.الوجه الثاني:
أن عبد الله بن سلام قد قابل اليهود وأوقفهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن ذكره ونعته وصفته في كتبهم وأنهم يعلمون أنه رسول الله وقد شهدوا بأنه أعلمهم وابن أعلمهم وخيرهم وابن خيرهم فلم يضر قولهم بعد ذلك أنه شرهم وابن شرهم وجاهلهم وابن جاهلهم، كما إذا شهد على رجل شاهد عند الحاكم فسأله عنه فعدله وقال إنه مقبول الشهادة عدل رضى لا يشهد إلا بالحق وشهادته جائزة علي فلما أدى الشهادة قال أنه كاذب شاهد زور، ومعلوم أن هذا لا يقدح في شهادته. وأما كعب الأحبار قد ملأ الدنيا من الأخبار بما في النبوات المتقدمة من البشارة به وصرح بها بين أظهر المسلمين واليهود والنصارى، وأذن بها على رؤؤس الملأ وصدقه مسلموا أهل الكتاب عليها، وأقروه على ما أخبر به، وأنه كان أوسعهم علما بما في كتب الأنبياء، وقد كان الصحابة يمتحنون ما ينقله ويزنونه بما يعرفون صحته فيعلمون صدقه، وشهدوا له بأنه أصدق الذين يحكون لهم عن أهل الكتاب أو من أصدقهم ونحن اليوم ننوب عن عبد الله بن سلام وقد أوجدناكم هذه البشارات في كتبكم فهي شاهد لنا عليكم والكتب بأيديكم فأتوا بها فاتلوها إن كنتم صادقين، وعندنا ممن وفقه الله للإسلام منكم من يوافقكم ويقابلكم ويحاققكم عليها، وإلا فاشهدوا على أنفسكم بما شهد الله وملائكته وأنبيائه ورسله وعباده المؤمنون به عليكم من الكفر والتكذيب والجحد للحق ومعاداة الله ورسوله.
.الوجه الثالث:
أنه لو أتاكم عبد الله بن سلام بكل نخسة متضمن لغاية البيان والصراحة لكان في بهتكم وعنادكم وكذبكم ما يدفع في وجوهها ويحرفها أنواع التحريف ما وجد إليه سبيلا، فإذا جاءكم بما لا قبل لكم به قلتم: ليس هو، ولم يأتي بعد، وقلتم: نحن لا نفارق حكم التوراة، ولا نتبع نبي الأميين. وقد صرح أسلافكم الذين شاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاينوه أنه رسول حقا، وأنه المبشر به الموعود به على ألسنة الأنبياء المتقدمين، وقال من قال منهم في وجهه: نشهد أنك نبي فقال: ما يمنعك من اتباعي؟ قال: إنا نخاف أن يقتلنا يهود، وقد قال تعالى:
{إِنّ الَّذَينَ حَقَت عَلَيهِم كَلِمَةُ رَبِكَ لا يُؤمِنونَ وَلو جاءَتهُم كُلُ آَيَةٍ حَتى يَروا العَذابَ الأَليم} وقد جاءكم بآيات هي أعظم من بشارات الأنبياء به وأظهر بحيث أن كل آية منها يصلح أن يؤمن على مثلها البشر، فما زادكم ذلك إلا نفورا وتكذيبا وإباء لقبول الحق، فلو نزل الله إليكم ملائكته وكلمكم الموتى وشهد له بالنبوة كل رطب ويابس لغلبت عليكم الشقوة وصرتم إلى ما سبق لكم في أم الكتاب، وقد رأى من كان أعقل منكم وأبعد من الحسد من آيات الأنبياء ما رأوا وما زادهم ذلك إلا تكذيبا وعنادا، فأسلافكم وقدوتكم في تكذيب الأنبياء من الأمم لا يحصيهم إلا الله حتى كأنكم تواصيتم بذلك، أوصى به الأول للآخر واقتدى فيه الآخر بالأول، قال تعالى:
{كَذَلِكَ ما أتَى الَّذَينَ مِن قَبلِهِم مِن رَسولٍ إِلا قالوا ساحِرٌ أَو مَجنون أَتَواصوا بِهِ بَل هُم قَومٌ طاغون} وهبنا ضربنا عن إخبار الأنبياء المتقدمين صفحا أفليس في الآيات والبراهين التي ظهرت على يديه ما يشهد بصحة نبوته؟؟ وسنذكر منها بعد الفراغ من الأجوبة طرفا يقطع المعذرة ويقيم الحجة، والله المستعان.
