيبة عالي الهمة كثير المحاسن متين الديانة قليل المثل‏.‏

كان يقرأ كل يوم سبعًا ويجتنب لبس الحرير ويصوم الاثنين والخميس ويهتم بالجهاد والنظر في الأمور كأنما خلق للملك‏.‏

وسديد الدولة بن الأنباري صاحب ديوان الإنشاء ببغداد وهو محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم الشيباني الكاتب البليغ‏:‏ أقام في الإنشاء خمسين سنة‏.‏

وناب في الوزارة ونفذ رسولًا‏.‏

وكان ذا رأي وحزم وعقل‏.‏

عاش نيفًا وثمانين سنة‏.‏

والجواد جمال الدين أبو جعفر محمد بن علي الإصبهاني وزير صاحب الموصل أتابك زنكي‏.‏

كان رئيسًا نبيلًا مفخمًا دمث الأخلاق سمحًا كريمًا مفضالًا متبوعًا في أفعال البر والقرب مبالغًا في ذلك‏.‏

وقد وزر أيضًا لولد زنكي سيف الدين غازي ثم لأخيه قطب الدين مدة ثم قبض عليه في هذه السنة وحبسه‏.‏

ومات في العام الآتي فنقل ودفن بالبقيع‏.‏

ولقد حكى ابن الأثير في ترجمة الجواد مآثر ومحاسن لم يسمع بمثلها في الأعمار‏.‏

فيها كسر نور الدين الفرنج وأسر الإبرنس‏.‏

وذلك أن صاحب ماردين نجم الدين نازل حارم فنجدتها الفرنج واجتمع عليها طائفة من ملوكهم وعلى الكل بيمند صاحب أنطاكية‏.‏

ففر صاحب ماردين‏.‏

وقصدهم نور الدين فالتقاهم‏.‏

فانهزمت ميمنته وتبعتهم فرسان الفرنج فمالت ميسرته على رجالة الفرنج فحصدتهم فلما ردت فرسانهم ردت خلفهم الميمنة ومن بين أيديهم الميسرة‏.‏

فأحاط به المسلمون وحمي الحرب واستحر القتل بالفرنج والأسر فأسر صاحب أنطاكية وصاحب طرابلس ومقدم الروم الدوك‏.‏

وزادت عدة القتلى على عشرة آلاف وتسلم نور الدين قلعة حارم وفي آخر السنةقلعة بانياس‏.‏

وفيها سار ملك القسطنطينية بجيوشه وقصد بلاد الإسلام‏.‏

فلما قاربوا مملكة قلج أرسلان جعل التركمان يبيتونهم ويغيرون عليهم في الليل حتى قتلوا منهم نحو العشرة آلاف فردوا بذلة‏.‏

وطمع فيهم المسلمون وأخذوا لهم عدة حصون‏.‏

ولله الحمد‏.‏

وفيها سار جيش نور الدين مع مقدم عسكره أسد الدين شيركوه فدخلوا مصر وقتل الملك المنصور ضرغام الذي كان قد قهر شاور السعدي‏.‏

ثم تمكن شاور وخاف من عسكر الشام فاستنجد بالفرنج فنجدوه من القدس وما يليه‏.‏

فدخل العسكر بلبيس وحصرهم الفرنج ثلاثة أشهر‏.‏

فلما جاءهم الصريخ بما تم على دين الصليب بوقعة حارم صالحوا أسد الدين وردوا‏.‏

وفيها توفي أبو أسعد عبد الوهاب بن الحسن الكرماني بقية شيوخ نيسابور‏.‏

روى عن أبي بكر بن خلف وموسىبن عمران وأبي سهل عبد الملك الدشتى وتفرد عنهم‏.‏

عاش تسعًا وسبعين سنة‏.‏

والسيد أبو الحسن علي بن حمزة العلوي الموسوي مسند هراة‏.‏

سمع أبا عبد الله العمري ونجيب بن ميمون وأبا عامر الأزدي وطائفة وعاش نيفًا وتسعين سنة‏.‏

