الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{الْجَوارِ} السفن. وقرئ: {الجوار} بحذف الياء ورفع الراء، ونحوه:
و{الْمُنْشَآتُ} المرفوعات الشرع. وقرئ بكسر الشين: وهي الرافعات الشرع أو اللاتي ينشئن الأمواج بجريهنّ. والأعلام: جمع علم، وهو الجبل الطويل.
وقيل: الصفر المذاب يصب على رءوسهم. وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما: إذا خرجوا من قبورهم ساقهم شواظ إلى المحشر. وقرئ: {ونحاس}، مرفوعا عطفا على {شواظ}. ومجرورا عطفا على {نار}. وقرئ: {ونحس}: جمع نحاس، وهو الدخان، نحو لحاف ولحف. وقرئ: {ونحس} أي: ونقتل بالعذاب. وقرئ: {نرسل عليكما شواظا من نار ونحاسا فَلا تَنْتَصِرانِ} فلا تمتنعان.
ويمكن أن المعنى أنه مستعجل لم يصبر حتى يدبغهما ويدهنهما، فريان: مشقوقتان، أي على حالة سلخهما لم يدهنا بدهن قط. وقيل: معنى التعجل أنه لم يحكم ربطهما. فهما يذرفان ماء من فميهما لا من ثقويهما.وقيل: الدهان الأديم الأحمر. وقرأ عمرو بن عبيد. {وردة} بالرفع، بمعنى: فحصلت سماء وردة، وهو من الكلام الذي يسمى التجريد، كقوله: {إِنْسٌ} بعض من الإنس {وَلا} {جَانٌّ} أريد به: ولا جن، أي: ولا بعض من الجن، فوضع الجان الذي هو أبو الجن موضع الجن، كما يقال: هاشم، ويراد ولده. وإنما وحد ضمير الإنس في قوله: {عَنْ ذَنْبِهِ} لكونه في معنى البعض. والمعنى: لا يسألون لأنهم يعرفون بسيما المجرمين وهي سواد الوجوه وزرقة العيون. فإن قلت: هذا خلاف قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} وقوله: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ}. قلت: ذلك يوم طويل وفيه مواطن، فيسألون في موطن ولا يسألون في آخر: قال قتادة: قد كانت مسألة، ثم ختم على أفواه القوم، وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. وقيل لا يسأل عن ذنبه ليعلم من جهته، ولكن يسأل سؤال توبيخ. وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد: {ولا جأن}، فرارا من التقاء الساكنين، وإن كان على حده.
يريد: ونفيت عنه الذئب. فإن قلت: لم قال: {جَنَّتانِ}؟ قلت: الخطاب للثقلين، فكأنه قيل: لكل خائفين منكما جنتان: جنة للخائف الإنسى، وجنة للخائف الجنى. ويجوز أن يقال: جنة لفعل الطاعات، وجنة لترك المعاصي، لأنّ التكليف دائر عليهما وأن يقال: جنة يثاب بها، وأخرى تضم إليها على وجه التفضل، كقوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ} خص الأفنان بالذكر: وهي الغصنة التي تتشعب من فروع الشجرة، لأنها هي التي تورق وتثمر، فمنها تمتد الظلال، ومنها تجتنى الثمار. وقيل: الأفنان ألوان النعم ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين. قال: {عَيْنانِ تَجْرِيانِ} حيث شاءوا في الأعالى والأسافل. وقيل: تجريان من جبل من مسك.وعن الحسن: تجريان بالماء الزلال: إحداهما التسنيم، والأخرى: السلسبيل {زَوْجانِ} صنفان: قيل: صنف معروف وصنف غريب {مُتَّكِئِينَ} نصب على المدح الخائفين. أو حال منهم، لأنّ من خاف في معنى الجمع {بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} من ديباج ثخين، وإذا كانت البطائن من الإستبرق، فما ظنك بالظهائر؟ وقيل: ظهائرها من سندس. وقيل: من نور دانٍ قريب يناله القائم والقاعد والنائم. وقرئ: {وجنى}، بكسر الجيم.
|