فصل:
.(المسألة الخامسة):
قال السائل: إنكم نسبتم الأمتين العظيمتين المذكورتين إلى اختيار الكفر على الإيمان للغرض المذكور فابن سلام وأصحابه أولى بذلك الغرض، لأنهم قليلون جدا، وأضداده كثيرون لا يحصيهم عدد.
.والجواب من وجوه:
.أحدها:
إنا قد بينا أن جمهور هاتين الأمتين المذكورتين آمن به وصدقه وقد كانوا ملء الأرض، وهذه الشام ومصر وما جاورها واتصل بهما من أعمالهما، والجزيرة والموصل وأعمالهما، وأكثر بلا المغرب وكثير من بلاد المشرق، كانوا كلهم نصارى فأصبحت هذه البلاد كلها مسلمين، فالمتخلف من هاتين الأمتين عن الإيمان به أقل القليل بالإضافة إلى من آمن به وصدقه، وهؤلاء عباد الأوثان كلهم أطبقوا على الإسلام إلا من كان منهم في أطراف الأرض بحيث لم تصل إليه الدعوة، وهذه أمة المجوس توازي هاتين الأمتين كثرة وشوكة وعددا دخلوا في دينه وبقى منهم كما بقيتم أنتم تحت الذلة والجزية.
.الثاني:
أنا قد بينا أن الغرض الحامل لهم على الكفر ليس هو مجرد المأكلة والرياسة فقط وإن كان من جملة الأغراض؛ بل منهم من حمله ذلك، ومنهم من حمله الحسد، ومنهم من حمله الكبر، ومنهم من حمله الهوى، ومنهم من حمله محبة الآباء والأسلاف وحسن الظن بهم ومنهم من حمله إلفه للدين الذي نشأ عليه وجبل بطبعه فصار انتقاله عنه كمفارقة الإنسان نما طبع عليه، وأنت ترى هذا السبب كيف هو الغالب المستولى على أكثر بني آدم في إيثارهم ما اعتادوه من المطاعم والمشارب والملابس والمساكن والديانات على ما هو خير منه وأوفق بكثير، ومنهم من حمله التقليد والجهل وهم الأتباع الذين ليس لهم علم، ومنهم من حمله الخوف من فوات محبوب أو حصول مرهوب، فلم تنسب هاتين الأمتين إلى الغرض المذكور وحده.
.الثالث:
إنا قد بينا أن الأمم الذين كانوا قبلهم كانوا أكثر عددا وأغزر عقولا منهم وكلهم اختاروا العمى على الهدى والكفر على الإيمان بعد البصيرة، فلهاتين الأمتين سلف كثير وهم أكثر الخلق.
.الرابع:
أن عبد الله بن سلام وذويه إنما أسلموا في وقت شدة من الأمر وقلة من المسلمين وضعف وحاجة وأهل الأرض مطبقون على عداوتهم، واليهود والمشركون هم أهل الشوكة والعدة والحلقة والسلاح، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذ ذاك قد أووا إلى المدينة، وأعداؤهم يطلبونهم في كل وجه، وقد بذلوا الرغائب لمن جاءهم بهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه وخادمهما فاستخفوا ثلاثا في غار تحت الأرض، ثم خرجوا بعد ثلاث على غير الطريق إلى أن قدموا المدينة، والشوكة والعدد والعدة فيها لليهود والمشركين، فأسلم عبد الله بن سلام حين مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة لما رأى أعلام النبوة التي كان يعرفها وشاهدها فيه، وترك الأغراض التي منعت المغضوب عليهم من الإسلام من الرياسة والمال والجاه بينهم وقد شهدوا له كلهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رئيسهم وخيرهم وسيدهم، فعلم أنهم إن علموا بإسلامه أخرجوه من تلك الرياسة والسيادة فأحب أن يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال أدخلني بعض بيوتك وسلهم عني ففعل، وسألهم عنه فاخبروه أنه سيدهم ورئيسهم وعالمهم، فخرج عليهم وذكرهم وأوقفهم على أنهم يعلمون أنه رسول الله، وقابلهم بذلك، فسبوه وقدحوا فيه وأنكروا رياسته وسيادته وعلمه فلو كان عبد الله بن سلام ممن يؤثر عرض الدنيا والرياسة لفعل كما فعله إخوان القردة وأمة الغضب والقوم البهت، وهكذا شأن من أسلم من اليهود حينئذ وأما المتخلفون فكثير منهم صرح بغرضه لخاصته وعامته، وقال: إن هؤلاء القوم قد عظمونا ورأسونا ومولونا فلو اتبعناه لنزعوا ذلك كله منا، وهذا قد رأيناه نحن في زماننا وشاهدناه عيانا ولقد ناظرت بعض علماء النصارى معظم يوم فلما تبين له الحق بهت، فقلت له وأنا وهو خاليين: ما يمنعك الآن من اتباع الحق؟ فقال لي: إذا قدمت على هؤلاء الحمير- هكذا لفظه- فرشوا لنا الشقاق تحت حوافر دابتي وحكموني في أموالهم ونسائهم ولم يعصوني فيما آمرهم به، وأنا لا أعرف صنعة ولا احفظ قرآنا ولا نحوا ولا فقها، فلو أسلمت لدرت في الأسواق أتكفف الناس، فمن الذي يطيب نفسا بهذا؟ فقلت هذا لا يكون، وكيف تظن بالله أنك إذا آثرت رضاه على هواك يخزيك ويذلك ويحوجك؟؟ ولو فرضنا أن ذلك أصابك فما ظفرت به من الحق والنجاة من النار ومن سخط الله وغضبه فيه أتم العوض عما فاتك فقال حتى يأذن الله، فقلت القدر لا يحتج به، ولو كان القدر حجة لكان حجة لليهود على تكذيب المسيح وحجة للمشركين على تكذيب الرسل، ولا سيما أنتم تكذبون بالقدر فكيف تحتج به؟؟ فقال: دعنا الآن من هذا وأمسك.
.الخامس:
إن جوابك في نفس سؤالك فإنك اعترفت أن عبد الله بن سلام وذويه كانوا قليلين جدا وأضدادهم لا يحصون كثرة، ومعلوم أن الغرض الداعي لموافقة الجمهور الذين لا يحصون كثرة وهم أولوا القوة والشوكة أقوى من الغرض الداعي لموافقة الأقلين المستضعفين والله الموفق.
فصل:
.(المسألة السادسة): المسلمون فوق كل الأمم في الأعمال والمعارف النافعة:
قال السائل: تدخل علينا الريبة من جهة عبد الله بن سلام وأصحابه، وهو أنكم قد بنيتم أكثر أساس شرائعكم في الحلال والحرام والأمر والنهي على أحاديث عوام من الصحابة الذين ليس لهم بحث في علم ولا دراسة ولا كتابة قبل مبعث نبيكم، فابن سلام هو وأصحابه أولى أن يؤخذ بأحاديث ورواياتهم، لأنهم كانوا أهل علم وبحث ودراسة وكتابة قبل مبعث نبيكم وبعده، ولا نراكم تروون عنهم من الحلال والحرام والأمر والنهي إلا شيئا يسيرا جدا، وهو ضعيف عندكم.
.والجواب من وجوه:
.أحدها:
إن هذا بهت من قائله، فأنا لم نبن أساس شريعتنا في الحلال والحرام والأمر والنهي إلا على كتاب ربنا المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه تنزيل من حكيم حميد، الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، الذي تحدى به الأمم كلها على اختلاف علومها وأجناسها وطبائعها وهو في غاية الضعف وأعداؤه طبقوا الأرض أن يعارضوه بمثله فيكونوا أولى بالحق منه ويظهر كذبه وصدقهم فعجزوا عن ذلك، فتحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، فتحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، هذا وأعداؤه الأدنون إليه أفصح الخلق وهم أهل البلاغة والفصاحة واللسن والنظم والنثر والخطب وأنواع الكلام، فما منهم من فاه في معارضته ببنت شفة، وكانوا احرص الناس على تكذيبه وأشدهم أذى له بالقول والفعل والتنفير عنه بكل طريق، فما نقل عن أحد منهم سورة واحدة عارضة بها؛ إلا مسيلمة الكذاب بمثل قوله يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي كم تنقين، لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدرين، ومثل والطاحنات طحنا، والعاجنات عجنا، فالخابزات خبزا، إهالة وسمنا وأمثال هذه الألفاظ التي هي بألفاظ العقلاء فالمسلمون إنما بنوا أساس دينهم ومعالم حلالهم وحرامهم على الكتاب الذي لم ينزل من السماء كتاب أعظم منه، فيه بيان كل شيء وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة وشفاء لما في الصدور، به هدى الله رسوله وأمته فهو أساس دينهم.