وأبو الخير الباغبان محمد بن أحمد بن محمد الإصبهاني المقدر‏.‏

سمع عبد الوهاب بن منده والمطهر البزاني وجماعة‏.‏

وكان ثقة مكثرًا‏.‏

توفي في شوال‏.‏

ونصر بن خلف السلطان أبو الفضل صاحب سجستان‏.‏

عمر مائة سنة‏.‏

ملك منها ثمانين سنة‏.‏

وكان عادلًا حسن السيرة مطيعًا للسلطان سنجر‏.‏

سنة ستين وخمس مائة فيها وقعت فتنة هائلة بإصبهان بين صدر الدين عبد اللطيف بن الخجندي وبين غيره من أصحاب المذاهب سببها التعصب للمذاهب‏.‏

فخرجوا إلى القتال وبقي الشر والقتل ثمانية أيام قتل خلق كثير وأحرقت أماكن كثيرة‏.‏

وفيها توفي أبو العباس بن الحطئة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن هشام اللخمي الفاسي المقرئ الصالح الناسخ‏.‏

ولد سنة ثمان وسبعين وحج وقرأ القراءات على ابن الفحام وبرع فيها‏.‏

وكان لأهل مصر فيه اعتقاد كبير رحمه الله توفي في المحرم وقبره بالقرافة‏.‏

وأمير ميران أخو السلطان نور الدين‏.‏

أصابه سهم في عينه على حصار بانياس فمات منه بدمشق‏.‏

وأبو الندى حسان بن تميم الزيات‏.‏

رجل حاج صالح‏.‏

روى عن نصر المقدسي وتوفي في رجب عن بضع وثمانين سنة‏.‏

روت عنه كريمة‏.‏

وأبو المظفر الفلكي سعيد بن سهل الوزير النيسابوري ثم الخوارزمي وزير خوارزمشاه‏.‏

روى مجالس عن علي بن أحمد المديني ونص الله الخشنامي‏.‏

وحج وتزهد وأقام بدمشق بالسميساطية‏.‏

وكان صالحًا متواضعًا توفي في شوال‏.‏

وحذيفة بن سعد أبو المعمر بن الطاهر الأزجي الوزان‏.‏

روى عن أبي الفضل بن خيرون وجماعة‏.‏

توفي في رجب‏.‏

ورستم بن علي بن شهريار صاحب مازندران‏.‏

استولى في العام الماضي على بسطام وقومس واتسعت مملكته ومات في ربيع الأول وتملك بعده ابنه علاء الدين حسن‏.‏

وعلي بن أحمد أبو الحسن اللباد الإصبهاني‏.‏

سمع أبا بكر بن ماجه ورزق الله التميمي وطائفة‏.‏

وأجاز له أبو بكر بن خلف‏.‏

توفي في شوال‏.‏

وأبو القاسم بن البزري عمر بن محمد الشافعي فقيه أهل الجزيرة‏.‏

تفقه ببغداد على الغزالي وإلكيا الهراسي‏.‏

وصار أحفظ أهل زمانه للمذهب‏.‏

وله مصنف كبير على إشكالات المهذب وكان ينعت بزين الدين جمال الإسلام‏.‏

عاش تسعًا وثمانين سنة‏.‏

وأبو عبد الله الحراتي محمد بن عبد الله بن العباس العدل ببغداد‏.‏

سمع رزق الله التميمي وهبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري وطراد بن محمد‏.‏

وكان أديبًا فاضلًا ظريفًا‏.‏

توفي في جمادى الأولى‏.‏

والقاضي أبو يعلي الصغير محمد بن أبي خازم محمد ابن القاضي الكبير أبي يعلي بن الفراء البغدادي الحنبلي‏.‏

شيخ المذهب‏.‏

تفقه على أبيه وعمه أبي الحسين‏.‏

وكان مناظرًافصيحًا مفوهًا ذكيًا‏.‏

ولي قضاء واسط مدة ثم عزل منها‏.‏

فلزم منزله‏.‏

وأضر بأخرة‏.‏

توفي في ربيع الآخر وله ست وستون سنة‏.‏

وأبو طالب العلوي الشريف محمد بن محمد بن محمد بن أبي زيد الحسني البصري نقيب الطالبيين بالبصرة‏.‏

روى عن أبي علي التستري وجعفر العباداني وجماعة‏.‏

واستقدمه ابن هبيرة لسماع السنن فروى الكتاب بالإجازة سوى الجزء الأول فبالسماع من التستري‏.‏

وأما ابن الحصري فروى عنه الكتاب عن التستري سماعًا‏.‏

وهذا لم يتابعه عليه أحد‏.‏

توفي في ربيع الأول عن إحدى وتسعين سنة‏.‏

وأبو الحسن بن التلميذ أمين الدولة هبة الله بن صاعد النصراني البغدادي شيخ قومه وقسيسهم‏.‏

لعنهم الله‏.‏

وشيخ الطب وجالينوس العصر وصاحب التصانيف‏.‏

مات في ربيع الأول وله أربع وتسعون سنة‏.‏

وياغي أرسلان بن الداشمند صاحب ملطيه‏.‏

جرى بينه وبين جاره قلج أرسلان حروب عديدة‏.‏

ثم مات وولى بعده ابن أخيه إبراهيم بن محمد فصالح قلج أرسلان‏.‏

والوزير عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة بن سعيد الشيباني وزير المقتفي وابنه‏.‏

ولد سنة تسع وتسعين وأربع مائة بالسواد ودخل بغداد شابًا فطلب العلم وتققه وسمع الحديث وقرأ القراءات وشارك في الفنون وصار من فضلاء زمانه‏.‏

ثم احتاج فدخل في الكتابة وولي مشارفة الخزانة‏.‏

ثم ترقي وولي ديوان الخاص‏.‏

ثم استوزره المقتفي فبقي وزيرًا إلى أن مات‏.‏

وكان شامة بين الوزراء لعدله ودينه وتواضعه ومعروفه‏.‏روى عن أبي عثمان بن ملة وجماعة‏.‏

ولما ولاه المقتفي امتنع من لبس خلعة الحرير وحلف أنه لايلبسها‏.‏

وذا شي لا يفعله قضاة زماننا ولاخطباؤه‏.‏

كان مجلسه معمورًا بالعلماء والفقهاء والبحث وسماع الحديث‏.‏

شرح صحيحي البخاري ومسلم وألف كتاب العبادات في مذهب أحمد‏.‏

ومات شهيدًا مسمومًا في جمادى الأولى ووزر بعده شرف الدين أبو جعفر بن البلدي‏.‏

سنة إحدى وستين وخمس مائة فيها ظهر ببغداد الرفض والسب وعظم الخطب‏.‏

وفيها خرجت الكرج في أرمينية وأذربيجان فقتلوا وسبوا‏.‏

وفيها أخذ نور الدين من الفرنج حصن المنيطرة‏.‏

وفيها توفي الرسمي الإمام أبو عبد الله الحسن بن العباس الإصبهاني الفقيه الشافعي مسند إصبهان‏.‏

سمع أبا عمرو بن مندة ومحمود الكوسج وطائفة‏.‏

وتفرد ورحل إليه‏.‏

وكان زاهدًا ورعًا خاشعًا بكاء فقيهًا مفتيًا محققًا تفقه به جماعة‏.‏

توفي في غرة صفر وقد استكمل ثلاثًا وتسعين سنة رحمه الله‏.‏

وعبد الله بن رفاعة بن غدير الفقيه أبو محمد السعدي المصري الشافعي الفرضي صاحب القاضي الخلعي‏.‏