.الثاني:
أن قولكم إن المسلمين بنوا أساس دينهم على رواية عوام من الصحابة من أعظم البهت وأفحش الكذب، فإنهم وإن كانوا أميين فمذ بعث الله فيهم رسوله زكاهم وعلمهم الكتاب والحكمة وفضلهم في العلم والعمل والهدى والمعارف الإلهية والعلوم النافعة المكملة للنفوس على جميع الأمم، فلم تبق أمة من الأمم تدانيهم في فضلهم وعلومهم وأعمالهم ومعارفهم، فلو قيس ما عند جميع الأمم من معرفة وعلم وهدى وبصيرة إلى ما عندهم لم يظهر له نسبة إليه بوجه ما؛ وإن كان غيرهم من الأمم أعلم بالحساب والهندسة، والكم المتصل والكم المنفصل، والنبض والقارورة والبول والقسطة، ووزن الأنهار ونقوش الحيطان، ووضع الآلات العجيبة، وصناعة الكيميا، وعلم الفلاحة، وعلم الهيئة وتسيير الكواكب، وعلم الموسيقى واللحان، وغير ذلك من العلوم التي هي بين علم لا ينفع وبين ظنون كاذبة، وبين علم نفعه في العاجلة وليس من زاد المعاد فإن أردتم أنهم كانوا عواما في العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه ودينه وشرعه وتفاصيله واليوم الآخر وتفاصيله وتفاصيل ما بعد الموت وعلم سعادة النفوس وشقاوتها وعلم صلاح القلوب وأمراضها فمن بهت نبيهم بما بهته به وجحد نبوته ورسالته التي هي للبصائر أظهر من الشمس للأبصار لم ينكر له أن يبهت أصحابه ويجحد فضلهم ومعرفتهم، وينكر ما خصهم الله به وميزهم على من قبلهم ومن هو كائن من بعدهم إلى يوم القيامة؟؟ وكيف يكونون عواما في ذلك وهم أذكى الناس فطرة وأزكاهم نفوسا، وهم يتلقونه غضا طريا ومحضا لم يشب عن نبيهم، وهم أحرص الناس عليه وأشوقهم إليه، وخبر السماء يأتيهم على لسانه في ساعات الليل والنهار والحضر والسفر، وكتابهم قد اشتمل على علوم الأولين والآخرين، وعلم ما كان من المبدأ والمعاد، وتخليق العالم وأحوال الأمم الماضية، والأنبياء وسيرهم وأحوالهم مع أممهم، ودرجاتهم ومنازلهم عند الله، وعددهم، وعدد المرسلين منهم، وذكر كتبهم، وأنواع العقوبات التي عذب الله بها أعداءهم، وما أكرم به أتباعهم، وذكر الملائكة وأصنافهم وأنواعهم وما وكلوا به واستعملوا فيه، وذكر اليوم الآخر وتفاصيل أحواله، وذكر الجنة وتفاصيل نعيمها والنار وتفاصيل عذابها، وذكر البرزخ وتفاصيل أحوال الخلق فيه، وذكر أشراط الساعة والأخبار بها مفصلا بما لم يتضمنه كتاب غيره من حين قامت الدنيا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما أخبر به المسيح عنه من قوله في الإنجيل وقد بشرهم به فقال: وكل شيء أعده الله تعالى لكم يخبركم به وفي موضع آخر منه: ويخبركم بالحوادث والغيوب وفي موضع آخر: ويعلمكم كل شيء وفي موضع آخر منه: يحيى لكم الأسرار، ويفسر لك كل شيء، وأجيئكم بالأمثال وهو يجيئكم بالتأويل وفي موضع آخر: إن لي كلاما كثيرا أريد أن أقوله لكم ولكنكم لا تستطيعون حمله، لكن إذا جاء روح الحق ذلك يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه ليس ينطق من عنده بل يتكلم بما يسمع، ويخبركم بكل ما يأتي، ويعرفكم جميع ما للأب فمن هذا علمه بشهادة المسيح وأصحابه يتلقون ذلك جميعه عنه وهم أذكى الخلق وأحفظهم وأحرصهم كيف تدانيهم أمة من الأمم في هذه العلوم والمعارف؟؟؟ ولقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلادة الصبح ثم صعد المنبر فخطبهم حتى حضرت الظهر، ثم نزل فصلى وصعد فخطبهم حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى وخطبهم حتى حضرت المغرب، فلم يدع شيئا إلى قيام الساعة إلا أخبرهم به، فكان أعلمهم أحفظهم وخطبهم مرة أخرى خطبة فذكر بدأ الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، وقال يهودي لسلمان: لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة؟ قال أجل؟ فهذا اليهود كان أعلم بنبينا من هذا السائل وطائفته.