توفي في ذي القعدة عن أربع وتسعين سنة كاملة‏.‏

وقد ولي القضاء بمصر ثم وأبو محمد الأشيري عبد الله بن محمد المغربي الصنهاجي الفقيه الحافظ‏.‏

روى عن أبي الحسن الجذامي والقاضي عياض‏.‏

وكان عالمًا بالحديث وطرقه وبالنحو واللغةوالنسب كثير الفضائل‏.‏

وقبره بظاهر بعلبك‏.‏

وأبو طالب بن العجمي عبد الرحمان بن الحسن الحلبي الفقيه الشافعي‏.‏

تفقه ببغداد على الشاشي وأسعد الميهني‏.‏

وسمع من ابن بيان وله بحلب مدرسة كبيرة‏.‏

عاش إحدى وثمانين سنة ومات في شعبان‏.‏

والشيخ عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست أبومحمد الجيلي الزاهد شيخ العصر وقدوة العارفين صاحب المقامات والكرامات ومدرس الحنابلة محيي الدين‏.‏

انتهى إليه التقدم في الوعظ والكلام على الخواطر‏.‏

ولد بجيلان سنة إحدى وسبعين وأربع مائة وقدم بغداد شابًا فتفقه على أبي سعد المخرمي وسمع من أبي غالب بن الباقلاني وجعفر السراج وطائفة‏.‏

وصحب الشيخ حمادًا الدباس‏.‏

قال الشيخ الموفق‏:‏ أقمنا عنده في مدرسته شهرًا وتسعة أيام‏.‏

ثم مات وصلينا عليه‏.‏

قال‏:‏ ولم أسمع عن أحد يحكي عنه من الكرامات أكثر مما يحكى عنه ولا رأيت أحدًا يعظم من أجل الين أكثر منه‏.‏

قلت عاش تسعين سنة‏.‏

فيها سار أسد الدين شيركوه المسير الثاني إلى مصر يمعظم جيش نور الدين‏.‏

فنازل الجيزة شهرين واستنجد وزير مصر شاور بالفرنج فدخلوا في النيل من دمياط والتقوا فنصر أسد الدين وقتل ألوف من الفرنج‏.‏

قال ابن الأثير‏:‏ هذا من أعجب ما أرخ أن ألفي فارس تهزم عساكر مصر والفرنج‏.‏

قلت‏:‏ ثم استولى أسد الدين على الصعيد وتقوى بخراجها‏.‏

وأقامت الفرنج بالقاهرة حتى استراشوا ثم قصدوا الإسكندرية وقد أخذها صلاح الدين‏.‏

فحاصروه أربعة أشهر ثم كر أسد الدين منجدًا له فترحلت الملاعين بعد أن استقر لهم بالقاهرة شحنة وقطيعة مائة ألف دينار في العام‏.‏

وصالح شاور أسد الدين على خمسين ألف دينار أخذها ونزل إلى الشام‏.‏

وفيها قدم قطب الدين صاحب الموصل على أخيه نور الدين فغزوا الفرنج وأخذوا غير حصن‏.‏

وفيها احترقت اللبادين حريقًا عظيمًا صار تاريخًا وأقامت النار تعمل أيامًا‏.‏

وصار أصلها من دكان طباخ وذهب للناس مالايحصى‏.‏

وفيها توفي خطيب دمشق أبو البركان الخضر بن شبل بن عبد الحارثي الدمشقي الفقيه الشافعي‏.‏

درس بالغزاليه والمجاهدية‏.‏

وبنى له نور الدين مدرسته التي عند باب الفرج فدرس بها وتعرف الأن بالعمادية‏.‏

قرأ علبى أبي الوحش سبيع صاحب الأهوازي وسمع من أبي الحسن بن الموازيني توفي في ذي القعدة‏.‏

وعبد الجليل بن أبي سعد الهروي أبو محمد المعدل مسند هراة‏.‏

تفرد بالرواية عن بيبي الهرثمية وعبد الرحمان كلار وعاش اثنتين وتسعين سنة‏.‏

وهو أكبر شيخ للحافظ عبد القادر الرهاوي‏.‏

والحافظ أبو سعد السمعاني تاج الإسلام عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي محدث المشرق وصاحب التصانيف الكثيرة والرحلة الواسعة‏.‏

عاش ستًا وخمسين سنة‏.‏

سمع حضورًا من الشيروي وأبي منصور الكراعي‏.‏

ثم رحل بنفسه وله ثلاث وعشرون فسمع من الفراوي وطبقته بنيسابور وهراة وبغداد وإصبهان ودمشق‏.‏

وله معجم شيوخه في عشر مجلدات‏.‏

وكان حافظًا ثقة مكثرًا واسع العلم كثير الفضائل ظريفًا لطيفًا متجملًا نظيفًا نبيلًا شريفًا‏.‏

توفي في غزة ربيع الأول بمرو‏.‏

وأبوشجاع البسطامي عمر بن محمد بن عبد الله الحافظ المفسر الواعظ المفتي الأديب المتفنن وله سبع وثمانون سنة‏.‏

سمع أبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي وجماعة وانتهت إليه مشيخة بلخ وتفقه عليه جماعة مع الدين والورع‏.‏

تفرد برواية الشمائل ومسند الهيثم بن كليب‏.‏

وقينس بن محمد أبو عاصم السويقي الإصبهاني المؤذن الصوفي‏.‏

رحل وسمع ببغداد من أبي وابن اللحاس أبو المعالي محمد بن محمد بن الجبان الحريمي العطار‏.‏

سمع من طراد وطائفة‏.‏

وهو آخر من روىبالإجازة عن أبي القاسم بن البسري‏.‏

وكان صالحًا ثقة ظريفًا لطيفًا‏.‏

توفي في ربيع الآخر وله أربع وتسعون سنة‏.‏

وأبو طالب بن خضير المبارك بن علي البغدادي الصيرفي المحدث‏.‏

كتب الكثير عن أبي الحسن بن العلاف وطبقته وبدمشق عن هبة الله بن الأكفاني وجماعة‏.‏

وعاش ثمانين سنة توفي في ذي الحجة‏.‏

ومسعود الثقفي الرئيس المعمر أبو الفرج بن الحسن ابن الرئيس المعتمد أبي عبد الله القاسم بن الفضل الإصبهاني مسند العصر ورحلة الآفاق‏.‏

توفي في رجب وله مائة سنة‏.‏

أجاز له عبد الصمد بن المأمون وأبو بكر الخطيب وسمع من جده وعبد الوهاب بن منده وطبقتهما‏.‏

وهبة الله بن الحسن بن هلال أبو القاسم البغدادي الدقاق مسند العراق‏.‏

سمع عاصم بن الحسن وأبا الحسن الأنباري وعمر نحوًا من تسعين سنة‏.‏

توفي في المحرم‏.‏

وكان شيخًا لا بأس به متدينًا‏.‏

سنة ثلاث وستين وخمس مائة فيها أعطى نور الدين لنائبه أسد الدين حمص وأعمالها فبقيت بيد أولاده مائة سنة‏.‏

وفيها توفي أبو المعالي الباجسرائي التاني أحمد بن عبد الغني بن محمد بن حنيفة‏.‏

روى عن ابن البطر وطائفة‏.‏

توفي في رمضان وكان ثقة‏.‏

وأبو بكر أحمد بن المقرب الكرخي‏.‏

روى عن النعالي وطراد وطائفة‏.‏

وكان ثقة متوددًا‏.‏

توفي في ذي الحجة‏.‏

وله ثلاث وثمانون سنة‏.‏

وقاضي القضاة أبو البركات جعفر ابن قاضي القضاة أبي جعفر عبد الواحد بن أحمد الثقفي‏.‏

ولي قضاء العراق سبع سنين‏.‏

ولما مات ابن هبيرة ناب في الوزارة مضافًا إلى القضاء فاستفظع ذلك‏.‏

وقد روى عن ابن الحصين وعاش ستًا وأربعين سنة‏.‏

توفي في جمادى الآخرة وشاكر بن علي أبو الفضل الأسواري الإصبهاني سمع أبا الفتح السوذرجاني وأبا مطيع وجماعة‏.‏

توفي في أواخر رمضان‏.‏

وأبو محمد الطامذي عبد الله بن علي الإصبهاني المقرئ‏.‏

عالم زاهد معمر‏.‏

روى عن طراد وجعفر بن محمد العباداني والكبار‏.‏

توفي في شعبان‏.‏

وأبوالنجيب السهروردي عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمويه الصوفي القدوة الواعظ العارف الفقيه الشافعي أحد الأعلام‏.‏

قدم بغدادوسمع أبا علي بن نبهان وجماعة‏.‏

وكان إمامًا في الشافعية وعلمًا في الصوفية‏.‏

توفي في جمادى الآخرة ودفن بمدرسته وله ثلاث وسبعون سنة‏.‏

وزين الدين صاحب إربل على كوجك بن بكتكين التركماني الفارس المشهور والبطل المذكور‏.‏

ولقب بكوجك وهو بالعربي اللطيف القد والقصير‏.‏

وكان مع ذلك معروفًا بالقوة المفرطة والشهامة‏.‏

وهو ممن حاصر المقتفي وخرج عليه ثم حسنت طاعته‏.‏

وكان جوادًا معطاء فيه عدل وحسن سيرة‏.‏

يقال إنه جاوز المائة‏.‏

توفي في ذي الحجة‏.‏

وأبو الحسن تاج القراء علي بن عبد الرحمن الطوسي ثم البغدادي‏.‏

روى عن أبي عبد الله البانياسي ويحيى السيبي وجماعة‏.‏

وكان صوفيًا كبيرًا‏.‏

توفي في صفر عن سن عالية‏.‏

وأبو الحسن بن الصابي محمد بن إسحاق بن محمد بن هلال بن المحسن البغدادي‏.‏

من بيت كتابة وأدب‏.‏

سمع النعالي وغيره‏.‏

وكان ثقة‏.‏

توفي في ربيع الأول عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏

والشريف الخطيب أبو الفتوح ناصر بن الحسن الحسيني المصري شيخ الإقراء‏.‏

قرأ علي أبي الحسن الحصيني وأبي الحسين الخشاب‏.‏

وتصدر للإقراء وحدث عن محمد بن عبد الله بن أبي داود الفارسي‏.‏

توفي يوم عيد الفطر وله إحدى وثمانون سنة‏.‏

والجياني أبو بكر محمد بن علي بن عبد الله بن ياسر الأنصاري الأندلسي‏.‏

تفقه بدمشق على نصر الله المصيصي وأدب بها‏.‏

قال ابن عساكر‏:‏ ثم زاملني إلى بغداد‏.‏

وسمع من ابن الحصين وسمع بمرو من أبي منصور الكراعي وبنيسابور من سهل المسجدي وطائفة‏.‏

ثم سكن في الآخر ونفيسة البزازة واسمها أيضًا فاطمة بنت محمد بن علي البغدادية‏.‏

روت على النعالي وطراد‏.‏

وتوفيت في ذي الحجة‏.‏

والصائن أبو الحسين هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عساكر‏.‏

الفقيه الشافعي‏.‏

قرأ القراءات على جماعة منهم أبو الوحش سبيع وسمع من النسيب وتفقه على جمال الإسلام وسمع ببغداد من ابن نبهان وعلق الخلاف على أسعد الميهني ودرس بالغزالية وأفتى وعني بفنون العلم‏.‏

وكان ورعًا خيرًا كبير القدر‏.‏

عرضت عليه خطابة البلد فامتنع‏.‏

توفي في شعبان‏.‏